الخميس 28 مارس 2024 12:29 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

وزير الأوقاف: التزموا بالإجراءات الاحترازية ولا تجددوا الأحزان ليظل العيد فرحة

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إننا فى أيام وليال مباركة من هذا الشهر الفضيل، وليلة القدر هى إحدى هذه الليالى المباركة فى العشر الأواخر، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "الْتمِسوها فى العَشر الأواخِر من رمضانَ"، وحتى لو غلب على ظن البعض أنها ليلة السابع والعشرين أو ليلة الخامس والعشرين، فقد اقتضت حكمة الله إخفاء أمرها عن خلقه، ليجتهدوا فى العشر كاملة، حتى لو علمت وتيقنت أنها ليلة السابع والعشرين، فهل تقتصر الهمة فى العبادة على ليلة واحدة، وهل نحن فى حاجة إلى الله فى ليلة واحدة دون سائر اليالى؟ أم أننا فى حاجة إلى معية الله فى كل وقت وحين، إذا كنا فى حاجة إلى معية الله فى كل وقت وحين، فكن معه يكن معك، ثم إنه سبحانه أخفى رحمته فى طاعته، ففى كل ليلة عتقاء من النار، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتقاءُ منَ النارِ"، فلنكثر من القيام والذكر وتلاوة القرآن فى هذه الليالى المتبقية، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ"، فلعلنا أن نوافق ليلة القدر أو ساعة رحمة من الله فنكون فيها من المقبولين نسأل الله أن نكون منهم.

وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة ومفتى الجمهورية خلال صلاة الجمعةوزير الأوقاف ومحافظ القاهرة ومفتى الجمهورية خلال صلاة الجمعة

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها وزير الأوقاف اليوم بمسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها وأرضاها) بالقاهرة، بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، والشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف رئيس القطاع الدينى، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ بمحافظة القاهرة، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

كما أشار جمعة إلى أننا فى أوان إخراج صدقة الفطر، حيث يجوز إخراجها فى أول الشهر، فعلينا أن نعجل فى إخراجها ليقضى الفقراء حاجتهم، قبل دخول العيد، فعَن ابْنِ عُمَرَ (رضى الله عنهما) قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أَغْنُوهُمْ عن السؤال فِى هَذَا الْيَوْمِ"، مشيرًا إلى وجوب إخراج صدقة الفقر على كل أحد، حتى من يأخذ الصدقة لابد من أن يُخرج صدقة الفطر، لكن هل يكتفى بصدقة الفطر أم أننا بحاجة إلى مزيد من التراحم والتكافل؟ مشيرًا إلى أن هذا أوان إخراج زكاة المال أيضًا، حيث تضاعف الحسنات فى هذا الشهر الفضيل فالزكاة حصن للمال، والصدقة أحد عوامل دفع البلاء، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزكاةِ، ودَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، واسْتَقْبِلوا أَمْوَاجَ البلاءِ بِالدعاءِ والتَّضَرُّع".

صلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسةصلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة

كما أكد وزير الأوقاف، أن ليلة القدر ليلة رحمة وسلام وسعادة، فعلينا بالدعاء الإيجابى، وإياك أن تجعلها ليلة انتقام من أحد أو دعاء على أحد، فعن السيدة عائشة (رضى الله عنها) قلتُ : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أى ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها ؟ قال : "قولى : اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي".

وأشار جمعة، إلى أن ليلة القدر رحمة وسلام، ليلة عفو، ليلة فرحة، وكذلك العيد فرحة، يقول الحق سبحانه : "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ"، وحتى يظل العيد فرحة لابد من أمور : التوسعة على الفقراء والمساكين وإغنائهم من الآن حتى يكون فرحة للجميع، كما لابد أن نلتزم بالإجراءات الطبية الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعى، وأن يكون ذلك ثقافة مجتمع ونمط حياة فى الظروف الحالية، فهى مصلحة معتبرة شرعًا، ووطنيًا، وصحيًا، حتى لا نتزاحم فنفقد حبيبًا، فيتحول العيد من فرحة إلى حزن، كما اقتضت عادات بعض الناس على التوسع فى زيارة القبور فى العيد، والبعض يخرج فى تزاحم شديد، ولهؤلاء نقول : إن كانت الزيارة من أجل العظة ففى سائر أيام العام متسع، و اجعل يوم العيد يوم فرحة، وزُر للعظة فى سائر الأيام، والبعض للأسف الشديد يحول يوم العيد يوم الفرح إلى تجديد للأحزان بما لا يتناسب مع جلال وفرحة العيد، والأخطر من ذلك تحول بعض ساحات المقابر إلى ما يشبه السوق، ويصاحب ذلك من التزاحم وألعاب للأطفال وغير ذلك، مما يشكل فى ظل الظروف الراهنة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، فكل ما يؤدى إلى التزاحم والتلاحم والتلاصق، ويسهم فى نقل العدوى علينا أن نبتعد عنه، وعلينا الالتزام بالكمامة، وإجراءات التباعد حرصًا على أبائنا وأنفسنا ووطننا ومجتمعنا، حتى يظل العيد فرحة.