الجامعة العربية تدعو لتوفير الدعم المالي لتعزيز صمود الفلسطينيين

شددت الجامعة العربية على ضرورة تضافر جهود الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ورجال الاعمال والمستثمرين العرب والمسلمين من أجل نصرة القدس في مواجهة هجمة التهويد الشرسة التي تتعرض لها على أيدي الاحتلال الاسرائيلي.ودعت الجامعة العربية كافة الدول العربية الى الوفاء بتعهداتها خلال القمم العربية لتوفير الدعم المادي لتلبية احتياجات المدينة المقدسة وتمكين الفلسطينيين من اقامة المشروعات التنموية المطلوبة لمواصلة حياتهم بشكل طبيعي وانهاء المعاناة التي يعايشونها بسبب انتهاكات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة .جاء ذلك في كلمة الجامعة السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع المشترك بين الامانة العامة للجامعة العربية والسلطة الوطنية الفلسطينية والذي عقد بمشاركة عدد كبير من ممثلي المنظمات العربية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني .وقال السفير صبيح : ان الجامعة تولي اهتماما كبيرا وفعالا للدفاع عن القدس الشريف ، مضيفا : إن الهجمة الصهيونية على القدس غير مسبوقة في التاريخ وقد خصصت لها أموال طائلة تقدر بالمليارات بدعم إعلامي دولي محكم ، وان إسرائيل تمارس أعتى أنواع التجويع والتخريب وتشجع على انتشار المخدرات في القدس وتمارس انتهاكات غير مسبوقة .ودعا السفير صبيح المشاركين في الاجتماع الى الاتفاق على خطوات بشأن عدد من المشروعات التنموية لعرضها أمام القمة العربية الاقتصادية والتنموية المقبلة والمقرر انعقادها في المملكة العربية السعودية عام 2013 كما طالب بدور فاعل لدعم القدس من قبل النقابات والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي تستطيع أن تقدم شيئا للقدس.واستعرض السفير صبيح بالتفصيل القرارات العربية المختلفة بشأن دعم القدس وتوفير صناديق عربية مخصصة لدعم المدينة وأهلها، مذّكرا بأنه في قمة بيروت تقدمت المملكة العربية السعودية بمقترح إقامة صندوق في الجامعة العربية بقيمة 150 مليون دولار لدعم القدس، واعتمدت الفكرة ويدير الصناديق وصناديق أخرى مخصصة لدعم فلسطين بنك التنمية الإسلامي وبشفافية كبيرة.وأضاف: لكن لم يصل من الـ150 مليون دولار المذكورة سوى 80 مليون دولار، كما أن قمة سرت خصصت 500 مليون دولار لدعم القدس، وحتى هذا الرقم المتواضع لم يسدد منه سوى 37 ونصف مليون دولار.وقال السفير صبيح اننا لا نريد مجرد اقوال أمام الاعلام بل خطوات خطوات عملية وتنفيذ فعلي للمشروعات والقرارات التي تتخذ ، لأنه دون المال لا تستطيع القدس أن تصمد كثيرا.وأردف صبيح: انه نظرا لعدم التزام عدد من الدول بتسديد ما هو عليها فلابد أيضا من تفعيل دور المنظمات الأهلية لأن القدس تتعرض لحملة تخريب وتزوير تاريخها، وكل هذا يجري فيما نرى الولايات المتحدة تتخذ موقفا سلبيا من القضية الفلسطينية وقيام الدولة المستقلة.واستعرض السفير صبيح الاوضاع المتدهورة في المدينة المقدسة موضحا أن نسبة الفقر في القدس وصلت إلى 70بالمائة استنادا لإحصاءات أممية، كما ارتفعت معدلات البطالة إلى 22 بالمائة مؤكدا أن سلطات الاحتلال تعمل على عزل القدس عن محيطها وتضيق كثيرا على التجار من خلال الضرائب الباهظة، ومنع حركة نقل السلع، وهذا يتزامن مع صعوبات كبيرة تواجه القطاعين الصحي والتربوي.وأشار إلى أن الاحتلال يريد أن يفرض مناهج إسرائيلية على الطلبة العرب بتزامن مع منع زيادة عدد الصفوف المدرسية، ومنع بناء المدارس.وقال: ان 34بالمائة من أطفال القدس لا يجدون الغذاء المناسب ولا مكان الدراسة المناسب، ما يساهم في زيادة نسبة التسرب من المدارس.وطالب بإقامة علاقات توأمة بين المدن والجامعات والمستشفيات والمدارس المنتشرة في مختلف الأقطار العربية مع المؤسسات المثيلة لها في القدس المحتلة.كما اقترح السفير صبيح امكانية اصدار رجال الدين دعوة للتبرع بدولار لدعم القدس الشريف .من جهته نبه د. بركات الفرا سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية الى أنه لم يعد هناك المزيد من الوقت ولابد من التحرك لمواجهة هذه المأساة في الاراضي الفلسطينية المحتلة .وحذر من تداعيات المخطط الاستيطاني عشرين عشرين حيث تسعى اسرائيل بموجبه لبناء 50 ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية.وأوضح أن إسرائيل تخصص17 مليار دولار ونصف لتهويد القدس، وكل ذلك بدعم سخطي من رجال الأعمال اليهود، ما يستدعي من الأمة العربية بأن تكون على قدر التحديات التي تواجهها القدس، والا نتخلى عن المدينة والدفاع عنها.وقال: نحن أولى الناس بالقدس لأنها تمثل لنا الكثير دينيا وسياسيا، ولن تستقر الأوضاع بالمنطقة دون أن تكون القدس عاصمة للدولة المستقلة.واستعرض السفير الفرا السياسات الإسرائيلية في المدينة والمتمثلة في تغيير أسماء الشوارع ومحاصرة المدينة ومنع إقامة مشاريع تنموية عربية لتشغيل الأيدي العاملة العربية، وهدم المنازل، وسحب هويات العرب، ومحاولة طمس كل المعالم العربية في المدينة.وتابع الفرا: ان القدس لا يحميها الكلام، ونأمل بأن تأخذ المشاريع الخاصة بالقدس طريقها نحو التنفيذ من خلال لجان معينة، ونحن لا نريد اموال ترسل إلينا بل مشاريع تنفذ في المدينة، وهناك آليات للصرف متفق عليها، ولكن من خلال الخطة التي قدمتها دولة فلسطين منعا لأي تضارب.من جهته استعرض د.نواف أبو شمالة أحد الباحثين في قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية رؤية الأمانة العامة للجامعة العربية بشأن متابعة تنفيذ القرار 23 الصادر عن القمة الاقتصادية والتنموية 2011، وهي تتعلق بسبل تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك والمؤسسات المالية العربية، ورجال الأعمال والقطاع الخاص العربي لدعم القدس .كما تحدث مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني رأفت ريان عن معالم الخطة الفلسطينية التي تنتظر الدعم العربي لتنفيذها في مدينة القدس المحتلة واهم المشروعات التنموية والصحية والتعليمية المطلوب اقامتها .وقال: ان إسرائيل تعمل بشكل حثيث على أسرلة مدينة القدس وتعمل على تفريغ المدينة من سكانها، وهناك 20 ألف بيت مهدد بالهدم، كما أن معدل الهدم السنوي في المدينة يتجاوز 1000 بيت.وشدد على ضرورة دعم أهالي المدينة المقدسة ، مضيفا : اننا يجب ألا نغفل أن الميزانية الإسرائيلية لتهويد المدينة ضخمة للغاية والمبالغ المقرة من القمم العربية والمطلوب دفعها لا تقارن بما تضخه إسرائيل من أموال طائلة، وإذا لم يقوم العرب بمسؤولياتهم فالقدس ستضيع.وأكد المشاركون من المنظمات العربية ضرورة العمل على تنفيذ كافة قرارات القمم العربية والاقتصادية التنموية بشأن المدينة المقدسة، و ضخ مساعدات سخية للدفاع عن المدينة، كما اقترحوا وجود آليات لتنسيق عمل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بتنفيذ المشروعات التنموية في القدس ، كما أكدوا أهمية دور اليونسكو في الحفاظ على التراث الفلسطيني ، وضرورة طرح مقترحات أمام القمة العربية الثقافية المقبلة حول تراث القدس والحفاظ على الهوية الفلسطينية ، والتنسيق بين البنك الاسلامي للتنمية وبين السلطة الفلسطينية وادارة صندوقي القدس والاقصى من أجل تفعيل المشروعات في المدينة المقدسة.وطالب المشاركون بضرورة البحث عن طرق غير تقليدية لدعم القدس عبر وسائل الاعلام العربية بشكل دوري ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية .