المنطقة العربية تخسر 3مليار دولار سنويا بسبب تجارة الأدوية المغشوشة

كتبت / هالة شيحةحذر د.على ابراهيم أمين عام اتحاد الصيادلة العرب من تفاقم ظاهرة تجارة الأدوية والأغذية المغشوشة عبر العالم والتي صارت أخطر من الارهاب ومخاطره حيث تكبد العالم خسائر تقدر ب 250 مليار دولار سنويا، وتخسر المنطقة العربية بسببها حوالي 3 مليار دولار في العام .وكشف د.ابراهيم ان اسرائيل من ابرز الدول المصنفة عالميا بأنها من أكبر عشر دول على مستوى العالم في تجارة الادوية المزورة ، كما ان الاتحاد الاوروبي اقر ان الادوية المزورة المضبوطة في دوله 40 بالمائة منها مصدرها سويسرا .ودعا د. العشري الى تكثيف الجهود بين دول المنطقة من أجل مكافحة هذه الظاهرة التي أصبحت متفشية في دول العالم متسببة في نشر الامراض الخطيرة وفي صدارتها الأمراض السرطانية .وكشف د.ابراهيم في مؤتمر صحفي له اليوم عقب لقائه مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية عن توصل هيئة العلماء العرب والافارقة الابسو التي يرأسها لتقنية جديدة للكشف عن الادوية والاغذية المغشوشة والمزورة في المنطقة العربية ، وذلك من خلال اطلاق هذه الخدمة وتدشين مركز متخصص لها في المنطقة ليتم الكشف عن هذه الادوية عبر تقنيات الشريط المشفر الباركود والرقم المسلسل ، والبصمة الوراثية ليتم التعرف على الأدوية السليمة وتمييزها عن الأدوية المغشوشة .وقال أنه سيتم رفع هذه التقنية التي سيتم التعاون خلالها بين الجهات العربية والافريقية ليتم اعتماد المقترحات والمرئيات بشأنها من خلال القمة العربية الافريقية الثانية المقررة في ليبيا خلال شهر اكتوبر المقبل .وأضاف د.ابراهيم : لقد ناقشت مع الامين العام للجامعة العربية جهود هيئة العلماء والخبراء العرب والافارقة ابسو وهي هيئة معنية بالمقام الاول بمكافحة الدواء والاغذية المزورة والمغشوشة ، وكافة السلع الاستراتيجية حيث ان ظاهرة الدواء المزور تعتبر من الظواهر الارهابية العالمية التي تحذر من خطورتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والادوية الامريكية وكافة المنظمات العالمية باعتبارها ظاهرة تحصد آلاف الارواح من البشر ، حيث ان الملايين يصابون بامراض سرطانية غير معروفة المصدر ، واتضح انها بسبب الأدوية المزورة .واشار الى ان الدواء المزور فاقد لحوالي 60 بالمائة من فاعليته خاصة المضادات الحيوية وادوية الملاريا ، عندما يتم تزويرها او تكون غير مطابقة للمواصفات فانها تفقد فعاليتها ، مما يسبب كارثة صحية واقتصادية عالمية تقدر خسائرها ب250 مليار دولار في العام وفق ما اعلنته منظمة الجمارك العالمية ، لافتا الى ان المنطقة العربية تخسر بسبب هذه الظاهرة ما بين 2-3 مليار دولار في العام من اجمالي الناتج القومي ،بالاضافة الى تزايد الحالات السرطانية والتي نجد أن 40 بالمائة منها مجهولة المصدر والاسباب .وقال د. على ابراهيم كل هذه الامور تدفع العالم الى التعاون في مكافحة ظاهرة تزوير الدواء سواء في اوروبا او امريكا وفي كل مكان ، حيث تصل هذه النسبة الى ما بين 20 30 بالمائة في المنطقة العربية ، وفي السوق المصري قدرت نسبته ب20 بالمائة ، و60 بالمائة في افريقيا خاصة في ادوية الملاريا .واشار ابراهيم الى الجانب السياسي في عملية تزوير الدواء حيث ينظر اليها العالم على انها ظاهرة ارهابية جديدة واخطر من استعمال السلاح في المستقبل ، حيث صار الدواء قنبلة موقوتة وفق تقدير المنظمات العالمية وايضا الكونجرس الامريكي عقد عدة اجتماعات لعلاج هذه الظاهرة ، كما ناقش البرلمان الاوروبي هذا الأمر ، واطلقت عدة حملات لكبار السياسيين في العالم لمحاربة الدواء المزور ، فالعالم كله يجب أن يتحد لمناهضة هذه الظاهرة.وأضاف اننا في هيئة العلماء العرب والافارقة حظينا اليوم بالرعاية الشخصية للأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى ، ورعاية الجامعة لبرنامجنا الانساني الكبير ، حيث توصلنا الى تقنية لمحاربة هذه الظاهرة ، فهناك تقنيات في هذا الصدد في امريكا واوروبا لكنها لم تستطع تقليل نمو ظاهرة الدواء المزور ، فالظاهرة في تنام متزايد منذ عام 2003 وحتى 2010 زادت الأدوية المزورة 600 ضعفا ، ومن ثم عملنا على التوصل الى تقنية جديدة من خلال خبرائنا العرب والافارقة وتعتبر بشهادة منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والادوية الامريكية والجهات الاوروبية هي اعظم تقنية الآن للقضاء على ظاهرة تزوير الادوية .ولفت د. ابراهيم الى ان هذه التقنية تتمثل في شريط مشفر باركود يحمل كل المعلومات عن الدواء ، ومصنع من تقنيات تكنولوجية فائقة نانو تكنولوجي غير قابل للتزوير ، بالاضافة الى أن كل عبوة دواء ستحمل بصمة وراثية DNA غير قابلة للتقليد ايضا ، كما أن كل علبة دواء سيكون لها رقم مسلسل ، ورقم تعريفي ، لا يتكرر وعندما يتم صرف الرقم يكون مطابقاً للمواصفات وبالتالي منع عملية التزوير وفق هذه التقنيات الاربع المتوافقة ضمن برنامج انساني ومركز للمعلومات والبحوث الدوائية سينطلق قريبا لمحاربة الدواء المزور وذلك تحت رعاية الجامعة العربية ،وبالتعاون مع هيئة العلماء والخبراء العرب والأفارقة أبسو ، حيث سينطلق في جامعة الاهرام الكندية وتحت مظلة جامعة الدول العربية ، سيتم تطبيقه بالمجان من خلال هيئات الجمارك العربية ، حيث ستدعى للانضمام عبر كافة المنافذ الجمركية سواء برية او بحرية او جوية وفي كل وزارات الصحة العربية حتى نضمن سلامة وامن الدواء ، بالاضافة الى ان كل مواطن سيكون لديه الفرصة ليكتشف بنفسه مدى تزوير الدواء بمجرد تمرير هاتفه المحمول على الدواء الذي اشتراه شرط ان يكون مزودا بكاميرا للكشف على رقم الباركود الخاص بالدواء .واشار د.ابراهيم الى ان هده التقنية سوف تعيد الثقة في الادوية والاغذية التي تحمل تقنيات الابسو ، موضحا ان هناك اتفاقيات لنشر هذه التقنية في الدول العربية حيث سيكون المشروع تحت مظلة الجامعة العربية ، ومن المقرر ان تنضم اليه باقي الدول العربية تباعا حيث انضمت اليه حاليا هيئة الجمارك الليبية والسودانية وقطر والاردن وسوريا ولبنان ، ونأمل الانطلاق الى باقي الدول العربية والافريقية ايضا باعتبارنا منظمة عربية افريقية .واشار الى ان هيئة العلماء والخبراء العرب والافارقة تم تاسيسها عام 2005 ، تحت رعاية الجامعة العربية حيث ان المؤسسين هم وزراء الصحة العرب .واوضحابراهيم ان الامين العام للجامعة العربية ابدى ترحيبه بالتقنية الجديدة لكشف الادوية المزورة وأعرب عن استعداده لتقديم كل العون لنشرها وتفعيل العمل بها ، موضحا انه سيخاطب في هذا الصدد ايضا مفوضية الاتحاد الافريقي لتشمل الرعاية الجانبين العربي والافريقي ، كما كلف المختصين بالجامعة العربية باعداد اللازم لعرض هذا الموضوع على القمة العربية الافريقية المقبلة في ليبيا لاعتماده وتعميمه .واشار الى ان غالبية الادوية صارت مزورة وبالتالي لابد من تكثيف الجهود لكشفها عبر التقنيات الحديثة لافتا الى ان هذه التقنيات ستسهم في خفض اسعار الدواء وحمايته في الاسواق .