مخطط إقليمي للانتقام من مصر فى إرهاب سيناء

«هاآرتس»: أجهزة استخباراتية تستهدف إحراج القاهرة بعد المشاركة فى «عاصفة الحزم» صحيفة أجنبية: طهران حولت إلى الجناح العسكرى لحماس ملايين الدولارات بهدف مساعدته فى ترميم الأنفاق التى دمرها الجيش الإسرائيلى فى الحرب الأخيرة إضافة لتزويدها بصواريخ ومعدات قتالية متطورة
رجحت صحف عالمية وقوف قوى خارجية وراء العمليات الإرهابية التى استهدفت منشآت أمنية ومقارًا للجيش فى شمال سيناء، وأدت إلى استشهاد ١٤ شخصًا غالبيتهم عسكريون، وإصابة أكثر من ٤٠ آخرين فى ثلاث هجمات تبنتها جماعة «أنصار بيت المقدس» الموالية لداعش.
ورجحت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن تكون هناك أجهزة استخباراتية وراء العمليات، والتى تستهدف مصر فى وقت مهم للغاية، فى ظل مشاركة الجيش المصرى فى عمليات عاصفة الحزم فى اليمن، واتجاه العمليات إلى تدخل برى، تسعى إيران لإيقافه بكل السبل.
وتتجه أصابع الاتهام بصورة أساسية إلى قطاع غزة، الملاذ الآمن للتنظيمات الجهادية فى سيناء، ويلجأ إليه جميع العناصر الإرهابية التى تتحرك ما بين سيناء وغزة من خلال شبكة أنفاق سرية تديرها حماس.
وكانت «البوابة» نشرت تقريرًا نقلًا عن صحيفة «صنداى تليجراف» قبل أيام حذرت خلاله من تحركات إيران فى المنطقة، وسعيها لتنفيذ علميات إرهابية فى مصر لمعاقبتها على المشاركة فى عاصفة الحزم، وكذلك إحراج الحكومة المصرية أمام الرأى العام وزيادة الضغوط عليها لتتراجع عن التحالف مع المملكة العربية السعودية.
وأكد التقرير أن إيران تخطط لزيادة العمليات العسكرية التى تهدد أمن مصر خلال الفترة المقبلة، للانتقام من القاهرة على مشاركتها فى عاصفة الحزم ضد ميليشيات الحوثيين الموالية لها فى اليمن.
وقالت الصحيفة إن حماس ستكون رأس الحربة فى العمليات المقبلة، حيث حولت لها طهران ملايين الدولارات مؤخرًا لإنفاقها فى تجديد البنية التحتية العسكرية للحركة، والتى تعرضت لدمار شديد على يد إسرائيل فى الحرب الماضية.
وقالت الصحيفة فى تقريرها عن تحركات إيران لمواجهة الضغوط العسكرية التى تواجهها فى اليمن، إن مصر ستكون من الأهداف الرئيسية لإيران خلال الفترة المقبلة، وأنها ستعتمد بشكل كبير على حركة حماس فى تنفيذ هذا المخطط، من خلال تعزيز قوتها العسكرية وإمدادها بالأموال والأسلحة لتمويل منظمات إرهابية لشن المزيد من العمليات فى سيناء خلال الفترة المقبلة.
ووفقًا للصحيفة فإن طهران حولت إلى الجناح العسكرى لحماس ملايين الدولارات بهدف مساعدته فى ترميم الأنفاق التى دمرها الجيش الإسرائيلى فى الحرب الأخيرة إضافة لتزويدها بصواريخ ومعدات قتالية متطورة.
داعش فى سيناء
يأتى هذا فى الوقت الذى نقلت فيه القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى عن مسئول إسرائيلى تأكيده رصد عدد من الإرهابيين والمنتمين لتنظيم داعش فى سيناء يتلقون العلاج فى قطاع غزة، وأن المعلومات الإسرائيلية تؤكد وجود عشرة مقاتلين على الأقل يتلقون العلاج فى مستشفى «الشفاء» التى تديرها حماس، والتى تتلقى أموالًا ودعمًا دوليًا لعلاج سكان غزة.
احتواء غضب إيران
وتحاول حماس استرضاء إيران والعمل على تحسين علاقتها بها، بعد هجوم طهران عليها مؤخرًا وتهديدها بحرمانها من الدعم المالى والعسكرى، بسبب موقفها من عاصفة الحزم، وكذلك من بشار الأسد.
وأكد موقع «المونيتور» الأمريكى أن إيران عاقبت حماس بشدة بترك تنظيم داعش يحتل مخيم اليرموك بالقرب من العاصمة السورية دمشق، ويقتل عددًا كبيرًا من قادة حماس ومقاتليها فى المخيم.
وأشارت تقارير إخبارية إلى تدمير معسكرات تدريب ومخازن ذخيرة وأسلحة تتبع الحرس الثورى الإيرانى فى جنوب شرق ليبيا بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية لمصر.
الحسم فى اليمن
وتدرك مصر خطورة التنسيق الإيرانى الحمساوى لضرب استقرارها، وهو ما دفعها للتحرك فى ليبيا لوقف عمليات نقل الأسلحة التى تتم بتعاون استخباراتى إيرانى سودانى منذ أشهر طويلة.
ورصدت بعثة الأمم المتحدة فى السودان معسكرات تابعة لإيران فى شمال غرب السودان وبالقرب من الحدود الليبية، فضلًا عن التعاون العسكرى بين الخرطوم وطهران ووجود مصانع أسلحة إيرانية فى السودان.
وأصدرت القاهرة قانونًا لتشديد العقوبة على عمليات حفر الأنفاق واستخدامها لتهديد الأمن القومى، وذلك فى إطار الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب القادم من باطن الأرض من قطاع غزة.
ووفقًا للقانون الجديد فإنه "يعاقب بالسجن المؤبد كل من حفر أو أعد أو جهز أو استعمل طريقًا أو ممرًا أو نفقًا تحت الأرض فى المناطق الحدودية للبلاد، بقصد الاتصال بجهة أو دولة أجنبية أو أحد رعاياها أو المقيمين بها، أو إدخال أو إخراج أشخاص أو بضائع أو سلع أو معدات أو آلات أو أى شيء آخر، مقومًا بمال أو غير مقوم".