المتهمون بمحاولة اغتيال «جمعة» يرشدون عن 3 هاربين

واصلت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، أمس، التحقيق مع 5 متهمين مشاركين فى حادث محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، والهجوم الإرهابى على سيارة الشرطة أعلى محور 26 يوليو وإصابة 3 مجندين، وتم تسجيل اعترافات المتهمين بارتكابهم 10 وقائع فى نطاق محافظتى الفيوم والجيزة، وأيضاً تحفظت القوات على كمية من المتفجرات و4 بنادق آلية استخدمها المتهمون فى الهجوم على «جمعة» وسيارة المحور وأيضاً اغتيال الرائد محمد عبدالحميد رئيس مباحث طامية، وإصابة سائقه محمد سيد «مجند شرطة».

وكشفت التحريات أن المتهمين اعترفوا على 3 عناصر إرهابية هاربة من تلك الخلية وأدلوا بأوصافهم، وتم إخطار اللواء جمال عبدالبارى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتفاصيل اعترافات المتهمين، وعقب ذلك تم تشكيل فريق بحث من الأمن الوطنى والأمن العام وإدارة البحث الجنائى بالجيزة، وشنّت القوات 3 حملات أمنية استهدفت البؤر الإجرامية فى طريق «الفيوم، ومصر - إسكندرية الصحراوى» بعد أن تبين هروب المتهمين إلى تلك الأماكن والتردد عليها.

وقالت مصادر أمنية إنه عقب الانتهاء من تسجيل اعترافات المتهمين اقتادت القوات المتهمين إلى مكان اغتيال الرائد محمود عبدالحميد رئيس مباحث طامية، لإجراء معاينة تصويرية وتحديد دور كل متهم من المقبوض عليهم فى الواقعة، وأيضاً إلى كوبرى المحور لتمثيل واقعة الهجوم الإرهابى على سيارة الشرطة التى أصيب فيها 3 مجندين، كما انتقلت القوات بصحبة المتهمين إلى فيلا الدكتور على جمعة، ومثّل المتهمون الجريمة وتم تحديد خط سيرهم ودور كل متهم وأيضاً خط الهروب، واعترف المتهمون بأنهم حاولوا تفجير عدد من أقسام الشرطة والمنشآت الحيوية فى شارع الهرم ومنطقة كرداسة، إلا أن خبراء المفرقعات نجحوا فى تفكيك تلك العبوات قبل تفجيرها.

وقالت مصادر إن بداية الخيط الذى قاد فريق البحث المكون من 33 ضابطاً من الأمن الوطنى والأمن العام وإدارة البحث الجنائى بالجيزة، كان ضبط أحد المتهمين فى الخلية الذى كان يتردد على المنطقة لرصد تحركات الدكتور على جمعة، وجاء ضبط المتهم أثناء تمشيط وفحص المترددين على المنطقة، وتبين أنه متورط فى أعمال إرهابية وينتمى لتنظيم الإخوان الإرهابى، وبمواجهة المتهم اعترف عن باقى أفراد الخلية، وأرشد عن مخزن متفجرات وأسلحة نارية تم استخدامها فى وقائع اغتيال رئيس مباحث طامية والهجوم على سيارة المحور ومحاولة اغتيال مفتى الجمهورية السابق. وأضافت المصادر أن الخلية كانت تتردد على 4 شقق فى منطقتى المريوطية وكفر غطاطى، وتم ضبط 4 بنادق آلية وكمية من الطلقات النارية، بعد أن اعترف أحد المتهمين عليها، وتبين أن المتهمين يعتنقون الفكر التكفيرى وأنهم خططوا للقيام بأعمال إرهابية فى القاهرة والجيزة والفيوم، واغتيال عدد من الضباط وأفراد الشرطة وعدد من الشخصيات العامة وأنهم ارتكبوا 10 وقائع إرهابية خلال الفترة الماضية.

وشرحت المصادر أن هناك عناصر هاربة من تلك الخلية، وأن فريقاً من المباحث والأمن الوطنى يواصل مطاردته لتلك العناصر فى البؤر الإجرامية بطريق الفيوم ومزارع الصحراوى، ومنطقة الزراعات بناهيا وكرداسة، بعد أن تبين هروبهم عقب ضبط 5 من أفراد الخلية، وأن قوات الأمن تشن حملات أمنية بصفة مستمرة، لتضييق الخناق على المتهمين وضبطهم، وأفادت تحقيقات وتحريات الأجهزة الأمنية والقضائية أن كاميرات المراقبة الموجودة بفيلا «جمعة» أظهرت المتهمين وهم يقسّمون أنفسهم إلى 3 مجموعات، اثنتان هاجمتا «جمعة» فور خروجه من فيلته، والأخرى فى انتظاره أمام الباب الأمامى للمسجد، وأطلق عليه المسلحون وابلاً من الرصاص، كما أن اثنين آخرين قاما بتأمين خط هروب الأربعة منفذى الهجوم، وأطلقا الرصاص فى الهواء لتخويف رواد المسجد، وفروا جميعاً هاربين بسيارة بيضاء اللون تشبه «التاكسى» بدون لوحات معدنية، وتبين من الكاميرات أن منفذى الهجوم فى العقد الثانى من العمر.

وأكدت التحقيقات والتحريات التى أشرف عليها اللواء هشام العراقى، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، أن يقظة رجال الشرطة المكلفين بحراسة مفتى الديار الأسبق وراء فشل مخطط الاغتيال، وأوضحت التحريات أن المتهمين نصبوا كميناً للمفتى وأطلقوا عليه أكثر من 70 رصاصة فى أقل من دقيقة.