الجمعة 19 أبريل 2024 10:54 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الجيش الفرنسي يقتل قياديًا في تنظيم القاعدة في مالي

قتل الجيش الفرنسي قياديًا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كان مسئولا عن مقتل صحفيين فرنسيين اثنين عام 2013، وهو نجاح يسمح لباريس بتأكيد صواب استراتيجيتها المستقبلية في التركيز على استهداف قادة الجهاديين.


بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس عن تقليص الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، كشفت وزيرة الجيوش فلورنس بارلي عن تصفية شخص السبت الماضي يُعتبر أنه أدى دورا محوريا في خطف ثم قتل جيسلين دوبون وكلود فيرلون في كيدال شمال مالي في 2 نوفمبر 2013.

وقالت بارلي "في الخامس من يونيو، رصد جنود (قوة) برخان التحضير لهجوم إرهابي في اغيلهوك بشمال مالي" و"قاموا بتصفية أربعة إرهابيين" بينهم "باي اغ باكابو، القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمسئول عن خطف مواطنينا".

وأضافت أن "القضاء عليه يضع حدا لانتظار طويل"، مبدية "تعاطفها مع عائلات جيسلين دوبون وكلود فيرلون".

وأوضحت الوزيرة أن العسكريين علموا بهوية القيادي فقط بعد الضربة.

وفي الثاني من نوفمبر 2013، خطف الصحافيان الفرنسيان (57 و55 عاما على التوالي) العاملان في إذاعة فرنسا الدولية خلال اجرائهما تحقيقا ثم قتلا، بعد بضعة اشهر من بدء عملية سيرفال الفرنسية التي قضت مهمتها بالتصدي لمسلحين جهاديين ومنعهم من السيطرة على باماكو.

وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسئوليته عن قتلهما؛ لكن الملابسات الدقيقة لمقتلهما لم تتضح حتى الآن.

وكان أقارب الضحيتين طالبوا الشهر الماضي بإجراء "نقاش عام في البرلمان" حول "سرية المعلومات العسكرية" التي تعوق في رأيهم تقدم التحقيق.

قبيل ذلك، أعربت المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامار عن "قلقها العميق إزاء غياب العدالة"، مستنكرة عدم وجود مذكرة اعتقال دولية على الرغم من تحديد هوية المشتبه بهم "لعدة سنوات" و"عدم تعاون السلطات الفرنسية والمالية".

واخذت فرانس ميديا موند، الشركة الأم لإذاعة فرنسا الدولية، علما الجمعة بالمعلومات وأشارت إلى أنها تنتظر التحقيق "لتوضيح ملابسات المأساة بشكل كامل، وإلقاء القبض على جميع أعضاء فريق الاغتيال المتبقين وشركائهم المحتملين حتى يحاكموا".

من جهتها، أشارت منظمة مراسلون بلا حدود إلى أن "أقارب الصحافيين لا يزالون ينتظرون تحقيق العدالة، وكذلك (توضيح) المناطق الرمادية" حول ما جرى.

"إسقاط أبرز القادة"
وباي اغ باكابو ضمن قائمة طويلة من الشخصيات الإرهابية في الساحل التي وقعت تحت ضربات فرنسا. وكان الزعيم التاريخي لتنظيم القاعدة في بلادة المغرب الإسلامي الجزائري عبد المالك دروكدال قد قتل في يونيو.

كما لقي با أغ موسى المصير نفسه في نوفمبر، وهو كان يوصف بـ"القائد العسكري" لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، وبأنه "قائد تاريخي في الحركة الإرهابية في الساحل".

أشادت فلورنس بارلي الجمعة بالنجاح الجديد معتبرة أنه "يظهر إحدى أبرز اولويات فرنسا في منطقة الساحل: إسقاط أبرز القادة في المجموعات الإرهابية التي تعيث في المنطقة"، وأبرزها جماعة نصرة الاسلام والمسلمين المرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.

كما يسمح النجاح للسلطات الفرنسية بإضفاء شرعية على التحول الاستراتيجي الكبير الذي أعلنه الرئيس ماكرون الخميس.

نهاية عملية برخان صارت وشيكة، وستستبدل بإطار عمل دولي أصغر حجما ويركز على دعم القوات المحلية ومرافقتها في القتال، يؤمل أن تسهم فيه الدول الأوروبية وأن تستثمر فيه دول الساحل.

عمليا، لا ترغب فرنسا بعد الآن في السعي لتأمين مناطق لا تستطيع فيها الدول بسط سلطتها، وستركز بدلا من ذلك على مكافحة الجهاديين.

وتأتي إعادة رسم الأهداف الفرنسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2022، وفي وقت تثار كثير من الأسئلة حول الجهود العسكرية في فرنسا، لا سيما في ما يتعلق بالعسكريين الخمسين الذين قتلوا أثناء القتال في الساحل منذ عام 2013.

وخلصت وزيرة الجيوش الفرنسية إلى ان "الهدف مستمر: فرنسا تبقى ملتزمة ضد الارهاب الدولي إلى جانب بلدان الساحل ومن أجل أمن أوروبا والفرنسيين".

ستواصل باريس ملاحقة القادة، بمن فيهم من يريد الجيش الممسك بالسلطة في باماكو التفاوض معهم، وعلى وجه الخصوص إياد أغ غالي زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المسئول عن عدد كبير من الهجمات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وقد تم تحديده بوضوح كهدف ذي أولوية لفرنسا.