النهار
الجمعة 2 مايو 2025 11:36 صـ 4 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

كوبرى الزحاليق فى المعادى رحلة الأهالى ضد الجاذبية

 

لا تطأه بقدميها إلا بحرص شديد، يدها لا تفارق السور الحديدى، تتشبث به بقوة، ثم تبدأ رحلتها على كوبرى الفتح بمنطقة الخبيرى فى المعادى، بقدم وراء قدم تحارب الجاذبية فى رحلة صعود حتى تصل إلى منطقة وسط الكوبرى، تأخذ قسطاً من الراحة، ثم تبدأ برحلة هبوط بالمنتصف الآخر منه، خوف يغمرها فى الحالتين، حتى تنتهى الرحلة بسلام، لتردد فى سرها: «الحمد لله».

مأساة يومية تعيشها «أم هشام» فوق «كوبرى الزحاليق»، حسبما يسميه الأهالى، فى طريقها للوصول إلى شارع الترعة مروراً بخط المترو، تعبر السيدة الخمسينية عن تلك المأساة: «من وقت ما بلطوا الكوبرى، وأنا بخاف أتزحلق حتى لو ماسكة فى الحديد».

رغم الخطورة التى يشهدها الأهالى، لا سيما كبار السن، أثناء عبور الكوبرى، فإن الرحلة لا تخلو من تعليقات ساخرة يرددها البعض: «اتزحلقتى كام مرة يا حاجة سعدية؟ اتزحلقت 5 أو 6 مرات»، تحكى الست «سعدية» عن ذكرياتها على «كوبرى الزحاليق» وهى تضحك، لكنها سرعان ما تنتقل فى حديثها إلى الجد، «كوبرى شنيع مش عارفة اللى عمله ده عمله إزاى، ومش كفاية المستوى المائل للطلوع والنزول، كمان التراب الموجود على بلاط الكوبرى يزحلق أى حد مش واخد باله»، مناشدة بتمهيد الكوبرى حتى يكون مناسباً للمارة «يا ريت يرجع تانى متسفلت، ويكون ممهد لكبار السن، ويتم منع مرور الموتسيكلات عليه»، لكن الحاج أحمد، أحد الأهالى، يرفض دعوات تمهيد الكوبرى، مؤكداً أنه لا حل إلا هدمه وإعادة بنائه بدرجات سلالم متباعدة «لازم يتهد ويتبنى من جديد، فيه ناس كتير رجلها اتكسرت وكانت قريبة من الموت، وللأسف مضطرين نعدى من عليه. لأنه نقطة وصول وحيدة فوق خط المترو من طريق لطريق».