الخُلع بسبب بوسة طفل لوالدتة

اعتقد الزوج أن غيرته أسلوب للتعبير عن الحب وعن المشاعر تجاه زوجته، حيث يغار عليها من نسمة الهواء، حتى أصبحت خانقةً ومؤلمةً وجارحة فكانت نتيجتها الابتعاد والفراق.
باتت الزوجة ليلتها بين الأنين والسهاد، بجوار طفلها الصغير ابن الـ خمس سنوات، تنذرف دموعها ببطء شديد كلما تردد على مسامعها نبرات صوته الذي يحمل وجعًا شديدًا وألما دفينًا بعدما قام والده بتلقينه علقة ساخنة أصيب على إثرها بكسر في ساقه، ولم تستطع إنقاذه من بين براثن الأب الذي ثار وجال عندما شاهده وهو يقبلها.
وقفت الزوجة أمام قاضي محكمة الأسرة تروي مأساتها وبصوت يشوبه حزن قالت: نشأت بيني وبين زوجي قصة حب عندما كنا طالبين بكلية التجارة بإحدى الجامعات، وتوجت بالزواج، كنت ألمح نظرات السعادة والفرح في عينيه، وخوفه الشديد بعدما أخبرته بإنني حامل، ومرت الأيام انقلبت الدنيا رأسا على عقب بعد إنجابي طفلنا الصغير، ومثلي كأي امرأة تسعى للاهتمام بطفلها الصغير، بدأت اتهاماتي لي بالتقصير تجاهه، وأن مشاعري أصبحت جافة وازدادت الأمور سوءاً مع كل عام يكبر فيه ابننا.
وفي أخر مرة، نزلت المفاجأة على رأسي كالصاعقة عندما كنا نتناول وجبة الغذاء، حيث علت وجهه علامات الغضب وعلا صوته وأخذ يهذي بكلمات يتهم الطفل بالدلع عندما قام بالنداء علي لمشاهدة أحد أفلام الكارتون معه كما تعودنا، وما إن توجهت إليه وهم ابني ليقبلني كانت قدم زوجي تسبق الرياح وثار وانهال عليه بالضرب المبرح عندما شاهده يقبلني ولم يتركه إلا بعدما أصيب بكسر في قدمه، ولم استطع إنقاذه.
وبعد تفكير وحيرة، اتخذت القرار برفع دعوى الخُلع حفاظا على ابني  من والده، خاصة وأن غيرة زوجي الشديدة تهدد علاقتنا ولا يمكن أن يتخلص من تلك الغيرة السلبية على الأقل جانبا أو رميها.