الجمعة 3 مايو 2024 11:45 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

مصطفى نوفل أول «موديل» من ذوي الهمم: الكاميرا تحبني.. وأنا أحب الرئيس السيسي … حوار

استطاع مصطفى نوفل صاحب العشرين عاما أن يخطف قلوبنا بطلَّته المميزة وصوره الأنيقة، وعندما كرمه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي عن نجاحاته، لم يستطع الشاب الصغير أن يخفي مشاعره تجاه الأب الحنون واقترب سريعا ليحضنه، ويقول له «بحبك يا ريس».. هكذا كانت الصورة النهائية التي كانت نتاج رحلة كبيرة بها العديد من التفاصيل يكشفها لنا مصطفى ووالدته في السطور التالية..

لماذا اخترت مجال التصوير والأزياء؟

أحب التصوير والكاميرا، ويشجعني أهلي وأصدقائي على فعل ما أحب، لذلك جربت هذا المجال حتى أصبحت أول «موديل» من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا أجد أن هناك أي صعوبة في هذا المجال، بل أرى نفسي مميزا بضحكتي.

وماذا عن النجاحات التي تفخر بها؟

فخور بتكريمي من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في احتفالية «قادرون باختلاف2» عام 2019 عن قصة نجاحي، و«الفوتوسيشن» الشهير عني الفرعون المصري الصغير، كما أنني امتزتُ في الاشتراك بملتقى العرب الأول لذوي الاحتياجات الخاصة، بحضور رئيس الجمهورية، وحصلت على ميدالية ذهبية من د.هالة عبدالسلام خفاجي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الخاص والموهوبين، وتم تكريمي من وكيل التربية والتعليم ومدير إدارة التربية، ورئيس مجلس مدينة الغربية، وحصلت على جائزة أوسكار في مهرجان الإبداع الفني عن استعراض أغنية (تسلم الأيادي)، وحصلت على المركز الأول بتمثال أولادنا، في ملتقى أولادنا الدولي عن لجنة تحكيم بمشاركة 36 دولة، عن الفيلم الوثائقي(لا للتنمر)، وتكرمت بشهادة تقدير وميدالية ودرع شرف، وأطلق عليِّ أيقونة الغربية من خلال حملة (بنفكر لبكرة)، وتم تكريمي من مبادرة (جيل جديد) بدرع وشهادة تقدير كأول موديل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وماذا عن إنجازاتك الرياضية؟

حصلت على ميدالية فضية في تنس الطاولة، ومركز أول في الوثب الطويل بشهادة تقدير وميدالية ذهبية، وحصلت أيضا على ميدالية برونزية في الجري مئة متر، وشاركت في بطوله الجمهورية للكرة الخماسية، وتم تكريمي بشهادة تقدير.

وفي حديثي مع الأم إيمان أحمد سألتها.. كيف كانت البداية؟

كانت ولادتي في بداية شهر رمضان، واعتبرت مصطفى رزقنا في بداية الشهر الكريم، وفتحت عيني بعد ولادة قيصرية وبدأت أستفيق لأرى بجانبي ملاكا يطير فوق رأسي وبيده عصا عليها نجمة وجهها نحونا فتساقطت منها نجوم ذهبية لامعة على رؤوسنا، وفجأة اختفى، فتعجبت وأكدت لنفسي أنها مجرد هلاوس من تأثير البنج، بعدها تساءلت والدتي عن سبب عدم بكاء الرضيع، ثم طلب والده الذهاب إلى طبيب أطفال لنطمئن على صحة الطفل، وبالفعل ذهب به الأب، وانتظرتهما في المنزل، ليعود باكيا من الصدمة، قائلا: إن ابننا منغولي، ووقتها كان هذا هو الاسم المنتشر عن الحالة، وكنت أحاول تكذيب الفكرة، ونسب ضيق عيونه إلى وراثتها مني.

وما أصعب المواقف التي واجهتكم في هذه المرحلة؟

طلب مني بعض الأهل والأصدقاء ترك ابني الذي حملته في بطني تسعة أشهر، وتمنيته من الدنيا، في دار أيتام، وأتنكر منه فقط لأنه منغولي، مبررين ذلك بأنه بظروفه الخاصة سيكون عبئا يهدر طاقتنا بلا مستقبل.

ماذا حدث بعد تدارك الخبر؟

فهمت معنى الملاك الذي كان يحوم حول رؤوسنا، وأنه رسالة صريحة من الله عز وجل، حتى ولو لم يصدق أحد ما شاهدته، فيكفي أنني رأيته وشعرت به وطبطب على قلبي، فالله اختصني وميزني بنجمة من السماء على هيئة طفل بظروف خاصة، فهو ملاك غير مجرى حياتي، وبسببه أصبحت أقوى ولديّ هدف أكبر أسعى إليه.

ماذا عن أحلامك؟

كل إنسان يعيش على أمل في حياته ويسعى إلى تحقيقه، أما أنا فقد كرست حياتي لابني، حتى أعوضه عن عدم تقبل البعض للميزة التي خلقه الله بها، وكل ما أسعى إليه هو تحقيق أحلامه ورؤيته في أفضل حال، ويتفوق ويمتاز ويسعد في حياته، وأتمنى أن يعطينا المجتمع فرصة أكبر لأن يوجد من ذوي الاحتياجات الخاصة نوابغ وإعلاميون ورياضيون.

كيف بدأت رحلتك؟

حاربت كثيرا وبذلت قصارى جهدي، لكي أثبت للجميع أنه رغم اختلاف ملامحه فقدراته مثلنا، بل وأحيانا أفضل، وسعينا بحلم أكبر لكي نلفت نظر المسئولين إلى فئة موجودة بشكل غير قليل في مصر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2010، وكنا سببا في افتتاح أول مدرسة فكرية ببلدنا، وفخور بتكريمي كأم مثالية من المجلس القومي لذوي الاحتياجات الخاصة.

ماذا عن طريقة تربيتك له؟

لا أفرق أبدا في طريقة تعامله، ولا أشعره بحنان أكثر كما لو كان شفقة لأنه مميز، فالعقاب موجود كالمكافأة، فقط من أجل تقويم السلوك بشكل طبيعي، وفخور به وأتباهى بوجوده معي في أي مكان ممسكة بيده كما لو كنت أريد أن أريه للدنيا كلها، فهذا هو النجم الذي اختصني به الله عز وجل.

كيف كان وقع تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي عليكم؟

تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لمصطفى كان مميزا ومصدر فخر لنا، فعندما بادر بتكريم ابني، استوقفه مصطفى ليريه صورته ثم حضنه تعبيرا عن حبه الشديد له، ولالتماسه حنان الأب في سيادته، وهو ما قام المصورون بالتقاطه وزاد من شهرة مصطفى بموقف الرئيس النبيل معه، وعبّر مصطفى للرئيس عن مشاعره قائلا له إنه يحبه ورد عليه قائلا: أنا أيضا أحبك.

ما نصيحتك لكل أم تمر برحلتك نفسها؟

لا تتأثري بأي كلام سلبي حتى لو كان من المقربين، باستطاعتك أن تعلميهم أن الإعاقة في طريقة تفكيرهم السطحية لا في قدرات ابنك العقلية، ولا تلتفتي إلى أي تحذيرات من صعوبة المسيرة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، تستطيعين بمثابرتك أن تجعلي ابنك أفضل شخص، بل وتفتحي أبوابا لمساعدة الغير، فالله اختصك بتلك الميزة لحكمة لا يعلمها إلا هو.