الأحد 19 مايو 2024 09:29 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
التليفزيون الإيرانى يعلن الاتصال بأحد ركاب مروحية إبراهيم رئيسى وفرد من الطاقم الكشف على (927) مواطن لفعاليات قافلة جامعة المنصورة المتكاملة ”جسور الخير 21” بحلايب وشلاتين الفنانة المصرية سارة الصياد تقدم برامج تحفيز الشباب العربي في دبي طلاب قسم طيران هندسة المنصورة الجديدة تنفذ نفق هوائي (wind tunnel) لاستخدامه في تصميم اجنحه الطائرات بمختلف انواعها فتاة في قرية بالفيوم تقتحم صلاة جنازة متوفي وتطالب باسترداد دينها تفاصيل المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل الدورة الأولى لمهرجان دراما رمضان زوجة تتخلص من طفل وتقتله وتلقي جثته من الطابق الثاني في بنها الزمالك يتقدم على نهضة بركان بهدف في الشوط الأول رياضة النواب تناقش عددا من طلبات الإحاطة بشأن نقص الخدمات في محافظات القليوبية والفيوم وقنا السفير شن يؤكد اهمية تنظيم مباريات الصداقة والأخوة بين تركيا ومصر على مستوى المنتخبات الوطنية ‏والأندية‎ ضوء أزرق يُضئ السماء الإسبانية والبرتغالية أحمد حمدي يسجل هدف تقدم الزمالك أمام نهضة بركان

أهم الأخبار

النهار ترصد و تعيش يوما كاملا داخل وحدات مدرسة الصاعقة


الصاعقة السلاح الوحيد فى الجيش الذى عند تدريب افراده  تنزع رتبتهم  العسكريه من على اكتافهم  ليتساوى الجميع لا فرق بين مجند وضابط

لاصحة لامتهان كرامة الجندى المصري فى التجنيد

لا فرق بين ضابط ومجند سواء فى المأكل والملبس والتدريب فالجميع سواء  


عند دخولى وحدات الصاعقة وجدت افوج من ضباط القوات المسلحه ..فخورين ببلدهم ومصريتهم وببدلتهم الميرى .... وعندهم اعتزاز بنفسهم فوق الوصف .. عندهم حب الوطن والولاء له من أرقى مظاهر الإيمان بالله ، وحب  الوطن ليس بكلمات وإنما سلوكيات وأفعال يجب أن نقوم بها ، لتثبت بها انتماءنا الحقيقي لمصرنا الغالية.
التضحية .. الفداء .. المجد، شعارهم  فهم رجال لا يخشون إلا الله، أقسموا علي حماية تراب هذا الوطن، عاهدوا المصريين بأن لا يفرطوا في حبة من رمال وطنهم العزيز، يتمنون الشهادة، يطلقون عليهم اللهيب الذي لا يهدأ.

وبما ان القدرة العسكرية هي احد اركان الامن القومي والركيزة الرئيسية لتامين الدولة المصرية ضد كافة التهديدات  داخليا وخارجيا ومواجهة التطرف والارهاب لذا حرصت القوات المسلحة علي الاهتمام بمقاتلي الوحدات الخاصة باعتبارهم احد الروافد القوية للجيش التي تبعث علي الاطمئنان ، بعطائهم الممتد وما يبذلونه من جهود للحفاظ علي كفائتهم واستعدادهم القتالي والوصول بها الي المستوي الذي يحقق اهداف القوات المسلحة

فبعد إنضمام الفرد المقاتل لوحدات الصاعقة، يتم إعداد برنامج تدريبي يومي وشهري ونصف سنوي وسنوي، من الجهات المختصة بالقوات المسحلة، حتي يتم الاستفادة القصوى منه فى تنفيذ المهام التى يكلف بها وتسند اليه  بالإضافة إلي محاولة اختيار عناصر مميزة وخاصة للقيام بمهام محددة بناء علي توجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة.

كما أن الانتقال بالفرد وتحويله من شخص مدني لفرد مقاتل، يحتاج إلي مجهود كبير، يشرف عليه ضباط متخصصون، وصف ضباط ذوو كفاءه عالي

يقول ملازم اول علاء عبد اللطيف محمد من الصاعقة: يومنا يبدأ الساعة  5،30 نستيقظ من النوم استعدادا" للطابور  الذى يبدأ من 6 ص : 8 ص  اى مايقارب من ساعتين جري متواصل لمسافة 3 ك بعدها نعمل  ( استرتشات ) اى تمارين اطالات "نفك بها رجلينا بعد الجرى" ونؤدى بعدها التمارين الخفيفه كالضغط والبطن ونجرى مسافة 100 متر فى سباق مع بعضنا البعض كتمرين ترفيهى
بعدها نجمع ثم يتوجه كل منا للاستحمام وتغيبر ملابسه ثم نتناول الافطار فى الساعة 10 ص يليها  محاضرة من برنامج تدريبى يومى يوضح مهارات الجندى والضابط المقاتل وكيفية صناعة بطل ويكون من الساعه 10 : 2 ظهرا،  ثم من الساعه 2.30 : 4 عصرا نتناول الغذاء ثم يليه طابور هتاف والساعة 5 م توزع الخدمات على الجنود وضباط الصف ومن ليس عليه خدمة يذهب للمبيت ويكون حر فى تقضية بقية يومه المهم أن الجميع فى تمام التاسعة ونصف ينام ومن عليه  خدمه يظل فى خدمته  

كما اننا حريصون من وقت لاخر على استدعاء الجنود اللذين انتهوا من قضاء فترة خدمتهم العسكريه ليحضروا معنا محاضرات البرنامج التدريبى ليكون دائما" هناك جسر تواصل بيننا وبينهم ولنزرع بداخلهم كيف يصنع البطل المصرى

ويؤكد «عبد اللطيف» أن العلاقة بين مثلث العمل بالصاعقة وهم الضباط وضباط الصف والجنود مثالية، ويمكن تمييز ذلك ببساطة، فالقائد يؤدي التمرين الذي يفعله الجندود ويأكل معهم من نفس الطعام الذي يأكله الجنود، ويستيقظ معهم، وصوت «البروجي» يوقظهم معا.

والتقت النهار مع بعض جنود الصاعقة فيقول مجند احمد بديوى  عبد المنعم خريج كلية اداب قسم لغه فرنسيه  من محافظة المنيا : أنا هنا منذ 9 أشهر لأداء خدمتى العسكرية ومنذ دخولى الجيش من شهر يناير الماضى وأنا كانت أمنيتى انى التحق بسلاح الصاعقة والحمدلله جاء توزيعى فيها وسعدت كثير كنا اتمنى حاليا ان اخدم فى سيناء  ... فهنا فى  مصنع الرجال تعلمت الكثير كالانضباط والالتزام والتضحية والفداء و اكتسبت مهارات اخرى كاللياقة البدنيه العاليه والاعتماد على النفس

كما يقول مجند مقاتل محمد عبد العزيز من محافظة بنى سويف : التحقت بالجيش منذ شهر يناير من العام الماضى اى أمضيت فى الخدمة حتى الان مايقرب من عامين ومنذ دخول الجيش التحقت بسلاح الصاعقة الذى تعلمت منه الكثير كما غير  الكثير ايضا في شخصيتي وأهم ما تعلمته هو الانضباط فكل شى هنا بنظام ومواعيد محدده فالجميع يستيقظ فى ميعاد ثابت 5،30 بالدقيقة ؛ طابور اللياقة 6 : 8 بعدها تناول الافطار من الساعة ال 10 يليها محاضرات نأخذها حتى 2 عصر نتناول بعدها وحبة العذاء ثم يتم توزيع الجنود على الخدمات ، فكل شىء هنا منظم لأقصى درجة وغير مسموح بالخطأ وبالأضافة لذلك فقد زادت هنا لياقتى البدنيه كما تعلمت الرمايه.

اما مجند مقاتل محمد محمود من محافظة الغربيه فيقول: انا بالجيش منذ شهر مارس الماضى اى مكثت هنا 9 اشهر تعلمت فيها الوطنيه على حق بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... فشعارنا هنا داخل الصاعقة  ( فداء _ تضحيه _مجد  ) وانا كل ما اتمناه حاليا" هو ان اخدم فى سيناء حتى اثائر لزملائى وأقسم بالله كل ما يحدث هناك مايزيدنا الا اصرار وعزيمه ويجعلنا اكثر صلابة وتحدى واذا سألتى كل فرد هنا من ضباط او صف ضباط وجنود ستجدى ان جميعهم يتنافسوا للذهاب للخدمة فى سينا   وربنا يكرمنى بالشهادة على أرضها
وبالفعل القادة هنا والضباط اخبرونى انهم يعانون من تلك المشكله فكل المجندون اللذين يتقدموا لاداء الخدمه العسكريه يطلبون الذهاب لسيناء وتحاول القيادة جاهدة  اقناعهم ان عملهم فى اى بقعة فى مصر لايقل أهميه عن دورهم فى سيناء  ... وقالوا مازحين "مش معقول حانودى الجيش كله هناك ونترك باقى المحافظات دون خدمات"

وكان لجريدة النهار جولة داخل وحدات الصاعقة ومدرسة الصاعقة لنعمل معايشة كاملة معهم من خلال يوم كامل نقضيه معهم نرى فيه كيف يتدربون ويلبسون ويأكلون وكيف يكون يومهم لنعرف فى اخر الامر كيف يتم صناعة بطل الصاعقة فى مصنع الرجال الذى لا تصبح حياته عنده ذو قيمه نظير فداءه لبلده

فى بدأ الجوله حضرت معهم تدريباتهم فى ساحات التدريب والقتال  فى ظل ظروف بيئية مختلفة   وشاهدت كيف يتسلقون مرتفعات شاقهة تشبه فى تصميمها الجبال ويقفزون  بسرعة وخفة ومهارة منقطعة النظير وهم يرددون بصوت كالرعد ( صاعقة .. صاعقة ... صاعقة ) ... ثم كيف يقتحمون النيران بشجاعة وجرءة  ويقفزون  الموانع والحواجز  الصعبه سواء كانت فى المياه وسط مستنقعات وبرك او على البر كما رأيت كيف يتم تدريبهم على التأقلم و التعايش وسط اجواء وظروف بيئية و مناخيه قاسية لايستطيع الفرد العادى تحملها حيث يتم تدريبهم على التعود على العيش بدون طعام ولا شراب لفترات طويلة و على أكل ما يجدونه فى الصحراء لضمان بقائهم على قيد الحياه اذا اضطرتهم الظروف ( كظروف الحرب ) ووضعتهم فى مكان لفترات طويله لايستطعون الحصول فيه على طعام وشراب فايكنوا مجبرين ان يأكلوا ما تصل اليه ايديهم والا هلكوا ... فشاهدت كيف يصطاد الفرد المقاتل الثعابين من الصحراء وقتلها ونزع السم منها وسلخها ثم تصفيه جسمها بالكامل من الدماء ثم التهامها .... كما انهم تدربوا على اكل بعض النباتات التى توجد فى الصحراء رغم مرارة مذاقها مثلا نباتات الصبار وغيرها ... الخ  واوضح لى الضباط المصاحبين  بالجوله ان القوات الخاصة ( الكومندز ) والذى يطلق عليهم ( 777 و 999 ) يتم اصطفائهم من الصاعقة وهم يخضعون لاختبارات قاسيه ولهم شروط خاصة مثل انه يجب ان يمتازوا بلياقة بدنيه عاليه جدا وذكاء وسرعه بديهة بحيث يكون لديه قدره على تقيم الامور والموقف والظروف التى يوضع فيها او التى تفرض عليه ليتمكن من التعامل معها بحرفيه فاليس كل فرد صاعقة يصلح لينضم لها وكذلك لا تتم حسب رغبته الشخصية ولكن طبقا لشروط و معاير خاصة لان تلك الفرق يسند لها مهام بالغة الصعوبه ونسبة المخاطرة فيها عاليه جدا و تنفيذها يكون شبه مستحيل ؛ ولا يوجد فارق كبير فى المهام و العمليات التى تسند للفرقتين  الاختلاف لايوجد سوى فقط فى ان  الفرقه 777 تنفذ مهام داخليه و ال 999 تنفذ مهام خارجبه
ثم ذهبت فى جوله لأماكن معيشتهم وتناولهم الطعام فادخلت ( الميس ) الخاص بهم وفيه يتناول الجنود ثلاث وجبات رئيسية، يتم اعدادها فى مطابخ مجهزة على أحدث مستوى فشاهدت كيف يقوم الجنود بطهى الطعام بأساليب وادوات نظيفة جدا وحديثة ... فكل جميع أنواع الاطعمة تعد هنا داخل مطبخ الصاعقة لايشترون شىء من الخارج ... ثم توجهت لغرفة تنقية مياه الشرب وهى عبارة عن حجره بها مواتير وخزانات لتجميع المياه وتخزبنها ثم يتم تنقيتها وتعقيمها من اى شوائب تعلق بها او ميكروبات ثم ضخها مره اخرى و اخراجها  لتكون صالحة بعدها للشرب سواء للجنود او الضباط ... كما زرت مخزن السلاح ورايت الاسلحة موضوعة بطريقة منظمة جدا داخل دواليب معلقة على الحائط  ابوابها زجاجيه وكأنها معروضه داخل معرض  واخبرنى الضباط المرافقين معى فى الجوله ان كل سلاح من تلك الاسلحة تدرب عليه مجند مقاتل ويعرف جيدا كيف يتعامل معه بيحيث اذا حدث شىء وصدرت الاوامر يقوم كل فرد  مقاتل بالتوجه لغرفة السلاح ويحصل غبلا السلاح الخاص بيه ويتم ذلك فى زمن ووقت قياسى وبكل تنظيم و دقة  وبعدها انتقلت لحجرة الرمايه التى يتمرن فيها الضباط والجنود

وبزيارة عنابر الجنود ، والتى «تراصت» فى طوابق متعددة ، تجد فى الدور الاول منها مبيت الضباط وهو عبارة عن سرير صغير ومروحة أعلى الباب وطارد للناموس ودولاب من بابين فوق بعضها، وللوهلة الأولى ظنت أن غرفة الضابط مميزة عن الجنود، إلا أن الوصف ذاته ينطبق على غرف صف الضباط والجنود ، يفرق بينهما أن غرف الجنود بها سرائر من دورين.

وتجولت داخل حجرات المعيشة والتى تمتاز بتنظيم ونظافة عاليه جدا على عكس ما كانت تتناوله بعض وسائل الاعلام بأن الجندى المصرى تمتهن كرامته وانسانيته فى الجيش و ويؤدى خدمته العسكريه فى ظل ظروف بيئيه ومعيشية غير أدميه  فكل كل جندى له سريره الخاص ودولابه  وملطق كارت صغير معلق على مؤخرة السرير عليه بيانات المجند وصورته  ولايوجد فرق بين غرف معيشة الضباط عن الجنود من حيث الفرش او الستائر فجميعها متشابه ... كما شاهدت دورات المياه التى لاتفرق كثير عن دورات مياه الفنادق من حيث النظافة وانواع السيراميك والسخانات الكهربائية بالإضافة لوضع اسلاك حديدة على نوافذ ذات فتحات دقيقة جدا بيحيث تسمح بدخول  الشمس والهواء فقط وتمنع دخول الحشرات والناموس

وفي نهاية الجوله التفقديه دخلت المتحف التاريخي لإحدي وحدات قوات الصاعقة، التي يوثق بطولات أبطال مجموعة الصاعقة، ودورها علي مر الأزمنة المتتابعة.
كذلك مسجد الوحدة ، والذى يتسع لأكثر من 500 مصلى ، مكيف الهواء، ويؤدى فيه الجنود والقادة الصلاوات الخمس، يجاوره «ميس العساكر»، كما أن هناك  مبنى ترفيهى ، يضم طاولات بلياردو وشطرنج وبينج بونج ، وألعاب رياضية اخرى ، بالإ ضافة إلى قاعة الرياضة الرئيسية المجهزة بأحدث الأجهزة ، والتى يشرف عليها ضباط متخصصين.


وعرفنا خلال الجولة أن الصاعقة هى الوحيدة فى القوات المسلحة التى تنزع الرتب العسكرية أثناء التدريبات، فلا فرق بين ضابط ومجند،  والعلة من ذلك هو ان يتعامل الجميع نفس المعاملة ويتلقون نفس التدريبات وذلك له مدلول وعائد عظيم جدا على الروح المعنويه لهم فلا يشعروا بتميز او تفضيل فرد على اعتبار رتبته مما يكون له اثر عظيم فيجعل الجندى المقاتل  يبذل كل طاقته ويعطيك كل ما عنده بنفس راضية  

وبعد ان انهيت جولتى اجزم ان ما سمعته عن بطولات القوات المسلحة والصاعقة المصريه لايمثل إلا 1 % مما رايته ...كما اكد لى الضباط المرافقين لى فى الجوله ان مارايته ليس كل شىء فهو يمثل 10 % مما يصنعونه