النهار
الخميس 18 سبتمبر 2025 08:23 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
28 سبتمبر بالقاهرة.. المؤتمر الدولي لاتحاد المحاسبين والمراجعين العرب بالقاهرة ياسين منصور يجهز قائمة قوية لانتخابات الأهلي وزير الدفاع يلتقي وزير الدفاع الجامبي لبحث العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في جو عائلي عادى .. إيمان أيوب تعلن أنفصالهما عن زوجها المهندس ياسر الحسيني النائب حسن عمار: الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسالة دولية حاسمة لوقف جرائم الاحتلال شيماء سيف تشارك جمهورها بصورة جمعتها بملكة الإحساس من حفل مراسي الساحل الشمالي إعلام إسرائيلي يهاجم رئيس وزراء دولة الاحتلال: يقود البلاد إلى عزلة حقيقية انطلاقا من دورها في رعاية الموهوبين.. المهن التمثيلية تطلق مبادرة ” فكرة تبنى بكرة” أسامة شرشر يكتب: ملك إسبانيا يحظي بحب وتقدير الشعب المصري أثناء زيارته للقاهرة الحلامشة تكرم 650 من أبنائها حفظة القرآن الكريم وتعلن عن 6 جوائز عمرة للفائزين متولي السيد ينضم لأبطال حكاية” نور مكسور” بمسلسل ماتراه ليس كما يبدو ملك إسبانيا يترأس لقاء خاص مع عدد من رجال الأعمال لتعزيز دور القطاع الخاص بحضور وزير الاستثمار والتجارة الخارجية

فن

فى ذكرى رحيل سراج منير.. توقع وفاته وقال لصديقه علشان خاطرك أموت لك بكرة

يمر اليوم 64 عامًا على وفاة الفنان الكبير سراج منير الذى رحل عن عالمنا بشكل مفاجئ في مثل هذا اليوم الموافق 13 سبتمبر من عام 1957 عن عمر 53 عامًا عاش أغلبها للفن وقدم خلالها عددًا من الأعمال الفنية التي خلدت اسمه في سجلات الرواد رغم حياته القصيرة، حيث أعطى للفن وضحى بكل ما يملك حتى رحل أيضًا بسبب حبه لفنه.

كانت حياة سراج منير تشبه الفيلم السينمائى بما تحويه من مفارقات وإثارة وكوميديا ورومانسية ومأساة، وكانت تفاصيل وفاته أغرب من الخيال، فهو ابن الأسرة الأرستقراطية الذى ولد فى 15 يوليو عام 1904 وكان والده مديرًا بوزارة المعارف.

وسافر سراج لدراسة الطب فى ألمانيا ولكنه عشق الفن بعد أن اتخذ منه وسيلة لكسب المال لإعانته على دراسته، وسرعان ما ترك الطب وتفرغ للفن وشارك فى عدد من الأفلام الألمانية الصامتة، وتنقل بين استوديوهات برلين، حتى التقى بالمخرج محمد كريم.

ومع بدء الحرب العالمية الثانية قرر سراج منير العودة إلى القاهرة والتحق بمسرح رمسيس، وبعد فترة انتقل إلى الفرقة الحكومية، حتى جاءته أول فرصة فى السينما فأسند له دوراً فى فيلم "زينب" عام 1930م، لتتوالى أعماله بعد ذلك.

انضم سراج منير لفرقة نجيب الريحانى، وكان عضواً بارزاً فيها، وأصبح بطل الفرقة بعد وفاة الريحانى، وتنوع سراج منير وأجاد أدوار الشخصية الجادة الشريرة وكذلك الشخصيات الكوميدية فى عدد من الأعمال الفنية وأشهرها فيلم عنتر ولبلب.

وفى عام 1934 وأثناء تصوير فيلم (ابن الشعب) تعرف سراج منير على حب عمره الفنانة ميمى شكيب وأحبها وأراد زواجها ولكن أسرته اعترضت، وبعد سنوات جمعتهما فرقة الريحانى التى عملا بها وتجدد الحب بينهما وتزوجا وعاشا قصة من أكبر قصص الحب والزواج حتى رحيله بعد 10 سنوات من هذا الزواج.

وفي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت فيها مواضيع الأفلام، خاض سراج منير مجال الإنتاج السينمائى ، وكان هدفه أن يرقى بصناعة السينما، واختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر ساد فيها الفساد والرشوة ، ووضع أغلب أمواله فى إنتاج فيلم "حكم قراقوش" عام 1953، وتكلف إنتاجه أربعين ألف جنيه ، ولكن لم تتجاوز إيراداته عشرة آلاف جنيه، فاضطر سراج منير أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب.

و كانت الخسارة و الصدمة التى تعرض لها سراج منير بسبب فيلم حكم قراقوش سبباً فى إصابته بالذبحة الصدرية التى أدت لوفاته، بشكل مفاجيء حيث كان موته صدمة وفاجعة كبرى لأحبابه وأصدقائه وجمهوره.

وصاحب موت سراج منير المفاجئ عدد من الوقائع الغريبة التى حدثت قبل وفاته وذكرها المقربون منه تؤكد أنه كان يشعر بقرب موته، وتنبأ به.

وكان سراج منير مصابًا بداء فى القلب، ولكنه كان يعيش حياته بشكل طبيعى ولا تبدو عليه أي مظاهر للمرض وكان يقول دائماً " أنا زى البمب"

ولكن قبل وفاة سراج منير مات صديق له مريض بالقلب دون سابق إنذار أو تعب، وحيث نام فى فراشه بعد أن تناول عشاءه الأخير، وفى الصباح فوجئت أسرته بوفاته، وبعد أن شيع سراج منير صديقه عاد لمنزله وجلس مع زوجته ميمى شكيب وقال لها: "أما موتة لطيفة خالص ياما نفسى أموت كدة "، وعندما فزعت زوجته، قال لها: "ياسلام هو حد يطول موت مريحة كدة، يسهر مع أصحابه وحبايبه ويتعشى عشوة لذيذة ويروح السينما يروح البيت يغير هدومه ويطلب كوباية مية ساقعة وينام والصبح ييجوا يصحوه علشان يشرب الشاى ويفطر يلاقوه بيشرب الشاى مع الملايكة، مفيش أروق ولا أطعم من كدة".

وبعد أيام مات سراج منير بنفس الطريقة والتفاصيل بعد أن عاد لبيته وشرب كوب من الماء المثلج ونام على سريره وفى الصباح كان على وجهه ابتسامة بينما فارقته الحياة.

كما تحدث سراج منير مع صديقه المخرج حلمى رفلة قبل وفاته بيوم واحد وقال له نصاً: "علشان خاطرك أموت لك بكرة"، حيث قال له رفلة: "عايز الست ميمى تيجى بكرة من إسكندرية ضرورى علشان عندنا كام شوت فى الفيلم لازم نخلصهم قبل سفر عبدالحليم، فرد سراج قائلاً: "مستحيل ياحلمى لان عندها شغل فى الفرقة هناك".

وبعد إلحاح شديد من حلمى رفلة قال له سراج منير مازحاً: "فى طريقة واحدة بس إن واحد من الفرقة يموت بكرة" ، وضحك رفلة فإذا بسراج يقول له: "أنا تحت أمرك أموت لك بكرة"، وهو ما حدث بالفعل حيث توفى سراج منير " بكرة" وتعجب الجميع وشعروا بالصدمة لوفاته المفاجئة وترك فراغًا وحزنًا كبيرًا لأسرته وأصدقائه الذين كانوا يرونه ويتحدثون ويمرحون معه قبل وفاته بساعات قليلة.