النهار
الإثنين 17 يونيو 2024 09:27 مـ 11 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

داعش يُحضِّر لـ المعركة الكبرى في مصر

 

أكد الباحث المصري في شؤون الحركات الجهادية الدكتور محمد كامل أن "التفجير الذي وقع في محيط القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة (أمس) هو من تنفيذ تنظيم الدولة داعش، وهذا الاستنتاج يرجع لعدة أسباب، منها أن طريقة التفجير وتنفيذ العملية هي طريقة استخدمها التنظيم في عدة عمليات له منها استهدافه للمراكز الشيعية في العراق وبعض الوقائع الأخرى في مصر مثل حادث اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات في أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي".
 
وتابع "كذلك فإن تنظيم داعش كان له إصدارٌ سابق حمل شعار (رسالة موقعة بالدم إلى أمة الصليب) والذي انتهى بذبح 21 مصرياً قبطياً في ليبيا، وكان يحمل إشارات لاستهدافه لدولة إيطاليا والمصالح الإيطالية في عبارات مثل (غزو روما)، وكذلك فإن القائمين على التنظيم ومن يقودون تحركات التنظيم لديهم إحساسٌ كبيرٌ بالذات والذكاء ولذلك ينتهج التنظيم منهج الإشارات في إعطاء الأوامر والتعليمات لعناصره للأهداف التالية، كما حدث مع استهداف مركز ليوناردو دافنشي الإيطالي، ولذلك فمن المتوقع أن تكون من ضمن أهداف التنظيم المستقبلية هي المصالح الأمريكية أو الرعايا الأمريكيون في الدول العربية، خاصة وأن هناك إصدارات حملت هجوماً على شخص الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أو أن هناك تحضيراً لعمليات إرهابية كبيرة داخل الأراضي الأمريكية ستكون على غرار "غزو منهاتن" أو المعروفة إعلامياً باسم أحداث 11 سبتمبر (أيلول)".
 
المصالح الأجنبية
وأضاف كاملأنه "لا بد من الإشارة إلى أن المصالح الأجنبية والرعايا الأجانب أصبحوا هدفاً للتنظيم في البلاد العربية والإسلامية وقد يكون هذا قد بدأ منذ حادث معبد الكرنك بالأقصر"، مشيراً أنه "حتى تلك اللحظة لم يضع التنظيم مصر في قلب أهدافه أو استراتيجية عملياته ولكنه يسلك مسلكاً آخر، فهو يدير مناوشات مع القوات المسلحة في سيناء، ويحارب باقي الفصائل الإسلامية في ليبيا، وكذلك أحداث مرتبكة في الصومال ونيجيريا، وكأنه يحاصر مصر بعدد من الأزمات الأمنية في المنطقة المحيطة بها، ولم يجرؤ التنظيم على دخول مصر أو محاولة تنفيذ عمليات كبيرة على غرار ما يحدث في سوريا والعراق، لعدة أسباب منها أن مصر دولة لها جيش قوي وجهاز أمني من أقدم أجهزة أمن المنطقة، وكذلك فإن مصر لم تمر على صراعات طائفية دموية مثل سوريا والعراق".
 
المعركة الكبرى
وأشار الباحث في شؤون الحركات الجهادية أن التنظيم يحضر لما تسمى "المعركة الكبرى"، من خلال مناوشات وعمليات متفرقة يكتسب منها متعاطفين وأنصاراً من جهة ويظهر مصر بالدولة الضعيفة والنظام العاجز عن حماية مواطنيه والرعايا الأجانب فيه، موضحاً أن مصر ليست قريبة من السيناريو السوري، ولكن يبدأ القلق الحقيقي إذا استطاع التنظيم السيطرة على ليبيا أو هزيمة باقي الفصائل المسلحة هناك، وأكبر أهداف التنظيم حالياً هو البقاء على الوضع المصري مزعزعاً وغير هادئ، حتى تكون عاجزة عن مد يد العون لباقي الدول المحيطة مثل ليبيا.