خلال مؤتمر الاتحاد العالمي للشعراء
تدشين مشروع اطول وثيقة تاريخية تدين التشدد والتطرف والعنف والارهاب

تم اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية تدشين مشروع اطلاق أطول وثيقة تاريخية تدين التشدد والتطرف والعنف والارهاب ، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الأول للاتحاد العالمي للشعر التي عقدت اليوم تحت شعار "أنسنة العالم" ، برعاية الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي والمركز العربي للثقافة والاعلام برئاسة الشاعر السعودي عبد الله الخشرمي ، وبحضور وزير الثقافة عبد الواحد النبوي ، ووزير الثقافة والاعلام السعودي السابق عبد العزيز خوجة، ومشاركة عدد كبير من رموز الشعر والثقافة من الدول العربية .
وأكد العربي في كلمته أهمية الدور المتنامي للجامعة في تشجيع النخب الثقافية العربية على القيام بمسؤوليتها التنويرية في المجتمع ونحوه والتعبير عن تطلعات وطموحات الشعوب العربية ، ومواجهة الأسباب التي تدفعُ بعضَ شرائحِهِ إلى السقوط في دوائرَ من العنف والظلامية والانطواء بعيداً عن أسباب نهضة الأمم .
ونبه العربي الى المسؤولية الكبيرة للشعراء في هذا المجال كون الشاعر نبضَ مجتمعه وإحساسَه.
وشدد العربي على أهمية هذا المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "أنسنة العالم" في بادرة تعيد التأكيدَ على دور المفكرين والشعراء العرب والمثقفين العرب في نهضة وتنمية الإنسان العربي، وتعزيز وعيه الجماعي بقيم الحق والخير والجمال .. ليؤدي دوره النهضوي في الحضارة الإنسانية ككل، موضحا أن الشعراء العرب يتصدرون النخب الفكرية القادرة على أداء هذه المسؤولية العظيمة.
ولفت العربي الى أن نظريات العلوم الاجتماعية الحديثة أكدت على أن التنمية هي عمليةٌ إنسانيةٌ في الأساس وليست مجرد أنشطة أقتصادية ، وعملية يلعب فيها العامل الثقافي دوراً جوهرياً للارتقاء بالمجتمع ككل جنباً إلى جنب وبشكل متفاعل مع التقدم العلمي.
وقال العربي إن المجتمعات العربية اليوم في حاجة ماسة لهذه المبادرة الهامة في الأمة العربية التي عرفت بالشعر قديماً ، وامتزج تاريخها بتاريخ شعرائها على مدار العصور ، فما من مشهدٍ تاريخيٍ إلا وله صورتُهُ المحفورةُ في الأذهان بفضل قدرة الشعراء العرب على الوصف التعبيري باللغة ، حتى صارت اللغة وسيلةٌ عند العرب للرسم والنحت والموسيقى .
ولفت العربي الى أن المجتمع العصري ضعف فيه التذوق الشعري والأدبي ، مشددا على ان درجة تقدم الأمم إنما تقاس بمقدار ازدهار الفنون فيها، ولا نهضةَ لأمةٍ بعيداً عن مبدعيها .. وما أعظم الشعراء من مبدعين.
من جانبه أكد وزير الثقافة عبد الواحد النبوي أهمية هذا المؤتمر لترسيخ دور الشعر وما يمكن أن يفعله في نفوس البشر لبث التفاؤل نحو المستقبل .
ودعا النبوي الى ضرورة ان يسعى المشاركون للعمل من خلال الاتحاد ومؤتمره على بث روح الجمال والانسانية في النفوس والتأكيد على ان الغد القادم لن يشهد عنفا او ارهابا ،لافتا الى ان انسنة العالم من شأنها تدعيم تلك الفكرة وتفعيلها ،كما نبه الى ضرورة التواصل مع شعراء العالم والتركيز على نقاط التقارب والتلاقي .
ونوه في هذا الاطار بأهمية تدشين اول واطول وثيقة تاريخية خلال فعاليات المؤتمر لادانة التشدد والتطرف والعنف والارهاب ، مؤكدا دعم وزارة الثقافة المصرية للجهود التي يقوم بها الاتحاد.
كما اكد عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والاعلام السعودي السابق دعمه الكامل للاتحاد العالمي للشعراء لدوره الكبير في التعبير عن صوت الشعراء
وقال ان الشعر لابد ان يكون صوت الشعراء ولغتهم الرصينة لمحاربة التطرف والارهاب ،كما انه اهم مشروع انساني باحث عن العدالة والسلام.
من جهته قال عبدالله الخشرمي رئيس الاتحاد ان المؤتمر يهدف بالاساس لبث روح السلام والانسانية بحيث يكون الشعر اداة فاعلة ومؤثرة لمحاربة التطرف والارهاب والتصدي للتحديات والكوارث التي تواجه المنطقة .
كما اكد الناقد صلاح فضل اهمية المؤتمر الذي يحظى بمشاركة نخبة من الشعراء العرب ليكون انطلاقة من بيت العرب لتحقيق التقارب مع العالم ونبذ العنف والتطرف باعتبار ان الشعر هو روح اللغة العربية وصانع ذاكرتها عبر التاريخ.