النهار
الأربعاء 25 يونيو 2025 08:35 صـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سلمهما إلى المستشفى وهرب.. أب بالمنوفية يقتل طفليه طعنا بالسكين “الإنتاج الحربى“ ركيزة أساسية للتصنيع العسكرى وأحد أهم الأذرع الصناعية في الدولة بوزن يبلغ 1415 كيلوجرامًا.. الكعبة المشرفة تتزين بكسوتها الجديدة لعام 1447 هـ بنسبة نجاح 83.14%.. محافظ القليوبية يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية محافظ بورسعيد يعتمد تنسيق القبول بالثانوي العام بمجموع 244 درجة الرعاية الصحية: مستشفى الرمد ببورسعيد تقدم مليون و400 ألف خدمة طبية منذ بدء منظومة التأمين الصحي الشامل بـ«2 كيلو حشيش وهيروين وأسلحة نارية».. كمين مباحث ينهي علي تجار الكيف بالعبور ضبط 5 أطنان سمن مجهول المصدر وتحرير 82 محضرًا للمخابز المخالفة بكفر الشيخ بعد اتفاق وقف إطلاق النار.. مَن انتصر في الحرب إيران أم إسرائيل؟ في اجتماعه الطاريء.. مجلس التعاون الخليجي يدين إعتداء إيران على قطر واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة التعاون الإسلامي : ترحب بقرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لحيازتهم مواد مخدرة وأسلحة نارية.. المؤبد لفني دعاية وعاطل بشبرا الخيمه

سبوبة الســــــــــــــوفالدى

 

يعانى سوق الدواء المصرى من نقص فادح فى أصناف دوائية عديدة لعلاج إلتهاب الكبد « سى « .. دون وجود بدائل لها بنفس التأثير العلاجى ، ومن أهمها مستحضر « البنل « المعروف بـ « الحبة الصفراء « ، الذى يمثل علاجاً ناجحاً بكل المقاييس مقارنة بالمتاح من المستورد فى الأسواق ، نظراً لرخص سعره وتأثيره الفعال ، بما يتناسب مع القدرة المالية لكل المرضى .    
بدأت أولى المحاولات لعلاج الالتهاب الكبدى الفيروسى بالأعشاب الطبية والمستخلصات الطبيعية ، التى كانت تأتى من الصين ، فى محاولة للوصول إلى أعلى نسب للشفاء ، مع أقل أثار جانبية ، وقد أدت هذه التجارب إلى نتائج مبشرة ، ورغم أن عقار « الحبة الصفراء « لا يمكنها القضاء على الفيروس نهائياً ، إلا أنها تؤثر على خلايا الكبد تأثيراً مباشراً ، وتخفف من حدة الإلتهاب ، وإعتدال وظائفه إلى حد كبير ، كما يؤكد الدكتور عادل الركيب ، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى .
ويضيف الدكتور « الركيب « أن هذه الأقراص الكيميائية تعمل على تنشيط جهاز المناعة بالجسم ضد فيروسات الإلتهاب الكبدى عند بداية المرض ، وعند تناول الحبة الصفراء يحدث تحسناً واضحاً فى وظائف الكبد لدى المريض ، بسبب إنخفاض الإنزيمات الكبدية للمستوى الطبيعى بنسبة 80% خلال الشهر الأول ، وكذلك إنخفاض مستوى الفيروس فى الدم ، ونسبة الشفاء نهائياً فى الشهور التسعة الأولى تصل إلى 40% .   

يظل التشكيك والهجوم الحاد مسيطراً على مجريات الأمور ، بين وزارة الصحة التى وافقت على توفير عقاقير جديدة لعلاج أكبر عدد ممكن ، ممن لا تتيح لهم العقاقير الأجنبية العلاج الأنسب والأرخص ، خاصة بعدما أثبتت فشلها فى علاج كبد المصريين .. ولجنة " الفيروسات الكبدية " التى عادة ما تطلق تصريحات عبثية بلا سند علمى يدعمها أو يؤازرها .. عندما قالت : " لن نلجأ للعلاج بـ " سوفالدى " المصرى بمراكزنا .. كما أنه لا يصح علمياً تدشين بروتوكول علاجى موحد لكل مرضى فيروس " سى " ، مع تفضيلها للعلاج المستورد الذى تصفه بـ " الأكثر أماناً " ، فى محاولة للتشكيك المتعمد فى كفاءة وجودة الدواء المصرى ، مما يثير البلبلة ، ويؤثر على ثقة المريض فى الدواء المحلى ، وهو ما يكشف الوجه القبيح لبيزنس الصفقات والعمولات سعياً وراء جمع المليارات الدولارية ، دون النظر لحال الفقراء الذين باتوا يحلمون بالشفاء .
فالعقاقير العلاجية الجديدة – بشهادة المتخصصين – تفتح باب الأمل أمام ملايين المصريين من مرضى الكبد ، وتحقق نسبة نجاح تتجاوز الـ 95% ، كما أنها تعزز أحد أركان العدالة الاجتماعية ، التى هى حق من الحقوق الإنسانية الضرورية ، الواجب على الدولة ضمانها وحمايتها من هذا الفيروس ، خاصة أن مصر تعد الدولة الأولى فى معدلات انتشاره .. فما السبب وراء رفض لجنة " الفيروسات الكبدية " وجود الدواء المحلى .. ولمصلحة من ؟ .. ومن المستفيد من وراء تفضيل الأجنبى على المصرى ؟!   
واعتبر المتخصصون أن هذا من شأنه التشكيك فى جودة المثائل المصرية ، والجهات الرقابية هى المسئولة - التى من شأنها التأكد من مدى التزام شركات الأدوية المصرية بالمعايير والاشتراطات ، لأن العبرة هنا باستيفاء المنتج المصرى للمواصفات القياسية المقررة فى هذا الشأن - بما يؤكد أن هذه العقاقير الجديدة لا تقل عن مثيلتها من الأدوية المستوردة ، من حيث جودتها وفاعليتها العلاجية ومأمونيتها ، حرصاً على صحة المريض المصرى . 

 

 

اعتراف

بداية ، يؤكد الدكتور سمير قابيل ، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى والأمراض المعدية بكلية طب بنها : أننا نثق فى القواعد والإجراءات الرقابية المتبعة من قبل وزارة الصحة ، والتى من شأنها التأكد من الجودة والفاعلية العلاجية ومأمونية المثائل المصرية لمرض الالتهاب الكبدى " سى " ، وبالتالى قرار تشجيع صناعة الأدوية المحلية " جيد " فى مجمله .. لأننا يمكننا توفير بدائل جديدة أفضل من عقار السوفالدى ، وبسعر أقل وفعالية أكثر . لافتاً إلى أن استخدام السوفالدى سواء المصرى أو الأجنبى فى غير محله وبجرعات غير منتظمة يتسبب فى تأخر الشفاء ، الأمر الذى يتطلب متابعة المرضى بعد حصولهم على العلاج الجديد مدة لا تقل عن 12 أسبوعاً . 
وأوضح الدكتور " قابيل " أن هناك 4 طرق أخرى بدون الإنترفيرون من بينها العلاج بعقار " سوبوسبوفير " المعروف تجارياً بـ " سوفالدى " ، مع " سيميبريفير " المعروف بـ " أوليسيو " ، أو " سوفالدى " مع " ليديباسفير " المعروف بـ " هارفونى " أو " سوفالدى " مع " داكلاتازفير " المعروف بـ " الداكلانزا " ، أو " فيكيرا باك " ، وهو علاج ثنائى بدون استخدام " سوفالدى " . مشيراً إلى أن هذه الطرق تتناول ضمن برنامج علاجى متكامل ، وتقلل فترة العلاج إلى 3 أشهر فقط ، ونسب الشفاء باستخدام العقاقير المصرية تصل إلى 95% ، خلال 12 أسبوعاً ، لأنها تساوى فى كفاءتها وقدرتها فى العلاج العقاقير الأجنبية .

 

القادم أفضل

ورحب بالرأى السابق ، الدكتور هشام الخياط ، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس . داعياً إلى ضرورة إعلان وزارة الصحة عن الضوابط التى صاغتها ، مع شركات الأدوية للتأكد من فاعلية الدواء المصرى ، خاصة السوفالدى ، لمنع التشكيك فى المنتج المصرى ، لعلاج فيروس " سى ".. فهناك دواءان جديدان أنتجتهما مصر وتم طرحهما بالصيدليات مؤخراً مكافآن للسوفالدى الأمريكى وبنفس فاعليته ، وأن النتائج الأولية لهذه الأدوية مبشرة ، وأن أغلب نتائج التحاليل للمرضى بعد 6 أشهر من انتهاء الكورس العلاجى جاءت جيدة ، وهذا يعنى أن الدواء المصرى مساوٍ ومكافئ للدواء الأمريكى ، ومن ثم القضاء على الفيروس تماماً .
واعتبر الدكتور " الخياط " العقاقير الطبية الجديدة ثورة حقيقية من حيث درجة الأمان والفاعلية ، وبداية مرحلة جديدة للعلاج بدون الآثار الجانبية العديدة ، حيث يوجد 5 أدوية جديدة تم اكتشافها لعلاج الجين الرابع من فيروس الكبد المنتشر فى مصر هى " هارفونى ، سوفالدى ، دكلانزا ، أوليسيو ، فيكاركس " ، وتصل نسب الشفاء فيها إلى أكثر من 95% لفيروس " سى " . وأردف الدكتور " الخياط " أن زيادة الوعى بمرض التهاب الكبد " سى " هو أمر غاية فى الأهمية ، لمنع انتشار العدوى للآخرين مثل التشخيص المبكر الذى يوفر أفضل فرصة للحصول على الدعم الطبى الفعال ، حيث إن عدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسى " سى " ، تنتشر بطرق كثيرة ، حيث يمكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق الممارسات السلوكية الخاطئة ، من قبل بعض المراكز الطبية أو تلوث الدم المنقول  ، ومن الأم الحامل المصابة إلى الطفل الجنين ، وأيضاً الجنس ، وهو ما يشكل مشكلة صحية رئيسية فى مصر . لافتاً إلى أننا كمصريين لدينا عقدة المنتج الأجنبى أو المستورد ، وهذا نتيجة تراكمات السنين من سياسات خاطئة أدت إلى لجوء المواطن للمنتج الأجنبى أو المستورد ، وهذا أثر بشكل سلبى على انتشار الدواء المصرى .

 

ادعاءات مغرضة

من جهته ، يؤكد الدكتور  محمد جلال غراب  ، أستاذ علم الأدوية ورئيس الشركة القابضة للأدوية الأسبق أن فاعلية الدواء المحلى لا تختلف عن المستورد ، ولا يوجد أى فرق فى التركيبة الكيميائية ، المستخدمة لدى الـ 12 شركة دواء محلية ، والتى ستوفر كل الكميات اللازمة لعلاج ما يقرب من 12% من الشعب المصرى بمرض الالتهاب الفيروسى " سى " ، وبنسب شفاء عالية ، حيث ستقلل تكلفة العلاج إلى 1800 جنيه فقط بدلاً من 7 آلاف جنيه ، لمدة 3 شهور . 
وحذر الدكتور " غراب " من الادعاءات المغرضة التى من شأنها التشكيك فى جودة الدواء المصرى ، كما أن الجهات الرقابية بوزارة الصحة هى المسئولة ، عن توفير العلاج لكل المرضى بشكل دقيق ومتطور .  
وأشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة وواضحة لتسريع حصول المرضى على العلاج ، أهمها توفير معامل داخل المراكز الطبية ، للتأكد من مطابقته للمواصفات من حيث المحتوى من التركيب الكيميائى أو المادة الفعالة للعلاج ، مع إجراء فحوصات التكافؤ الحيوى على جسم المريض لمعرفة مدى فاعلية وأمان وجودة الدواء المحلى ، مقارنة بالمنتج الأجنبى ، حفاظاً على صحة المرضى ، وسمعة الدواء المصرى فى العالم ، وأن تكون اللجنة الحكومية لمكافحة الفيروسات الكبدية دورها إشرافيا فقط ، بالإضافة إلى أهمية وجود مندوب من المجالس الطبية المتخصصة فى كل مركز طبى لإصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة .

 

ثورة علاجية

ثورة العقاقير الجديدة - كما يؤكد الدكتور رضا الوكيل ، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب جامعة عين شمس - تعد بمثابة أمل جديد للمصابين بفيروس " سى " ، والتى تصل فيها معدلات الإصابة إلى 12% فى مصر ، علماً بأن مضاعفات المرض تزداد فى المرحلة العمرية من 30 إلى 50 سنة ، ما يمثل خسائر فادحة للاقتصاد القومى وأعباء اجتماعية كبيرة على الكثير من الأسر المصرية ، ولكن يجب على وزارة الصحة الاهتمام بتوفير البدائل المصرية للـ " سوفالدى " ، لكن شريطة الكفاءة والتجربة قبل الاستخدام ، لتحقيق معدلات مرتفعة من نسب الشفاء ، بالإضافة إلى أهمية تخفيض أسعار المثيل المصرى ، لكى يتناسب مع موارد أو إمكانيات المريض المصرى .
وأضاف الدكتور " الوكيل" أن مشاكل الشركة الأجنبية الوحيدة المنتجة لدواء التهاب الكبد الوبائى " سى " ، تتمثل فى عدم قدرتها على توفير كافة الكميات التى تحتاجها مصر ، والتأخر فى توريد الدواء ، وإرهاق ميزانية الدولة فى توفير العملة الصعبة ، لذلك أرحب بقرار الاستغناء عن العقاقير الأجنبية فى علاج الفيروس ، ووقف مهزلة المتاجرة بأدوية علاج فيروس " سى " ، والعمل على توفير البدائل العلاجية الأنسب والأرخص فى الأسواق ، ومطابقتها للمواصفات القياسية المقررة فى هذا الشأن . 

 

 د. عادل الركيب : الحبة الصفراء علاج فعال لمكافحة فيروس « سى »