النهار
الخميس 29 مايو 2025 02:17 مـ 1 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محرك ”إيه بي بي” الكهربائي يسجل رقماً قياسياً عالمياً جديداً بكفاءة طاقة بلغت 99.13٪ 4 فرق مصرية تتألق في ختام نهائيات مسابقة هواوي العالمية لتكنولوجيا المعلومات تعاون إستراتيجي بين هواوي وطيران الإمارات في تطبيق الساعة الذكية (HarmonyOS 5) و سهولة السفر الذكي رئيس جامعة المنوفية يتابع مراحل الإنتهاء من تجهيزات مراكز القياس والتقويم بالمجمع النظري سقوط عمود كهربائي وقطع التيار عن المنطقة خلال هدم عقار في قنا عقوبة رادعة.. السجن المشدد 3 سنوات لعاطل لتزويره بمحررات رسمية بالجيزة المؤبد لشقيقين لقتلهم شخص وشروعهم بقتل 2 آخرين وحيازتهم أسلحة بالجيزة وكيل وزارة التموين بالبحر الاحمر يتابع العمل داخل محطات الوقود ومصنع البوتاجاز بالغردقة مياه البحر الأحمر تعلن رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الاضحي غرفة الإسكندرية تستعد لاستقبال وفد بولندي تجاري رفيع مستوي .. 2 يونيو المقبل توقيع اتفاقية للتعاون المعرفي بين مكتبة الإسكندرية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 7 أجهزة للمنفذ الإلكترونى لتلقى الشكاوى حملات جهاز حماية المستهلك بالإسكندرية

فن

تشويه الحقائق فى «صديق العمر»

فى صرخة عالية، قالت «الجمعية المصرية للدراسات التاريخية»، أن مسلسل «صديق العمر» ملىء بالأخطاء والأوهام والتشوهات التاريخية، لأنه لم يتول مراجعتها جهة تاريخية علمية، كما قالت إن مسلسل «سرايا» عابدين ملىء أيضا بالأخطاء التاريخية.
كتبت أمس عن مسلسل «صديق العمر» وهو قصة لممدوح الليثى، أن هناك سيناريو كتبه الصديق المخرج خالد يوسف حول نفس القصة بغرض إنجاز فيلم سينمائى، يحكى قصة علاقة الصداقة بين جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، منذ بدايتها فى الكلية الحربية، وحتى نهاية حياة «عامر» بعد نكسة 5 يونيو 1967، وكان السيناريو متوازنا فى تناول العلاقة، ويغوص فى عمق العلاقة الإنسانية التى جمعت بين الاثنين، ويتعامل مع الأحداث التاريخية برؤية موضوعية، غير أننا فى «صديق العمر» نجد شيئا آخر، مختلفا تمام الاختلاف عما قرأته فى سيناريو «خالد يوسف»، ولا أدرى ما إذا كان الأمر يعود فى جوهره إلى أصل القصة الخام لـ«الليثى»؟، أم لا؟، وهل هى قصة منحازة للمشير عامر كما فى مسلسل صديق العمر؟، أم أن كتابة السيناريو هى التى أخذت القصة إلى حيث يريد السيناريست؟.
المهم أنه الآن أصبح بحوزتنا مسلسل ترفضه الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وهى الكيان الذى يجمع مؤرخى مصر، وتتحدث عنه من الزاوية التى تخصها وهى التاريخ، محذرة من أنه ملىء بالتشوهات والأخطاء، وقالت فى بيان لها، إن جماهير عريضة تتلقى معارفها التاريخية من الأعمال الدرامية، وأن وجود هذه الأخطاء التاريخية فى المسلسل من شأنه أن يؤدى إلى تشويه الحقائق التى تصل إلى المتلقى.
هذا التحذير لا يمكن الرد عليه بأن لا حدود لحرية الإبداع مثلا، فالحقائق التاريخية لا يمكن أن تخضع للهوى فى سردها، ومن يفعل ذلك يتعمد الكذب صراحة على الناس وتزييف وعيهم متعمدا.
فى حلقة أول أمس على سبيل المثال، رأيت عامر وناصر وأنور السادات وزكريا محيى الدين وعبداللطيف بغدادى فى مشهد، يوضح فيه كيف يتصرفون أثناء انفصال مصر وسوريا، كان عامر يشخط فى عبدالناصر، وعبدالناصر يرد بخجل، كان عامر يتحدث باعتباره مخططا وزعيما واستراتيجيا، وليس أمام ناصر وزكريا والسادات وبغدادى إلا الاستماع إليه خائفين، وحين أراد زكريا التعليق على كلامه زجره: «جرى إيه يا زكريا»، وطالبه بأن يقول الحق، لأن كلامه يؤيد كلام عبدالناصر، أما السادات فهو حيران، كان الجدل يدور حول موافقة من عبدالناصر لعملية عسكرية ضد الانفصاليين، فهاج عامر، وعلا صوته على عبدالناصر، وبدا الحوار بينهما فى حضور الآخرين يسير فى اتجاه أن عبدالناصر يريدها حمام دم، أما عامر فيرفض ذلك، كان عامر يرفع صوته آمرا عبدالناصر، وانتهى الأمر باتصال ناصر تليفونيا بسورية وألغى العملية، فهدأ «عامر».
القصة على هذا النحو خيالية فى تفاصيلها، وتقفز على الحقائق، فلا عامر كان يتعامل مع ناصر بهذا الشكل، ولا عامر كان لديه من القدرات الفذة ما يجعله قائدا ينصاع الجميع إلى رؤاه بما فيهم عبدالناصر نفسه، وهكذا يمضى المسلسل فى قلب الحقائق التاريخية.