النهار
الثلاثاء 3 يونيو 2025 01:37 صـ 5 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محمد صلاح ينافس على ”أفضل مباراة” في البريميرليج لموسم 2024/ 2025 إحالة سايس جراج لمفتى الجمهورية لقتله شخصاً بسبب خلافات سابقة بالخانكة تأييد حكم الإعدام والمؤبد لـ3 متهمين باستدراج طفل وقتله لسرقة توك توك بالخانكة خلافات سابقة تقود نجار وزوجته للمفتى لقتلهم شخص بشومه في الخانكه لرد الدائرة.. تأجيل محاكمة المتهمين بقتل شخص بأعيرة نارية بالقناطر الخيرية تجارة المخدرات تقود ربة منزل وزوجها للسجن المؤبد والمشدد 15 عام بالقناطر الخيرية ندعم الابتكار في عالم كرة القدم داخل الملعب وخارجه OPPO تشارك في نهائي دوري أبطال أوروبا تموين الإسكندرية تضبط 100 كيلو سكر غير مرخص خلال حملاتها بحي العجمي ”تضامنًا مع مصيلحي”.. مجدي عبد العاطي يعتذر عن منصبه في تدريب الاتحاد السكندري رقمنة المخطوطات في مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي الهيئة العربية للتصنيع تطلق تعاونًا استراتيجيًا لتصنيع قطع الغيار بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد..تفاصيل الأهلي راحة الأربعاء لإراحة اللاعبين قبل رحلة السفر الشاقة لأمريكا

فن

برامج المقالب فى مرمى النيران

مثل‭ ‬التطور‭ ‬الطبيعي‭ ‬لجميع‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الساحة‭ ‬الإعلامية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬تطورت‭ ‬برامج‭ ‬المقالب‭ ‬تطورا‭ ‬سريعا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬نحو‭ ‬الانفلات‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأفكار‭ ‬المجنونة‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الفضاء‭ ‬عبر‭ ‬طائرات‭ ‬حقيقية‭ ‬تسبب‭ ‬الرعب‭ ‬للضيوف‭ ‬والجمهور‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تجلب‭ ‬لهم‭ ‬السعادة‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬الكوميديا‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬فإن‭ ‬حربا‭ ‬شرسة‭ ‬تدور‭ ‬بين‭ ‬البرنامجين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬اللذين‭ ‬يدوران‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وهما‭ ‬‮«‬رامز‭ ‬واكل‭ ‬الجو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬الفنان‭ ‬رامز‭ ‬جلال‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬ام‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬مصر،‭ ‬و‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬هبوط‭ ‬اضطراري‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬الفنان‭ ‬هاني‭ ‬رمزي،‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬الحياة،‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬الاتهامات‭ ‬بينهما‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬وإنما‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬اتهامات‭ ‬متبادلة‭ ‬بسرقة‭ ‬الأفكار‭ ‬وإلى‭ ‬فبركة‭ ‬الحلقات‭ ‬والاتفاق‭ ‬مع‭ ‬النجوم‭ ‬على‭ ‬المقلب‭ ‬قبل‭ ‬تقديمه‭ ‬وإلى‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح،‭ ‬وهو‭ ‬الاتهام‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬رامز‭ ‬واكل‭ ‬الجو‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬القناة‭ ‬تقوم‭ ‬بتدشين‭ ‬حملة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬مضادة‭ ‬لحملات‭ ‬مقاطعة‭ ‬البرنامج،‭ ‬ومطالبة‭ ‬بعض‭ ‬الناشطين‭ ‬بمحاكمات‭ ‬تأديبية‭ ‬للقائمين‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬دب‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬مجموعة‭ ‬قنوات‭ ‬إم‭ ‬بي‭ ‬سي‭.‬

‭ ‬وبدأوا‭ ‬يبحثون‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬أخيرة‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬المشاهدين‭ ‬الذين‭ ‬يستمتعون‭ ‬بما‭ ‬أسموه‭ ‬التضليل‭ ‬البيّن‭.‬

وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬نقابة‭ ‬المهن‭ ‬التمثيلية‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬يناشد‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬المنتجة‭ ‬للدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬بأنواعها‭ ‬والبرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬بأشكالها‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المسئولية‭ ‬فقد‭ ‬تابع‭ ‬أعضاء‭ ‬نقابة‭ ‬المهن‭ ‬التمثيلية‭ ‬ببالغ‭ ‬الأسى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬التى‭ ‬تعرض‭ ‬ألفاظا‭ ‬معيبة‭ ‬تسىء‭ ‬لأخلاق‭ ‬المبدعين‭ ‬وتقدم‭ ‬للجمهور‭ ‬نماذج‭ ‬سلبية‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يراعى‭ ‬الأخلاق‭ ‬العامة‭ ‬إضافة‭ ‬لإثارة‭ ‬الرعب‭ ‬والتحرش‭ ‬وحرق‭ ‬الأعصاب‭ ‬واختراق‭ ‬الخصوصية‭ ‬وتصوير‭ ‬المبدعين‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬مرتزقة‭ ‬ويقبلون‭ ‬أى‭ ‬شىء‭ ‬حتى‭ ‬الإهانة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المال‭.‬

واختتم‭ ‬البيان‭: ‬تدعو‭ ‬النقابة‭ ‬أعضاءها‭ ‬لمقاطعة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬وعدم‭ ‬التورط‭ ‬فى‭ ‬إفساد‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬وتشويه‭ ‬الخطاب‭ ‬الاجتماعى‭ ‬المنتمى‭ ‬الذى‭ ‬يناسب‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬عرفت‭ ‬الإبداع‭ ‬قبل‭ ‬أى‭ ‬حضارة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬السينما‭ ‬بكل‭ ‬تحررها‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تجرح‭ ‬أفلامها‭ ‬التى‭ ‬نحفظها‭ ‬جميعا‭ ‬مشاعرنا‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬هذه‭ ‬المسلسلات‭ ‬التى‭ ‬خلقت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬والإحباط‭ ‬والأسف‭ ‬لدى‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬النقابة‭ ‬وقطاع‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭.‬

التقينا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬لنستطلع‭ ‬آراءهم‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬به‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬وتقييمهم‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بالشعوب‭ ‬العربية‭ .‬

‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الخبير‭ ‬الإعلامي‭ ‬طارق‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭: ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬تافهة‭ ‬وتقدم‭ ‬الرعب‭ ‬باعتباره‭ ‬دعابة‭! ‬وهذه‭ ‬الدعابة‭ ‬تقدم‭ ‬بسماجة‭ ‬وقلة‭ ‬ذوق‭! ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬البرنامج‭ ‬بعلم‭ ‬الضيف‭ ‬أو‭ ‬بغير‭ ‬علمه‭ ‬والحقيقة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الضيف‭ ‬يعلم‭ ‬فيضاف‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭ ‬الزيف‭ ‬وخداع‭ ‬المشاهد‭  ‬ولقد‭ ‬شاهدت‭ ‬حلقة‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬لوسي‭ ‬وسط‭ ‬عائلة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أفراد‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬احد‭ ‬يضحك‭! ‬واستنكروا‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬والحقيقة‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬لما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬انحطاط‭ ‬فني‭ ‬وثقافي‭ ‬وتغييب‭ ‬متعمد‭ ‬للفن‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدمير‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬وتسليمها‭ ‬للتقسيم‭ ‬ولداعش‭ ‬ومن‭ ‬لف‭ ‬لفهم‭ . ‬

كما‭ ‬اتفق‭ ‬معه‭ ‬المخرج‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬صلاح‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬مقتضبة‭: ‬علي‭ ‬رامز‭ ‬جلال‭ ‬وهاني‭ ‬رمزي‭ ‬أن‭ ‬يتذكرا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ممثل‭ ‬اسمه‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬انتهي‭ ‬فنيا‭ ‬بسبب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السخافات،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الدافع‭ ‬الذي‭ ‬يحكمهما‭ ‬أن‭ ‬يقدما‭ ‬مقالب‭ ‬فعليهما‭ ‬أن‭ ‬يتحليا‭ ‬بالقدر‭  ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الفطنة‭ ‬والكياسة‭.‬

أما‭ ‬كمال‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬المخرج‭ ‬ومدير‭ ‬التصوير‭ ‬ورئيس‭ ‬المركزالقومي‭ ‬للسينما‭ ‬الأسبق‭ ‬فقال‭: ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬إطارها‭ ‬الصحيح‭ ‬ولا‭ ‬نحملها‭ ‬فوق‭ ‬ما‭ ‬تحتمل‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬برامج‭ ‬ترفيهية‭ ‬بحتة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬هدف‭ ‬يذكر‭ ‬إلا‭ ‬الترفيه‭ ‬والتسلية‭ ‬فقط،‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬رسالة‭ ‬أو‭ ‬قيمة‭ ‬أوحتى‭ ‬معلومة‭ ‬ما‭ ‬للمشاهد،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإننا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نلمس‭ ‬بوضوح‭ ‬شديد‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬تم‭ ‬تسخير‭ ‬إمكانيات‭ ‬ضخمة‭ ‬جدا‭ ‬لتخرج‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬المبهر‭ ‬والمحترف‭.‬

وأضاف‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭: ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬والمسلسلات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تقديمها‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬تكون‭ ‬نتاج‭ ‬عمليات‭ ‬غسيل‭ ‬أموال‭ ‬وإلا‭ ‬فإنني‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬تفسيرا‭ ‬يذكر‭ ‬حول‭ ‬سر‭ ‬إنتاج‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الضخم‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬والأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬والذي‭ ‬بلغ‭ ‬حوالى‭ ‬57‭ ‬عملا‭ ‬تكلفت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬المليار‭ ‬جنيه،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تسلية‭ ‬وترفيه‭ ‬المشاهد‭ ‬فإنه‭ ‬سيحتاج‭ ‬إلى‭ ‬14‭ ‬شهرا‭ ‬ليستطيع‭ ‬أن‭ ‬يشاهد‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬المستنسخة‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬كما‭ ‬استنسخ‭ ‬رامز‭ ‬جلال‭ ‬وهاني‭ ‬رمزي‭ ‬فكرتيهما‭ ‬من‭ ‬بعضهما،‭  ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإنني‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬سر‭ ‬تطابق‭ ‬الفكرتين‭ ‬تقريبا،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬رامز‭ ‬أكثر‭ ‬احترافية‭ ‬وجودة‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬وتنفيذا‭ ‬للبرنامج‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تصوير‭ ‬البرنامج‭ ‬يكون‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬طيران‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬تمثيل‭ ‬مشهد‭ ‬والطائرة‭ ‬متوقفة‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬هاني‭ ‬رمزي‭.‬

وتابع‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭: ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬والرمضانية‭ ‬المقدمة‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬منحوتة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الكتاب‭ ‬وبنفس‭ ‬الأسلوب‭ ‬والتنفيذ‭ ‬وكأن‭ ‬الجميع‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬استايل‭ ‬واحد‭ ‬وهنا‭ ‬لن‭ ‬نجد‭ ‬بينهم‭ ‬عملا‭ ‬واحدا‭ ‬مميزا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يقدمه‭ ‬الرائعون‭ ‬أمثال‭ ‬اسماعيل‭ ‬عبد‭ ‬الحافظ‭ ‬أو‭ ‬مجدي‭ ‬أبو‭ ‬عميرة‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المخرجين‭ ‬وإنما‭ ‬جميع‭ ‬المسلسلات‭ ‬مجرد‭ ‬خلطة‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالدراما‭ ‬والصراع‭ ‬والحبكة‭ ‬والذروة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬وإنما‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تقديم‭ ‬مشاهد‭ ‬العنف‭ ‬والإيذاء‭ ‬البدني‭ ‬واللفظي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬العشوائيات،‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصورة‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬أغلبها‭ ‬متطابق‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬تم‭ ‬تفصيلها‭ ‬من‭ ‬‮«‬باترون‮»‬‭ ‬واحد،‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬الجمهور‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬شاهد‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬فإنه‭ ‬أحس‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬نوع‭ ‬من‭ ‬الهجص‮»‬،‭ ‬فإذا‭ ‬به‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الهجص‮»‬‭ ‬الحقيقي،‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬المقالب،‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬تفاصيلها‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬متفقا‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬المقدمين‭ ‬وبين‭ ‬النجوم‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬المشاهد‭ ‬كثيرا‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬هو‭ ‬الترفيه‭ ‬والتسلية‭ ‬فقط‭.‬

وتساءل‭ ‬الشاعر‭ ‬والكاتب‭ ‬محمد‭ ‬الحمامصي‭ ‬عن‭ ‬القيمة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬برامج‭ ‬المقالب‭ ‬والفكرة‭ ‬والمعنى‭ ‬والرسالة‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬هي‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬التسلية‭ ‬ولا‭ ‬الترفيه‭ ‬ولا‭ ‬الضحكة‭ ‬والابتسام،‭ ‬بل‭ ‬تقدم‭ ‬التوتر‭ ‬والقلق‭ ‬والاستهزاء‭ ‬المقيت‭ ‬بالضيف‭ ‬والمشاهد‭ ‬معا،‭ ‬قارن‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬البرامج‭ ‬المقابلة‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬الأوروبية‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولن‭ ‬تجد‭ ‬وجها‭ ‬واحدا‭ ‬للمقارنة،‭ ‬وستخرج‭ ‬بأننا‭ ‬نقدم‭ ‬السفه‭ ‬والتفاهة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اغتصاب‭ ‬ضحكة‭ ‬أو‭ ‬ابتسامة‭ ‬من‭ ‬المشاهد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬برامج‭ ‬المقالب‭ ‬الأوروبية‭ ‬تقدم‭ ‬الأمر‭ ‬ببساطة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬فكرة‭ ‬ومعنى‭ ‬لتعطي‭ ‬للمشاهد‭ ‬ضحكة‭ ‬وابتسامة‭ ‬وتسلية‭ ‬لا‭ ‬تخل‭ ‬باحترامه‭ ‬وتقديره‮»‬‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬كم‭ ‬ينفق‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬رامز‭ ‬جلال‭ ‬سواء‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة،‭ ‬كم‭ ‬يحصل‭ ‬الفنان‭ ‬الضيف‭ ‬أو‭ ‬الفنانة‭ ‬الضيفة؟‭ ‬كم‭ ‬يتكلف‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬مصورين‭ ‬وفنيين؟‭ ‬كم‭ ‬تكلف‭ ‬التجهيزات؟‭ ‬كم‭ ‬يحصل‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج؟‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬وما‭ ‬العائد‭ ‬منها؟‭ ‬إنها‭ ‬حلقة‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬منتج‭ ‬ومعلن‭ ‬وقناة‭ ‬تذيع‭ ‬وفنانين‭ ‬ضيوف؟‭ ‬وكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬المشاهدين‭ ‬الذين‭ ‬تحط‭ ‬عليهم‭ ‬هذه‭ ‬السخافات‭ ‬والتفاهات‭ ‬مكرهين،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬وغيره‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يلقى‭ ‬قبولا،‭ ‬ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬أحدا‭ ‬يتابعه‭ ‬أو‭ ‬ينتظره‮»‬‭. ‬

وأوضح‭ ‬الحمامصي‭ ‬أن‭ ‬مما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬أحدا‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬والمصرية‭ ‬ممن‭ ‬ينتجون‭ ‬أو‭ ‬يضعون‭ ‬الأفكار‭ ‬أو‭ ‬يعدون‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وشعوبها،‭ ‬ولا‭ ‬يدركون‭ ‬كم‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬يروح‭ ‬تحتها‭ ‬المواطن،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬المنتظر‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬يتواكبوا‭ ‬في‭ ‬أفكارهم‭ ‬مع‭ ‬الأجواء‭ ‬القائمة‭ ‬فيقدمون‭ ‬أفكارا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬البهجة‭ ‬على‭ ‬القلوب‭ ‬المنكسرة‭ ‬والحزينة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كوميديا‭ ‬راقية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬المقالب‭ ‬أو‭ ‬المسلسلات‭. ‬

وأكد‭ ‬الحمامصي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عقما‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البرامج‭ ‬أو‭ ‬المسلسلات،‭ ‬ومن‭ ‬يتابع‭ ‬السيناريوهات‭ ‬سيجد‭ ‬كما‭ ‬هائلا‭ ‬من‭ ‬الجهل‭ ‬وتشويه‭ ‬الحقائق‭ ‬والسلوكيات‭ ‬ودعوة‭ ‬للتحريض‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الألفاظ‭ ‬والحركات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬القبيحة،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬طبيعي،‭ ‬يؤكد‭ ‬قصدية‭ ‬وعمدية‭ ‬الأمر‭ ‬وسعى‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬الشخصية‭ ‬العربية‭ ‬عامة‭ ‬والمصرية‭ ‬خاصة‭. ‬ومما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تقف‭ ‬متفرجة‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانحطاط‭ ‬الذي‭ ‬يتزايد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬الآخر‭.‬