عسكريون تحالف مصرى - عربى لمواجهة الحوثيين

أكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن تطورات الأوضاع فى اليمن تنبئ عن انقسام حاد بين أطرافه، إلا أن الدولة المصرية لا تتدخل بأى حال من الأحوال فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، مؤكدين أن النظام المصرى الحالى سيسعى لدعم السلطة الشرعية التى يرتضيها الشعب اليمنى، خاصةً إذا تمسك هذا الطرف بوحدة اليمن، ودعم الوطن العربى وقوته أمام ما يحاك له من مؤامرات.

قال اللواء محمد على بلال، الخبير العسكرى وقائد القوات المصرية فى حرب الخليج الثانية، إن الوضع فى اليمن لا يزال متخبطاً حتى الآن؛ فالحوثيون يصرحون بأنهم مع وحدة اليمن وضد تقسيمها عبر نظام الفيدرالية، والجنوب اليمنى معترض على الإجراءات الأخيرة التى أعلنها الحوثيون، والولايات المتحدة الأمريكية تبدى اعتراضها، وذلك وسط التدخلات الأمريكية هناك عبر الضربات التى تتم بدون طيار بتهمة مواجهة الإرهاب. أضاف الخبير العسكرى، لـ«الوطن»، أن الوضع فى ظل الظروف الحالية يستوجب علينا أن ننتظر لنرى ما ستأتى به الأيام المقبلة، ومن ثم يتم التدخل المناسب بما يضمن مصالح الأمة العربية، وبالتنسيق مع الدول العربية الأخرى، والحكومة التى ستسيطر على الأوضاع هناك، مشدداً على أن السياسة المصرية تقوم على عدم التدخل فى شئون دول الجوار، فالشعب اليمنى يختار قادته، وبعدها تتم صياغة العلاقات والتوافقات. وأعرب «بلال» عن تخوفه من الرغبة الأمريكية فى إرسال قوات لها بجزر حنيش الموجودة فى نطاق السيطرة اليمنية، وذات التأثير الرئيسى على مضيق باب المندب، وهو مدخل البحر الأحمر وقناة السويس، مشيراً إلى أن مصر حينما أغلقت حركة الملاحة فى البحر الأحمر كان عن طريق قاعدة عسكرية فى تلك الجزر، وأن وجوداً عسكرياً «إسرائيلياً - أمريكياً» كان هناك بعد الحرب، إلا أنه لم يعد موجوداً إلى الآن، ومعنى الأنباء التى ترددت عن هجوم عسكرى حوثى على تلك الجزيرة يثير مخاوف الرغبة الأمريكية فى نشر قوات تابعة لها هناك تحت مسمى مكافحة الإرهاب. وشدد الخبير العسكرى على عدم إمكانية غلق مضيق باب المندب بأى حال من الأحوال، وأن دول العالم لن ترضى بذلك إذا حاول أحد تعطيل حركة الملاحة لما سيضر حركة التجارة العالمية ومصالح تلك الدول.

فيما قال اللواء حمدى بخيت، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الأوضاع الداخلية فى اليمن هى رغبة أهاليها فيمن يحكمهم، وإذا ارتضى اليمنيون الوضع الراهن فسيكون خيارهم، لكن المؤشرات تنبئ عن وجود انقسام حاد هناك، وهنا أود أن أؤكد أن الشعب الذى يمتلك بين طيات وعناصر مكوناته الاجتماعية وفاقاً وطنياً بين مكوناته، وإرادة وطنية لن يتمكن أحد من مواجهته، ونحن نؤكد وننادى بذلك منذ اندلاع الأزمات بالمنطقة، وهو ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن نلتف حول بعضنا البعض، وتقبلنا بعضنا وتعاونا لأجل بناء الوطن، ففى حالة اليمن استطاعوا التفريق بين اليمنيين على عدة محاور سواء بين القبائل والعشائر، أو الجنوب والشمال، وبالتالى الجيش والحكومة هناك لم يكونوا وطنيين، وشيوخ القبائل باعوا قضيتهم.

وشدد على أن الممرات الدولية مثل البحر الأحمر وقناة السويس لا يستطيع أحد أن يؤثر على حركة الملاحة العالمية فيها نظراً لوجود معاهدات دولية تحكم الحركة فى تلك الممرات، وبالتالى مصالح القوى الكبرى فى العالم والتى توجب حركة الملاحة من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا والغرب وبين المحيطين الهندى والأطلنطى، لذا فإن تلك الدول لن ترضى بأى حال من الأحوال بغلق مضيق باب المندب باعتباره المدخل لحركة الملاحة العالمية.

أضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، لـ«الوطن»، أن تصور البعض بإمكانية غلق باب المندب هو «الوهم بعينه»، مردفاً: «يمكن أن يكون هناك تأثير سلبى على عملية الملاحة فى تلك المنطقة حال السيطرة عليها، لكن أى طرف سيحاول إغلاق حركة الملاحة فى البحر الأحمر (يبقى أهبل) لأن دول العالم الكبرى لن ترضى بذلك».

وعن رؤيته للدور العربى الواجب حال تمكن الحوثيون من السيطرة على الجزر والإضرار بها، قال هو دعم رؤية المجتمع الدولى فى حركة الملاحة بالممرات الدولية، مضيفاً: «مثلاً مصر لا تستطيع غلق قناة السويس لو كان لها رغبة بهذا على سبيل المثال فما بالك من جماعات مثل الحوثيين، فما يراود الكثيرين بإمكانية غلق المضيق والتأثير على حركة الملاحة عالمياً هو وهم لن يتحقق».

من جانبه، شدد اللواء محمد مختار قنديل، الخبير العسكرى والاستراتيجى، على أن جماعة أنصار الله الحوثية لا تمتلك الإمكانيات العسكرية التى تمكنها من غلق حركة الملاحة بمضيق باب المندب سواء عبر غواصات أو طائرات أو آليات عسكرية ثقيلة تمكنها من القيام بهذا الدور، موضحاً أن الحركة ما يهمها حالياً هو التوسع والتمدد على الأراضى اليمنية حتى يسيطروا على أكبر قدر ممكن من الأرض.

ورداً على تساؤل «الوطن» عن إمكانية الاستفادة من تلك الجزيرة حال السيطرة عليها وتدخل إيران الداعمة للحركة الحوثية بآلياتها العسكرية؟ اعتبر الخبير العسكرى أن حالة «شهر العسل» بين «طهران» و«واشنطن» لن تدفعها للقيام بعمل يغضبها مثل هذا الأمر حالياً، كما أن النظام الإيرانى الحاكم يهمه حالياً ألا تسوء علاقاتهم بمصر والمملكة العربية السعودية عما هى الأوضاع عليه حالياً، لذا فلا أعتقد أنها قد تتدخل للقيام بهذا.