بن حلي يطالب دول أمريكا الجنوبية بدعم القضايا العربية

كتبت / هالة شيحةأكدت جامعة الدول العربية ضرورة التنسيق السياسي العربي مع الجانب الامريكي الجنوبي خاصة في ظل تفاقم الأوضاع على صعيد النزاع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية ،مطالبة الجانب الامريكي بتقديم المساعدة والدعم للشعب الفلسطيني لاحقاق حقوقه خاصة وأن العرب مقبلون على مرحلة حساسة لعملية السلام .جاء ذلك في كلمة السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام اجتماع كبار المسؤولين في وزارات خارجية الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الذي بدأت أعماله اليوم بالجامعة العربية وتستمر على مدى يومين للتحضير للقمة الثالثة بين الجانبين التي ستعقد في ليما يوم 16 فبراير المقبل.ولفت بن حلي الى أن هذه العملية أصبحت معرقلة بسبب تعنت الجانب الاسرائيلي الذي ليس لديه أية ارادة أو رغبة في الالتزام بمتطلبات السلام ، كما أن الراعي الأمريكي لم يستطع احداث أي اختراق في هذا الجانب .وقال بن حلي : ان هذه القضية من الأولويات التي يجب أن يساعدنا فيها الأصدقاء في امريكا الجنوبية في كافة المحافل الدولية من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان والجولان السوري وكذلك جزر الإمارات العربية المحتلة من قبل ايران .ودعا بن حلي الى مواصلة العمل على تعميق العلاقات بين الجانبين العربي والأمريكي الجنوبي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خاصة وأن هناك العديد من الانجازات التي تحققت في هذه الجوانب في اطار تنفيذ مقررات اعلان القمة العربية الامريكية الجنوبية الثانية التي شهدتها الدوحة في مارس 2009 .ولفت السفير أحمد بن حلي الى أن هذا الاجتماع لكبار المسؤولين من وزاات خارجية الدول العربية والأمريكية الجنوبية ينطلق لمهمتين أساسيتين الأولى تتعلق بمتابعة تنفيذ قرارات اعلان الدوحة بكل محاوره والتزاماته وتكليفاته حتى تقدم ضمن تقرير لقمة ليما المقبلة عما تم تنفيذه من التزامات وقرارات قمة الدوحة المشتركة بين الجانبين .وأعرب بن حلي عن تطلعه لاثراء المسودة الأولية للاعداد للقمة العربية الامريكية الجنوبية الثالثة التي تحدد لها يوم 16 فبراير المقبل.واشار السفير بن حلي الى التنسيق الايجابي بين الجانبين والذي اثمر عن انعقاد اجتماع وزراء خارجية الجانبين بشكل دوري كل عامين ، وقد اجتمعوا خلال العام الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم اعداد جدول أعمال تضمن مشاغل الجانبين العربي والأمريكي الجنوبي .ولفت السفير بن حلي الى أن الجانب الآخر الذي تضطلع به هذه الاجتماعات يتعلق بسبل تعميق التعاون الاقتصادي بين الجانبين ، مطالباً بضرورة اتخاذ خطوات للبناء على ما تم احرازه في هذا الصدد خاصة وأن هناك مذكرات تفاهم بين الجامعة العربية مع اتحاد دول امريكا الجنوبية في العديد من الانشطة والقطاعات الاقتصادية .وأضاف بن حلي : أن الجامعة العربية تقوم حاليا باعداد دراسات جادة لتطوير النقل البحري بين الجانبين ، وتبدأ الدراسة بدول شمال افريقيا لتشمل بعد ذلك الدول العربية ،لافتا الى أنه لابد تضمين هذه الدراسة لاعلان ليما .كما لفت بن حلي الى ضرورة الأخذ في الاعتبار أيضا نتائج المنتدى الثاني لرجال الاعمال من الجانبين و الذي عقد في الدوحة مؤخراً ونتائج اجتماعات رجال الاعمال والاقتصاد بالرباط واجتماع دمشق لخبراء البيئة بين الجانبين وبيان الرياض حول استغلال الموارد المائية ومكافحة التصحر مع الاستفادة من خبرة دول امريكا الجنوبية في هذا المجال .كما أشار بن حلي الى اهمية التعاون الثقافي بين الجانبين وتقديم مقترحات في هذا الصدد للقمة المقبلة في دورتها الثالثة في ليما.وأوضح بن حلي أنه في هذا الصدد تم عقد اعمال اجتماع المنتدى الثالث لتحالف الحضارات في برازيليا والتنسيق في هذا الصدد مع الأمم المتحدة مشددا على ضرورة العمل على انجاح الاجتماع الرابع لهذا المنتدى المقرر في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة المقبلة .كما دعا الى تفعيل التعاون بين الجانبين في المجالات الاجتماعية ووضع آلية للمتابعة بشكل دوري وتضمين المقترحات لقمة ليما وفق نظرة شاملة للبناء على أرضية صلبة للتعاون بين الجانبين في اطار القواسم المشتركة .وقال : انه يتم الآن التحضير لاجتماع وزاري في نوفمبر 2010 للمغتربين العرب ،معربا عن أمله في أن يشكلوا جسورا بين العالم العربي والدول الجديدة التي يقيمون بها في دول امريكا الجنوبية.من جانبه أكد أحمد عبد السلام بن خيال المستشار السياسي الليبي ورئيس الجانب العربي في الاجتماع اهمية العمل من أجل بناء شراكة استراتيجية شاملة بين البلدان العربية والامريكية الجنوبية من خلال دراسة مشاريع وخطط جديدة للدفع بالعلاقات الجماعية والتحضير الجيد للقمة العربية الامريكية الجنوبية الثالثة التي ستعقد في بيرو في فبراير المقبل بحيث تركز على دراسة مقترحات وبرامج عملية محددة تستجيب للتوجهات التي اعتمدها القادة في بياني برازيليا والدوحة .وقال: ان المنطقتين والعالم شهدا خلال الفترة اللاحقة على قمة الدوحة تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية كان لها تأثيراتها العميقة على جميع البلدان مما يتطلب التنسيق والتشتور بشأن كيفية التعامل معها وتطويق آثارها السلبية على شعوب المنطقتين .وحذر بن خيال من استمرار تصاعد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل ومواصلة السياسات الاستيطانية للعدوان الاسرائيلي معربا عن تقديره لتضامن الجانب الامريكي الجنوبي مع الشعب الفلسطيني .كما أشار الى التطورات الاخرى على الصعيد العربي والمتصلة بالسودان والصومال والعراق وجزر القمر ، لافتا الى أنه بعد انعقاد قمة الدوحة تزايد اليقين بأن التنظيم الدولي ممثلا في الامم المتحدة كأداة للحفاظ على الأمن والسلم قد أصبح قاصرا عن التجاوب مع الحقائق والمتطلبات الجديدة مما يقتضي اصلاحا حقيقيا وشاملا للامم المتحدة وفق ما عبر عنه القائد معمر القذافي امام الجمعية العامة في سبتمبر الماضي .كما أوضح بن خيال انه في الفترة اللاحقو أيضا على قمة الدوحة تزايد الوعي العالمي بمخاطر الانتشار النووي مما يؤكد الحاجة الملحة الى جهد عالمي واسع لاقامة منطقة خالية من السلاح النووي حيث تمتلك اسرائيل ترسانة نووية لا تخضع للرقابة الدولية .واعرب عن أمله في أن يدعم الجانب الامريكي الجنوبي مشروع القرار العربي في هذا الشأن بخصوص القدرات النووية الاسرائيلية عند طرحه على الوكالة الدولية للطاقة الذرية نظرا لأهمية الموضوع بالنسبة للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم .كما أشار بن خيال الى اهمية تضافر الجهود بين الجانبين لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية والكوارث البيئية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ، والاثار السلبية لأزمة الغذاء والعمل على مكافحة الفقر والحرمان التي يعاني منها الملايين في العالم .