النهار
الأربعاء 20 أغسطس 2025 05:56 صـ 25 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

امام الدورة ال١٤٧ لمجلس الجامعة العربية

ابو الغيط : يحذر من الغياب العربي عن تسوية الأزمة السورية ويأمل التوصل لحلول تُلبي طموحات السوريين



 
ابو الغيط : نأمل ان تسهم قمة عمان  في تحريك العمل العربي المشترك
ابو الغيط : حل الدولتين الصيغة الوحيدة للقضية والمبادرة العربية للسلام تشكل خارطة طريق للتوصل لسلام شامل

هالة شيحة
حذر  الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط  من التداعيات الخطيرة لاستمرار المأساة السورية والتي تشكل جرحا نازفا في قلب الامة العربية، بالاضافة الى تفاقم أوضاع النازحين والمُحاصرين داخل المُدن واللاجئين في دول الجوار
وعبر ابو الغيط عن القلق والانزعاج حيال الغياب العربي شبه الكامل عن  تسوية الأزمة السورية، في مقابل الحضور اللافت لقوى إقليمية ودولية بعضها لا يأخذ المصالح العربية بعين الاعتبار

واكد ابو الغيط في كلمة له امام الجلسة الافتتاحية للدورة ال١٤٧ لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بأن  وقف إطلاق النار الذي تم تثبيته في محادثات الآستانة يشكل  خطوة إيجابية لوقف نزيف الدم داعيا الى ضرورة الالتزام به وألا تؤدي الخروقات إلى تقويضه
 وشدد ابو الغيط في الوقت ذاته على أن التوصل إلى وقف القتال لن يؤدي بذاته إلى استقرار الوضع السوري، وانه  لا بديل عن تسوية سياسية للحرب الدائرة تُلبي طموحات الشعب ، وتأخذ في الاعتبار وحدة سوريا وتكاملها الإقليمي
وعبر ابو الغيط عن امله  في أن تستمر المحادثات الجارية بين الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، وصولاً إلى التسوية المنشودة

واعرب ابو الغيط عن امله في ان تسهم القمة العربية القادمة في عمان في تحريك العمل العربي  المشترك عبر استراتيجية إعلامية فعّالة تنجح في اجتذاب اهتمام الشعوب، وبخاصة فئات الشباب
وقال ابو الغيط  إن العمل العربي المُشترك يفقد الكثير من قيمته إن ظل بعيداً عن أعين الجمهور واهتمام، لافتا الى ان والإعلام، بكل فروعه، التقليدي منها وغير التقليدي، ساحة حقيقية لكسب العقول والقلوب لا يصح تركها او التراجع عنها ، والسماح  لقوى التطرف والتخريب بالتمدد فيها
وعلى صعيد الأزمتين اليمنية والليبية، اشار ابو الغيط الى التحركات  الدبلوماسية والجهود المبذولة من أجل حلحلة هذه الأزمات حقناً للدماء العربية، وصوناً لتماسك نسيج الأوطان والدول.
 ودعا ابو الغيط الى ضرورة تكثيف الجهود الجارية وتعزيزها والتضافر مع الجهود الاممية ، وصولاً إلى تسوية هذه الأزمات الخطيرة.
واشار الى تحرك الجامعة العربية على صعيد تسوية الأزمة الليبية من خلال الترويكا التي تجمعها بكل من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.. والتي من المنتظر ضم الاتحاد الأوروبي إليها حتى تتوحد جهود كل الأطراف التي لديها مصلحة في إنهاء الأزمة الليبية...
وعلى صعيد القضية الفلسطينية حذر ابو الغيط من محاولات اسرائيل تقويض حل الدولتين عبر فرض أمر واقع استيطاني خارج عن الشرعية والقانون يحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، المتواصلة الأطراف على حدود 1967.
وشدد ابو الغيط على التمسك  بصيغة الدولتين كحل وحيد للقضية الفلسطينية، وبالمبادرة العربية كخارطة طريق للوصول إلى سلام شامل في المنطقة.
وقال ان الالتفاف على حل الدولتين مضيعة للوقت، ومحاولات العبث بالمبادرة العربية أو تبديل أولوياتها ليست مقبولة عربياً، ولن تمُر.
 وواضاف اننا نرصد تصاعد الإجماع الدولي المؤيد لحل الدولتين والرافض لسياسات الاستيطان .. ويتعين علينا السعي من أجل البناء على هذا الاجماع، وكسب المزيد من المواقف الدولية المؤيدة والمساندة
واعرب ابو الغيط عن امله في  أن يكون موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، بما أعلنته من رغبة صادقة في مساعدة الطرفين في الوصول إلى حل للصراع، مُنسجماً مع هذا الاجماع الدولي وداعماً له.

وحذر ابو الغيط من التداعيات الخطيرة لتفشي ظاهرة الارهاب داعيا الى صياغة استراتيجية شاملة لتحصين العالم العربي، ليس فقط من الزاوية الأمنية، وإنما أيضاً من الناحيتين الفكرية والثقافية من خلال أُطر للتعاون مع مُختلف القوى العالمية التي يُهددها الإرهاب..
​وفي هذا الاطار هنأ ابو الغيط العراق على انتصاراته المتواصلة على تنظيم داعش الإرهابي وتطهير أراضيه من جرائمه.

كما شدد ابو على ان  المنطقة العربية تحتاج لاستراتيجية جماعية للتعامل مع دول الجوار الإقليمي.. خاصة وان بعضها يُمعن في تدخله في الشئون الداخلية للدول العربية ويوظف الطائفية كأداة فعالة لهذا التدخل.
وقال ان  اليدُ العربية ما زالت ممدودة لعلاقة قوامها حسن الجوار واحترام السيادة والابتعاد عن التدخل في الشئون الداخلية... وعلى الأطراف الإقليمية أن تُدرك أن توتير العلاقة مع المُحيط العربي سيجلب الخسارة للإقليم.

واشار الى التحديات التي  يشهدها الملف النووي في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة  إعادة تقييم ومراجعة مجمل السياسات العربية في مجال ضبط التسلح وعدم الانتشار ونزع السلاح ومواصلة الجهود العربية للتوصل إلى إبرام معاهدة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط على غِرار ما تم في بعض المناطق من العالم.

ونبه ابو الغيط الى ان  تحدي النمو الاقتصادي والتنمية المُستدامة يقع في القلب من أولويات الجامعةالعربية ، داعيا  لمُبادرات تلمس الإنسان العربي وقضاياه الحياتية..
وقال ان  جامعة الدول العربية  حرصت من خلال منظومتها على الاهتمام بالقضايا الحيوية التي تهم المواطن العربي والمساهمة في تحسين نمط حياته سواء كان ذلك على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الأمني والدفع نحو تكريس الحكم الرشيد، ويدخل في هذا المجال التقارير المُقدمة إلى الدول الأعضاء عن حالة حقوق الإنسان في المنطقة العربية ومساهمة الجامعة ببعثاتٍ في مراقبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تُجرى في الدول العربية وتقديم ملاحظاتها بكل حيادية وشفافية.
واكد ابو الغيط حرص الجامعة العربية على  بناء شراكات اقتصادية وتنموية مشتركة وتشاور سياسي مع مختلف التكتلات والتجمعات الإقليمية والدولية، لافتا الى ان هذه التحركات كلها تعزز، التواجد على الساحة الدولية.. وتعزز من العلاقات العربية مع تكتلات دولية كُبرى وقوى لها شأنها في النظام العالمي..
 
وتعهد ابو الغيط بمواصلة الجهود لتطوير أعمال ونشاطات الجامعة العربية بكل هِمة وتفانٍ من أجل تحقيق هذا التطوير، ومن خلال التوافق الذي يُحقق المصلحة العربية، والأهداف السامية للعمل العربي المُشترك كما تجسده الجامعة العربية..