اعترافات الإخوان تفضح البرادعي ومحمد حسان

يتوالى سقوط الإخوان في "بئر الخيانة".. لم يتوقف الأمر عند خيانة وطن بأكمله، ولكنه وصل إلى "خيانة الدماء" التي سالت منذ محاولة وصولهم إلى كرسي الحكم حتى سقوطهم من عليه.
ففي الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة العدوية، أصبح واضحاً أن الجماعة الإرهابية هي التي سعت وراء الدماء، وأن مخططها كان الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الضحايا، امتثالاً لما قاله الرئيس المعزول محمد مرسي في خطابه الأخير قبل الثالث من يوليو 2013،: دمي فداءً للشرعية.. الشرعية التي ذكرها عشرات المرات في هذا الخطاب، والتي كان يعني من خلالها الشرعية الملطخة بالدماء.
فقد أكد القيادي الإخواني حمزة زوبع أن الهدف من اعتصام رابعة لم يكن عودة مرسي إلى الحكم، فقد كانت الجماعة تدرك أن عودته مستحيلة، ولكنها لجأت إلى "التسخين" و"التصعيد" من أجل الحصول على مكاسب خلال المفاوضات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في هذا الوقت.
تصريحات زوبع أثارت سخط كثيرين من أنصار الإخوان، حيث قال بعضهم إن زوبع "فضح" الجماعة، بينما شنّ محمد الحديدي صهر نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر هجوماً حاداً على زوبع، وطالبه بالتوقف عن الحديث في السياسة وأن يتكلم في الكرة أو أي شيء آخر.
وفي نفس السياق، فقد أكد قيادي الجماعة الإخوانية الإرهابية عمرو دراج أن السيسي لم يكن يريد فضّ الاعتصام بالقوة، وأنه كان يمثل الطرف الذي يريد الوصول إلى حل سلمي دون استخدام القوة.
أما حليف الإخوان، عاصم عبدالماجد، فقد اعترف بأن الإخوان وأنصارهم لعبوا على هدف انقسام الجيش، على الطريقة السورية، ولكن خاب أملهم في تحقيق المؤامرة.
وبعيداً عن الجانب الإخواني، فإن هناك عنصرين فاعلين في عملية التفاوض التي تمت على مدار أكثر من شهر ونصف من أجل فض الاعتصام سلمياً، أحدهم كان نائب رئيس الجمهورية الدكتور محمد البرادعي، والآخر الداعية محمد حسان.
من جانبه، قدّم البرادعي استقالته من منصبه بعد ساعات من فضّ الاعتصام، وذلك في إشارة إلى احتجاجه على سقوط عدد كبير من القتلى في عملية الفض، ومنذ ذلك الحين لم يتحدث "البوب"، صاحب العبارة الشهيرة "ليس هكذا تُدار الدول"، مطلقاً عن "كواليس المفاوضات" التي شهدتها الساعات الأخيرة قبل قرار فضّ الاعتصام، ولم يكشف عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل مباحثات الوصول إلى حل سلمي.
البرادعي تناول استقالته في حوار أجراه مع صحيفة "دي برس" النمساوية في يناير الماضي، وقال إن استقالته جاءت نتيجة استخدام القوة من جانب الجيش في التعامل مع اعتصامات الإخوان، - حسب قوله-، وزعم أنه كانت هناك نوايا سلمية لفضّ الاعتصام، في إشارة إلى الإخوان، الذين اعترفوا بعد ذلك بأنهم لجأوا إلى "التصعيد" للفوز بمكاسب سياسية.
واكتفى البرادعي، في الذكرى الثانية لفض الاعتصام بتغريدة على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" قال فيها: رحم الله الجميع وهدانا سواء السبيل.
وفي نفس السياق، لعب محمد حسان دوراً تفاوضياً من خلال "تحالف دعم الشرعية"، حيث التقى عدة مرات، بحسب تصريحاته التي سبقت فضّ الاعتصام، مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان على حد سواء.
ولكن حسان، الذي تعرض للتخوين من على منصة رابعة، لم يتحدث حتى الآن "مباشرة" عن الأسباب التي أدت إلى فشل المفاوضات، والمسئولين عن إجهاض محاولات حقن الدماء.
والأدهى من ذلك أن الشيخ الذي طالما تحدّث عن حرمة الدماء، التزم الصمت، باستثناء تصريحاته التي قال فيها عبر قناة "الرحمة"، موجهاً كلامه لمن هاجموه: يعلم الله أنني لو تكلمت لأوجعت ولو تكلمت لأتعبت.
ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي انطلقت فيه الأبواق الإخوانية من تركيا ضد حسان، حيث تطاول عليه وجدي غنيم وعدد من القيادات الإخوانية كثيراً، وسط صمت مريب من الحليف السابق للجماعة.
وفي نفس الوقت خرج محمود حسان، شقيق محمد حسان، في الذكرى الأولى لفض الاعتصام ليهاجم جماعة الإخوان، وقال إن الجماعة هي التي تسببت في فشل المفاوضات، وأن مفتي الإخوان عبدالرحمن البر توعّد بقوله: عندنا 100 ألف مشروع شهيد.
من جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، إن صمت محمد حسان يرجع إلى أنه لا يريد إثارة غضب جماعة الإخوان منه.
وأضاف نعيم، " أن حسان يجيد لعبة التوازنات، فهو لا يريد أن يخسر الإخوان لأن لهم جمهور كبير، كما أنه لا يريد أن يثير تحفظ النظام الحاكم أيضاً.
وعلّق نعيم على تصريحات حسان التي قال فيها إنه لو تكلم لأوجع بقوله: حسان يعلم جيداً أن كلامه سيكون موجعاً ومؤلماً للإخوان، لأن حسان يعلم جيداً أن الاعتصام كان مسلحاً وهو ما تسبب في سقوط الكثير من الضحايا.
وكشف نعيم النقاب عن مسيرة كان يعتزم حسان القيام بها من مصطفى محمود إلى ميدان رابعة سابقاً، الشهيد هشام بركات حالياً، قبل فضّ الاعتصام، إلا أن تلك المسيرة فشلت بعد أن اعتدى عليه أنصار جماعة الإخوان.
من جانبه، قال خالد داود، القيادي في حزب الدستور، إن البرادعي شدد مراراً على ضرورة الحل السياسي البعيد عن العنف، والوصول إلى مصالحة وطنية بين جميع الأطراف.
وأكد داود أن التعجل باستخدام العنف هو الذي جعل البرادعي يتقدّم باستقالته من منصبه. وأشار إلى أن البرادعي لم يذكر الأطراف التي تسببت في فشل المفاوضات بصورة مباشرة لأنه لا يمكن تحميل طرف بعينه مسئولية الفشل في الوصول لحل سياسي.