النهار
الجمعة 22 أغسطس 2025 11:14 صـ 27 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نائب وزير الإسكان يترأس اجتماع لجنة إعداد ”مُقترح اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي” الإسكان تتابع موقف مشروعات المرحلة الثانية من مدينة المنصورة الجديدة الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الغادر على مسجد بشمال نيجيريا مفتي الجمهورية ينعى ضحايا الفيضانات الكارثية في باكستان مدير المركز الفرنسي: علاقات القاهرة وباريس قادر ة على إعادة رسم خرائط التوازن في الشرق الأوسط صندوق النقد الدولي يشيد بالنمو الكبير لقطاع السياحة ودوره الاقتصادي في السعودية تعيين الدكتورة هالة السعيد، المستشار الاقتصادي لرئيس جمهورية مصر العربية مستشارًا للجامعة الأمريكية بالقاهرة رحيل الشاعر الكبير مصطفى السعدني عن عمر يناهز 74 عاما محافظ أسيوط يشارك الأقباط ختام احتفالات صوم السيدة العذراء بدير درنكة وسط ملايين الزوار وكيل صحة الدقهلية يفتتح المؤتمر الأول لنقابة العلاج الطبيعي حول الأمراض التنفسية في زيارة مفاجئة لـ” حميات المنصورة” ..وكيل صحة الدقهلية يستمع لآراء المرضى بين الدراسة والإجازة.. مصرع طالب فيومي يدرس بالخارج غرقًا بشواطئ مطروح

مقالات

سويسرا على خطي إسرائيل

د. رفعت سيد أحمد
د. رفعت سيد أحمد
في تقديرنا إن ما قامت به سويسرا من استفتاء ثم من إصدار قانون يحظر بناء المآذن فوق المساجد هو عمل عنصري وعدواني ضد المسلمين، وهي بهذا تتشابه مع إسرائيل في كراهية المسجد وشعائره المعروفة، وهي بالتالي تستحق المقاطعة والرد بقوة اقتصادياً وسياسياً حتى يتم ردعها عملياً على عدوانيتها.لقد جاء الإسلام سلاماً ورحمة للعالمين فقد قال رب العزة في محكم تنزيله وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فكانت الشرائع الإسلامية الموجه الرئيسي للرسالة الإسلامية، لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتعامل برقة ورحمة مع جيرانه من غير المسلمين مطيعاً ما نُزل عليه من الوحي في قوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، وبالتالي لا يصح للمسلمين مقاطعة المسالمين من غير المسلمين طالما كانوا يحفظون عهدهم ولم يسيئوا للإسلام ورجاله، وفي المقابل أمرنا الله أن نقاطع كل من أذى المسلمين سواء بقول أو فعل بغير وجه حق أو اعتدى عليهم بدون مبرر فيقول المولى عز وجل إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون.أي أن الله أمرنا أن نقاطع من يسئ إلينا أو يعتدي على حريتنا اقتصادياً وسياسياً ويصل الأمر إلى حد الحروب إن لزم الأمر، كما أننا أُمرنا ألاَّ نذعن لهذه الكراهية وألا نُذل لهم وأن نكون أعزة وألاّ نتولاهم وأن نقاطعهم بكل أنواع المقاطعة، كما أمرنا أن نعد لهم السلاح والقوة ليس لقتالهم في البداية وإنما لإرهابهم وبث الرعب والخوف في نفوسهم كما قال الله تعالى في كتابه وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، فإن رجعوا عن إساءتهم واعتداءاتهم عدنا إلى معاملتهم بالحسنى فإن عدتم عدنا.وليعلم الناس كما ذهب شيوخ الأزهر والعلماء ومنهم الشيخ البدري ـ د. محمد أبو داود ـ د. محمد الشحات الجندي ـ د. محمد عبد المنعم البري ـ د. سعاد صالح وغيرهم أن المقاطعة السلمية هي من صحيح الإسلام والدليل على ذلك مقاطعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته لثلاثة من الصحابة تخلفوا عن غزوة تبوك حيث جاءت المقاطعة بنتيجة قوية حتى نزل فيهم قول الحق تعالى وضاقت عليهم الأرض بما رحبت.إن سويسرا عندما تحظر بناء المساجد خشية انتشار الإسلام فهذه حرب ظاهرة ضد ديننا الحنيف وإعلان صريح للعداوة والبغضاء دون خفاء بالرغم من مخالفة قراراتها لكل المواثيق الدولية التي تعطي الفرد حرية الاعتقاد فيما يشاء ويسكن فيما يشاء ويلبس ما يشاء ويقرأ ما يشاء ويكتب ما يشاء.إن المقاطعة الاقتصادية ليست الحل الأوحد ولكن لابد وأن يكون هناك كفاح بالألسنة كما ذكَّرنا النبي الكريم في حديثه الشريف (وجاهدوا المشركين بأموالكم وألسنتكم) فلابد من الترتيب للقيام بحملات إعلامية قوية للرد على هذه الإساءات ولابد على الحكام والشعوب البدء في اتخاذ هذه الإجراءات ولا يخافوا ولا يرتابوا أن تتأثر اقتصادياتنا لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامكم هذا فإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء.لقد بعث الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوائل السرايا في الغزوات الأولى التي قادها (صلى الله عليه وسلم) والتي كانت تستهدف تهديد طريق تجارة قريش إلى الشام شمالاً وإلى اليمن جنوباً وهي ضربة خطيرة لاقتصاد مكة قصد منها إضعافها اقتصادياً.كما جاء في الأدلة الشرعية على ضرورة المقاطعة الاقتصادية لأعداء الإسلام قصة محاصرة يهود بني النضير، إنهم لما نقضوا العهد حاصرهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقطع نخيلهم فأرسلوا إليه أنهم سوف يخرجون فهزمهم بالحرب الاقتصادية، وفيها نزل قوله تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين.فكانت المحاصرة وإتلاف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلائهم عن المدينة، وأيضاً هناك قصة حصار الطائف بعد فتح مكة والتي ذكرها بن سعد في الطبقات قال فحاصرهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأمر بقطع أعناب وتحريفها فوقع المسلمون فيها يقطعون قطعاً ذريعاً، وقال ابن القيم في فوائد ذلك: وفيه جواز قطع شجر الكفار إذا كان ذلك يضعفهم ويغيظهم وهو أنكي فيهم. على أية حال .. على أية حال وأخيراً يهمنا الانتهاء إلى أن استفتاء وقانون سويسرا لحظر بناء المساجد عليه ملاحظات وتساؤلات مهمة.أولا: إن سويسرا معروفة بأنها دولة محايدة، حتى إنها ليست عضوًا في الأمم المتحدة، فلماذا تنحاز دولة عُرِفت بالحياد المطلق ضد جماعة تعيش على أرضها، لمجرد أن هذه الجماعة مختلفة عِرقيًّا ودينيًّا؟!.ثانيًا: لماذا جرى هذا الاستفتاء في هذا الوقت بالذات.. وهل لتنامي أحزاب اليمين فى أوربا علاقة بذلك؟!.ثالثًا: إن هذا الإجراء قد وُجِّه ضد المسلمين دون غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، على الرغم من أن الإسلام هو الديانة الثانية فى سويسرا بعد المسيحية، حيث يعيش في سويسرا أكثر من 300 ألف مسلم من جملة السكان البالغ عددهم سبعة ملايين.رابعًا: إن تداعيات هذا القانون وأثره على الأقليات المسلمة في سائر أرجاء العالم سيكون وبالاً وخطراً.خامسًا: إن ردود الفعل الإسلامية حتى الآن حول هذا الاستفتاء الذي أصبح قانونًا لا تزال ضعيفة ومطلوب فوراً تصعيدها حتى تصل إلى المقاطعة الاقتصادية والسياسية الكاملة لسويسرا وغيرها من دول أوروبية ردعاً لكل من يسير على خطى إسرائيل في العداء للمسجد وللحق العربي والمسلم. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.E-mail: [email protected]