بالصور أقدم منابر العالم بالمسجد العمري بقوص

كتبت- هبه عبدالحميديعد المسجد العمري بقوص من أكبر المساجد بالصعيد وبها أحد أقدم المنابر في العالم ومن المعروف أنه يوجد بالعالم ثلاث أقدم منابر وهم منبر المسجد العمري بقوص فقد قام بأنشئها الامير طلال بن رزيك القاضي يقع بقوص بمحافظة قنا المسجد العمري ومنبر دير سانت كاترين ومنبر مسجد حبرون بفلسطين ، وهو مبني علي طراز الجامع الازهر ، وقد بناه طلائع بن زريك سنة 550 هجرية حينما كان واليا علي قوص في عهد الفاطميين وقد حدثت بالجامع بعض التغييرات والتجديدات في مختلف العصور أفقدتهالكثير من معالمة الاصلية فقد حدث تغير في عقوده الداخلية في ايوان القبلة أثناء العمارة التي قام بها محمد بك قهوجي كاشف قوص سنة 1233هجرية .وفي منتصف البائكة الثالثة في ايوان القبلة محراب يرجع الي عصر المماليك قد زخرفت واجهته بزخارف حصية ، وكان يوجد في النهاية البحرية للبائكتين الرابعة والخامسة من ايوان القبلة مقصورة من الخشب الخرط وهي علي جانب كبير من الاهمية ، وكان الاهالي يسمون هذه المقصورة بضريح ابن حجاج ولكنها أزيلت بعد عمليات التجديد ومن الاجزاء الهامة بهذا المسجد هي القبة الموجودة لصق الركن الشمالي الشرقي وهي منفصلة عن المسجد وتقوم القبة علي أربعة عقود يعلوها في الاركان صفان من المقرنصات مما حول المربع الي مثمنين اقيمت فوقه القبة ، أما عن نشأت هذه القبة فقد أنشأها مقلد بن علي بن نصر سنة 568 هجرية عندما جدد باقي المسجد كما هو مثبت في اللوح الرخامي الذي في نهاية الجدار الشرقي ،ومن العمارات الهامة التي أجريت لهذا المسجد تلك العمارة الكبيرة التي أجراها محمد بك قهوجي كاشف في قوص عام 1233 هجرية ، وقد أثبتت هذه العمارة في ثلاث لوحات ، الاولي في لوح صغير مثبت في صحن المسجد ، والثانية في لوح رخامي مؤرخ في سنة 1233 هجرية مثبت علي مدخل المسجد .ويمثل المسجد العمري بقوص في محافظة قنا قيمة دينية وأثرية وتاريخية حيث يعد أقدم مسجد بالمدينة وأكبرها مساحة حيث تبلغ مساحته 4000 م2 ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مصلي ويعد من أندر المساجد الأثرية المعلقة حيث ترتفع واجهته الامامية ثلاثة أمتار عن الأرض بينما يصل ارتفاع خلفيته إلي أربعة أمتار لذا استخدم المسجد كروابط حربية لوقوعه علي ربوات عالية تمثل رادرات طبيعية واماكن استطلاع واستكشاف بجانب كونه مكاناً للعبادة.ومنذ عام 1970ميلادية أجريت في المسجد عدة اصلاحات بداخلة ثم أزيلت الاعمدة المبنية من الطوب اللبن والتي أصلحها محمد قهوجي وتم بنائها بالاسمنت والحديد المسلح وبهذا فقد المسجد قيمته الاثرية وأصبح مبنيا علي الطراز الحديث .الا أنه بقيت فيه بعض الاعمدة القديمة التي أمام المحراب المتوسط المملوكي ، وانتهت هذه الاصلاحات سنة 1977ميلادية .منبر الجامع ويوجد به منبر خشبي علي جانب كبير من الاهمية لانه من المنابرالاثرية القديمة في مصر ، حيث يظهر به جمال التعشيق الذي تميز به العصر الفاطمي ويشبه هذا محراب السيدة رقية والسيدة نفيسة وكلاهما في المتحف الاسلامي بالقاهرة ، اما منبر المسجد العمري في قوص لايزال في موضعه هناك ،وطريقة التعشيق هذه تقوم علي تزين السطوح بحشوات صغيرة من الخشب تقطع علي هيئة أشكال هندسية منتظمة من مثلثات ومربعات ومخمسات ومسدسات ومثمنات ،ثم تثبت بطريقة التعشيق وتجمع معا فوق السطح المراد تزينة ، ويوجد بأعلي باب المنبر لوحة خشبية مكتوب فيها بالحفر آية الكرسي .كرسي المصحف ويوجد بهذا المسجد كرسي للمصحف الشريف وهو من الخشب المصنوع بطريقة الحشوات المجمعة ويحيط بالكرسي من اعلاه شريط من الكتابة بالخط النسخ وبالخشب البارز ، وهي كتابة لآية الكرسي ونص خاص بانشاء هذا الكرسي للمصحف المبارك ومن المرجح أن انشاء هذا الكرسي والمقصورة التي وضع فيها كان في اوائل القرن الثامن الهجري.