النهار
الإثنين 9 يونيو 2025 01:19 مـ 12 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الصحة: فحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن المبادرة الرئاسية لـ «العناية بصحة الأم والجنين» حارس باتشوكا المكسيكي: نعرف قدرات الأهلي جيدًا.. ومحمد الشناوي لاعب خرافي قبل انطلاق امتحانات الثانوية العامة...خبير تربوي لأولياء الأمور: تجنبوا توجيه الانتقادات المستمرة للطلاب...ولا حديث عن صعوبة الامتحانات بريطانيا تستيقظ من سباتها العميق وتحدث استراتيجيتها العسكرية بسمة بوسيل تكشف تطورات الحالة الصحية لنجلها آدم توريد 105ألف طن قمح إلى صوامع وشون المنوفية «خلافات زوجية».. رأفت يكتب السطر الأخير في حياة زوجته مياده بسلاح أبيض الوزير صرف له 25 ألف جنيه.. القصة الكاملة للمهندس المعتدى عليه بسوهاج كيف نخسر الوزن بعد الإفراط في اللحوم خلال عيد الأضحى؟ مشروبات طبيعية تساعد على تفتيح الجسم وتعزيز نضارته وكيل تعليم كفر الشيخ: لا شكاوى في امتحانات «الدبلومات الفنية» الاحتلال يسيطر على ”مادلين”.. ماذا حدث لسفينة المساعدات المتجهة إلى غزة؟

أهم الأخبار

من هو يوسف ندا الرجل الغامض صاحب مبادرة ”الإخوان”؟

"شخصية غامضة بالنسبة لمعظم أجهزة الاستخبارات، لم يكن مجرد رجل أعمال مثل كثيرين ممن جُمدت أموالهم، بل كان يحمل صفة أخرى عالمية هامة".. بهذه الكلمات وصفت الصحف السويسرية "يوسف ندا" الذي كان مفوض العلاقات الدولية في جماعة "الإخوان" طيلة 25 عامًا، بسبب دوره البارز تارة والغامض تارة أخرى.

عاد يوسف ندا المفوض السابق للعلاقات الدولية في "الإخوان"، إلى الأضواء مرة أخرى، بعدما أعلن استعداده لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها، في إشارة إلى استعداده للتوسط في حل الأزمة الحالية بمصر.

"ندا" الذي انضم لجماعة "الإخوان" عام 1947، رجل أعمال مصري يحمل الجنسية الإيطالية، ويقيم في كامبيونا الإيطالية الواقعة في سويسرا، حملت رسالته الأخيرة التي وجهها لقيادات الجيش المصري الكثير من الاحتمالات والمعاني، والتي كان نصها كالآتي:

"إن كان منكم قيادات الجيش المصري من يريد إعادة ترتيب الأوراق، والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه، فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولا بد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى".

وشدد ندا، على أن الجيش المصري ليس فاقدا الوطنية، لكن بعض قياداته فاسدة، وفي مداخلة مع قناة "الجزيرة"، قال ندا حول رسالته التي أرسلها من جنوب سويسرا، أن جهة ما طلبت منه كتابة هذه الرسالة، وهي موجهة إلى تلك الجهة وليست إلى الإعلام، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يقصد بأي حال من الأحوال التفاوض مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.

اعتقل ندا في قضية اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في الإسكندرية، والتي عرفت إعلاميا بـ"حادث المنشية" في أكتوبر 1954، وقضى ما يقرب من عامين في السجن وأُفرج عنه في أبريل 1956.

بدأ ندا نشاطه التجاري بعد خروجه من المعتقل، وأنهى دراسته الجامعية من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وفي أغسطس 1960 قرر الهجرة من مصر، وذهب إلى ليبيا ومنها إلى النمسا، وبدأ نشاطه التجاري يتوسع بين البلدين، ولقب في نهاية الستينيات بـ"ملك الأسمنت" في منطقة البحر المتوسط.

هرب ندا من ليبيا عقب اندلاع ثورة الفاتح، في سبتمبر 1969 إلى اليونان، حيث التقى رئيسها بابا ببلوس، ثم انتقل للإقامة في كامبيونا الإيطالية التي تقع داخل الحدود السويسرية، ولا زال يقيم بها حتى الآن.

لعب ندى أدوارًا كثيرة، حيث أمد اليمن بوثائق مهمة، ساعدتها في حل نزاعها مع إريتريا حول جزر "حنيش"، إضافة إلى ارتباطه بعلاقة صداقة مع الملك الليبي السابق إدريس السنوسي، وزاره ندا في مقر إقامته، كما أن له أدوارًا أخرى في تونس والعراق وتركيا وكردستان وماليزيا وإندونيسيا.

كان ندا عضوا في معهد "بينمنزو" أحد المؤسسات العلمية التابعة للأمم المتحدة، الذي تنتمي إليه شخصيات عالمية كثيرة ورؤساء دول سابقين وسياسيون كبار، وكرمه المعهد في أبريل 1997، وتم تجميد عضويته في المعهد بعد التحقيق معه.

في أبريل عام 1997، حدثت مشادة بين يوسف ندا والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، في مؤتمر نظمه معهد "بينمنزو" بعنوان "السلام والتسامح"، وكان بين الحاضرين، بوش الأب، بيريز ديك ليير، جورباتشوف، كوفي عنان وأندرسون وشخصيات أخرى كبيرة، وقال بوش: "أنا وجورباتشوف أنهينا الحرب الباردة، وأنهينا الاتحاد السوفيتي، وقبل ذلك كان الاتحاد السوفيتي هو العدو، وبنهاية الاتحاد السوفيتي يجب أن نبحث من العدو، يجب أن نبحث أين العدو، العدو هو الأصولية، والعدو هو الجريمة المنظمة العدو، العدو".

وبعدما انتهى بوش الأب من الحديث، أرسل الميكروفون ليوسف ندا، فقال له: "مع احترامنا الشديد لسيادة الرئيس، أعتقد أننا هنا كي نسمع عن السلام والتسامح، لكننا نرى أنك تبحث عن عدو كي تحارب، أنت تبحث عن الحرب وليس عن السلام"، فانفعل بوش الأب بشدة، وضرب على الطاولة بيديه، وقال :"هذه حقائق، يجب أن نعيش في الحقيقة، ويجب أن نعيش في الحقائق".

في أواخر 2001، استصدرت الإدارة الأمريكية تحت رئاسة جورج بوش الابن، قائمة من الأمم المتحدة، وضعت فيها أسماء مسلمين من جنسيات مختلفة، اتهمتهم بدعم الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وضمت يوسف ندا للقائمة، فامتثل الادعاء العام السويسري، واستهدف مؤسسة ندا للإدارة المعروفة باسم "بنك التقوى"، ووضع أموال ندا وشريكه غالب همت وبعض أعضاء مجلس الإدارة والمقربين منهم تحت الحراسة، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية، ما أجبر ندا على تصفية أعماله في سويسرا.

في 29 سبتمبر 2009، أكدت وزارة الخارجية السويسرية، أن مجلس الأمن الدولي شطب اسم يوسف ندا وغالب همت من قائمة الداعمين للإرهاب، بناء على طلب سويسري.

وقال المسؤول السويسري عن شطب اسم ندا من القائمة: "قضية يوسف ندا لا تشرف سويسرا"، وشرح وضع يوسف ندا، وطالب الحكومة السويسرية بإخطار مجلس الأمن بأن سويسرا بعد آخر ديسمبر لن تلتزم بقائمة مجلس الأمن بخصوص الأسماء الموجودة في القائمة أكثر من 3 سنوات، ولم يحاكم أو يثبت عليه شيء.

وعن شطب اسمه قال ندا: "يعني شطب اسمي بالنسبة لـ(الإخوان)، مثلما يعني خروج أي أخ من المسجونين أو تبرئته في محاكم عادلة".

وعن ترشيح قبطي أو امرأة للرئاسة، قال ندا في حواره مع أحمد منصور بقناة "الجزيرة": "أقوال الدكتور محمد حبيب نائب المرشد توضح ذلك، الإخوان اتفقوا حال قرروا ترشيح أحد أعضاء الجماعة للرئاسة أو تم تأسيس حزب للإخوان، فلن يكون إلا ذكرا مسلما، ولن يكون قبطيا أو امرأة، لكن انطلاقا من إيماننا بمبدأ الديمقراطية القائمة، فمن حق أي فصيل سياسي لا ينتمي إلينا أن يرشح نفسه، أيا كان دينه أو جنسه أو مذهبه، ولسنا ملزمين بتأييده أو دعمه، وفي حال اختار الشعب رئيسا قبطيا، فإن الإخوان سيتعاملون معه أيا كان اسمه، ورغم أني وكثير من الإخوان في الداخل وفي الخارج (ونحن أقلية)، لا نميل لهذا الاختيار، لكن رأي الأغلبية في هذا الوقت هو الذي أعلن".