«حرب القساوسة» تشتعل لخلافة «البابا»

نقلا عن العدد الأسبوعىالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعد من أهم كنائس العالم ، لأنها تمثل الثقل الروحاني للطائفة الأرثوذكسية في كل العالم ولها أبراشيات في مختلف أنحاء العالم وخاصة في إفريقيا والأمريكتين .ومع رحيل البابا شنودة الثالث، البابا رقم 117 للكنيسة، زادت التكهنات حول منصب البابا الجديد والذي تنحصر الترشيحات فيه علي 7 مرشحين بحد أقصي ، وطبقا للائحة 57 التي يتم علي أساسها انتخاب البابا، وإذا لم تحسم الانتخابات مرشحا سيتم اختيار أعلي 3 مرشحين حصدوا الأصوات ، ليتم اللجوء إلي القرعة الهيكلية ، وهنا يتدخل طفلبإرادة السماء لاختيار البابا 118 لبطريك الكرازة المرقسية ليكون بابا الإسكندرية الجديد .وقال مصدر كنسي، أن هناك صراعا قويا بين مرشحين لكل منه مناصريه ومؤيديه للوصول إلي الكرسي الباباوي، هما الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس أسقف دمياط وكفر الشيخ ، والأنبا يؤانس، سكرتير البابا شنودة الثالث،و مرشحين آخرين يدخلون في السباق، منهم الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط ، والأنبا رافائيلالأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، الذراع الأيمن للأنبا موسي ،أسقف الشباب، المحبوب في الأوساط الشبابية المسيحية لهدوئه وبعده عن الإعلام ولديه حظ وافر خاصة مع اتجاه عدد من أعضاء المجلس الملي، والمجمع المقدس علي تأييد شخص بعيد عن الصراعات لتولي كرسي البابوية.وأوضح المصدر، أن الأنبا يؤانس لما له من نشاط دؤوب في خدمة الكنيسة ورؤية وحكمة تجعل اختياره أمرا جيدا كما أنه يتمتع بصغر السن، وهناك من يختلف مع اختياره خاصة مع الاقتناع بأنه أحد أفراد ما يوصف بـ اللوبي المقرب من البابا شنودة، مقابل لوبي آخر كان يحاول دائما التقرب إليه من الخارج .والاسم الثاني المطروح بقوة، هو الانبا بيشوي وبيشوي يواجه مأزقا انه غير مرغوب فيه لتشدده المعروف وعلاقاته السيئة مع كثيرين داخل الكنيسة، إلا أن جبهته تعول علي أنه الأكثر قدرة علي السيطرة علي الأمور والحفاظ علي حقوق الاقباط في ظل صعود التيار الاسلامي .وقال جمال اسعد المفكر القبطي ، ان الصراع بين القساوسة علي كرسي البابوية حاليا أشبه بالمنافسة بين الحمائم والصقور وهناك جبهتان داخل الكنيسة إحداهما يتزعمها الأنبا يؤانس والأخري يتزعمها الأنبا بيشوي وكلهم من المجموعة المقربة من البابا قبل وفاته وهو ما يمكن أن نشبهه بـ صراع الجبابرة .وأضاف أسعد، أنه في حالة اللجوء إلي القرعة الهيكلية فإن الجميع سيلتزم الصمت وتتدخل مشيئة الرب، لاختيار البطريرك الجديد وبابا الإسكندرية 118.وقال الدكتور مدحت بشاي، عضو التيار العلماني بالكنيسة القبطية ، إن كرسي الأسد المرقسي سيتنافس عليه مرشحان هما الانبا يؤانس الذي يحظي بدعم الأنبا موسي، أسقف الشباب ، لذلك يعتبر يؤانس من المرشحين الأقوياء لخلافة البابا شنودة الثالث .أما المرشح الثاني المطروح بقوة، للوصول إلي الكرسي المرقسي، من وجهة نظر الدكتور مدحت بشاي، فهو الأنبا روفائيل لأنه غير محسوب علي أي تيار ولم يدخل في لعبة التقرب إلي البابا بأي شكل من الأشكال لذلك ربما تكون فرصة هي الأقرب والأعلي للفوز بمنصب البابوية .و يعتقد فادي يوسف،رئيس ائتلاف أقباط مصر، أنه لا توجد أية صراعات بين القساوسة والرهبان علي الكرسي البابوي، لأن الكل يعلم أن الأمر اختيار إلهي ، وما ينشر بخصوص هذا الصراع الوهمي لا صحة له.وأضاف فادي أنه حتي الان لم تصدر القائمة النهائية للمرشحين علي الكرسي البابوي ، تسود بينهم المودة والمحبة لأنهم واثقون ان البابا القادم هو اختيار الهي وعلي الجميع الالتزام بمشيئة الرب ، ولا يستطيع احد إخفاء ان الله هو من سيختار الأفضل .و يواجه الأنبا بيشوي مأزقا نظرا لوجود شقيقة له أسلمت وتعيش مع زوجها في الخارج لذلك خرجت العديد من الحركات القبطية ، تطالب باستبعاده من الانتخابات البابوية، الأمر الذي أدي لمطالبة حركة إنقاذ الأرثوذكسية القائم مقام الأنبا باخوميوس باستبعاد الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، من السباق البابوي، لرفضهم توليه قيادة الكنيسة الأرثوذكسية، خلفاً للبابا شنودة .وطالبت الجماعة ، التي تتشكل من بعض كهنة الصعيد، في بيان بعزل الأنبا بيشوي من موقعه كسكرتير للمجمع المقدس ومطرانا لكفر الشيخ ودمياط والبراري ، مشددة علي أنها ستحشد شعوب الأبراشيات التي قام بيشوي بعزل أساقفتها مثل الأنبا أمونيوس والأنبا تكلا والأنبا متياس الخاضعين للإقامة الجبرية والمعزولين تعسفيا لمحاصرة الكاتدرائية المرقسية لوقف الانتخابات البابوية .واعتبرت الحركة ترشيح بيشوي ، غير قانوني لمخالفته قوانين الكنيسة التي تحظر أن يكون المرشح لديه أقارب من الدرجة الأولي أو الثانية علي غير ملة الأقباط الأرثوذكس.و رفض الناشط القبطي ويصا فوزي، ترشح الانبابيشوي للكرسي الاسد المرقسي، لانه يخالف قوانين الكنيسة، لجلوسه علي ابراشية وهي مطرانية كفر الشيخ ودمياط وهو كما يعتبر ضد تعاليم الكنيسة .وأوضح ويصا ، ان الصراع علي خلافة البابا شنودة ستحسمه بشكل كبير، القوة الضاربة وهي رهبان دير أبو مقار .. وأوضح أن هؤلاء الرهبان معروف عنهم استقلاليتهم وكره العديد من مرشحي الكرسي المرقسي لأتباعه و تلاميذه والأنبا متي المسكين ،وأضاف ان هؤلاء الرهبان يعيشون في شبه استقلال تام عن جميع الأديرة ، ودير أبو مقار أخرج العديد من بطاركة الكنيسة المرقصية ، وقد يعتلي أحد رهبان هذا الدير الكرسي البابوي خلفا لـ شنودة وهم لهم الكلمة العليا في حسم الكرسي البابوي حتي الوصول الي نقطة الفيتو .وشدد فوزي علي ان الفيتو الالهي سيبقي حاضرا في القرعة الهيكلية لفك الاشتباك علي الكرسي الباباوي .وقال روبير الفارس مؤسس حركة الكرسي المرقسي، أن الحركة ترفض ترشيح اي اسقف تمت سيامته علي ايبراشية للكرسي المرقسي ،وفي مقدمتهم بيشوي لأنه تمت سيامته علي ايبراشية ،وأضاف ان الحركة لها هدف واحد هو المحافظة علي روح الانجيل وقوانين وتقاليد الاباء القديسين.وتابع اننا نؤمن بإرادة الله ان ياتي بابا يراعي مصالح شعب مصر ويكون عوضا عن البابا شنودة الثالث ، ويكمل خطواته لما فيه مجد الكنيسة وخيرها ومصالح أبنائها.واستبعد ان يكون هناك صراع علي الكرسي، لأن جميع الآباء والرهبان يقدرون أن البابا هو سلطة روحية ومشيئة سماوية ،وليس لأحد أي مشيئة في اختياره.وقال مصدر كنسي ،ان دير ابو مقار سيكون له كلمة الفصل في اختيار البابا الجديد بالإضافة إلي أديرة الصعيد ،وأضاف: هناك اتجاه عام داخل اديرة الصعيد، وفي مقدمتهم دير المحرق،لدعم الانبا يؤنس واتجاها اخر داخل اديرة اخري لتأييد ترشيح بفنتيوس و بيشوي مرجحا وجود اتجاه لاختيار أسقف عام من أساقفة المجمع المقدس للترشح لمنصب البابا .