مصر والسعودية محور النظام العربى الجديد

أكد خبراء ومحللون سياسيون أهمية الزيارة التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى لمصر جون كيرى خلال اليومين الماضيين والتى أعقبت زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل السعودى لمصر اكد خلالها حرص المملكة السعودية على تعزيز مصر واستقرارها وشكلت رسالة قوية للعالم بأن مصر والسعودية رمانة الأمة العربية وتعاونهما متواصل فى مواجهة مخططات الارهاب والمؤامرات الخارجية، حيث كشف كيرى عن استعداد واشنطن لتسليم الطائرات الاباتشى لمصر فى خطوة تعد صفعة لتنظيم الاخوان الموالى لأمريكا وبدء صفحة جديدة مع مصر ورئيسها المنتخب واعترافا فى ذات الوقت بثورة 30 يونيو.
وأكد المستشار محمد سليم البرلمانى السابق أن زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، والمسئولين المصريين، تعتبر صفعة جديدة على وجه الجماعة الإرهابية بعد زيارة العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز وتقديمه التهنئة للرئيس رغم حالته الصحية.
وأضاف البرلمانى السابق : أن هذه الزيارة تشير إلى تغيير السياسة الأمريكية تجاه مصر خلال الفترة القادمة وأن ما قام به الإخوان على الإدارة الأمريكية لتغيير موقفها تجاة مصر واستعدائها علينا باء بالفشل.
وأضاف أن تصريحات كيرى خلال الزيارة، تؤكد أن العلاقات المصرية الأمريكية تدخل مرحلة جديدة، بعد فشل الإرهاب بإقناع العالم أن ثورة 30 يونيو التى قام بها المصريون هى انقلاب كما يزعمون ،وأن صفحة جديدة ستفتح فى العلاقات بين البلدين وبين كل دول العالم بفضل السياسة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى.
من جانبه قال الدكتور محمد زكريا رئيس حزب المواجهة، إن زيارة جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة ولقاءه الرئيس المصرى المنتخب عبد الفتاح السيسى، والمسئولين المصريين، تؤكد أن هناك تغييرا فى السياسة الأمريكية تجاه مصر و اعترافا أمريكيا بالأمر الواقع الذى فرضه الشعب المصرى على العالم.
وأضاف أن تصريحات كيرى خلال الزيارة، تؤكد أن العلاقات المصرية الأمريكية تدخل مرحلة جديدة، وأن صفحة جديدة ستفتح فى العلاقات بين البلدين، كما أنها تعكس نبرة جديدة فى لغة الخطاب الأمريكى تجاه مصر بعد التشدد الذى مارسته أمريكا تجاهنا خلال الفترة الماضية، وبعدما اقتربنا من الانتهاء من خريطة الطريق كما حدد لها.
وتابع أن مصر ستبدأ فى بناء علاقات قوية مع الجميع طالما رغبوا فى ذلك واعترفوا بثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو ضد الفاشية الدينية والإرهاب، واعتراف العالم بحق المصريين فى تقرير مصيرهم واختيار من يمثلهم ومن يبنون معه المستقبل.
وكان وزير الخارجية سامح شكرى قد اكد ان زيارة وزير الخارجية الامريكى جاءت فى توقيت مهم لتنفيذ خارطة الطريق ونجاح الاستحقاق الثانى المتمثل فى عقد الانتخابات الرئاسية وتولى عبد الفتاح السيسى لمنصب رئيس الجمهورية وهى الانتخابات التى حظيت بالمتابعة الواسعة من المراقبين الدوليين وبما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتى شهدت بنزاهتا.
وقال اتفقنا على العمل سويا على تسوية الخطاب لمزيد من التفاهم وهى الروح التى سادت وتجسدت مرة أخرى.
ووصف لقاء كيرى مع الرئيس السيسى بأنه تم فى أجواء إيجابية وتناول القضايا الاقليمية والدولية، وبحث حشد الجهود للتصدى للتحديات التى تجرى فى المنطقة وانعكاساتها على السلم والأمن الاقليمى والدولي.
وتم بحث القضية الفلسطينية والتأكيد على التواصل المستمر بين البلدين بشأن عملية السلام واتفقنا على بذل المزيد من الجهد لدفع العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتى ترتكز على تحقيق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين قوى عالمية فى حجم الولايات المتحدة وقوى اقليمية فى حجم مصر.
وقال شكرى إن الوزير كيرى أكد على اهتمام واشنطن بدفع العلاقات بين البلدين على أسس الاحترام وترسيخ طبيعتها الاستراتيجية وأهمية العمل المخلص لإزالة أى عوائق أمامها وخدمة مصالح البلدين، وأسجل بالتقدير حرصه على الدفع بالعلاقات إلى أفق أكبر.
ومن جانبه قال جون كيرى جئت لمصر لأعيد التأكيد على أهمية متانة والشراكة التاريخية مع مصر، وتم التشاور حول الأوضاع الهامة فى المنطقة وخاصة ليبيا والعراق.
وأضاف كيرى أنه بعد ثلاث سنوات تريد الولايات المتحدة أن تنجح مصر وتساهم فى هذا النجاح، وكما قال أوباما للسيسى بأننا ملتزمون بالعمل سويا لتحقيق التطلعات السياسية والاقتصادية للشعب المصرى وحقوقه الانسانية العالمية.
وكانت النقاشات واسعة وضمت العلاقات بين إسرائيل وفلسطين وعودة مصر للاتحاد الافريقى ومواجهة الإرهاب والتطرف، وأشكر الرئيس السيسى على حديثه الصريح والشامل وقمنا من خلالها بالتعبير عن تخوفه الكبير، ونرغب فى التعامل سويا.
وأوضح كيرى أنه أكد على دعمه القوى للحريات والحقوق العالمية وحرية التعبير والتجمع وناقشنا الدور الهام والحيوى لمجتمع مدنى حر وكذلك حرية الصحافة وسيادة دولة القانون والديمقراطية، وأن المجتمع المصرى سيكون أقوى إذا كان لكل مواطن دور وقول فيما يجرى.
وناقشت مع السيسى التحديات الاقتصادية التى واجهتها مصر، وأوصيت باستئناف المساعدات لمصر، وناقشنا أوضاع العراق الصعبة، وأن جماعة "داعش" خطر لا يهدد العراق فقط وإنما المنطقة بأكملها ويجب أن نعمل سويا لتخطى الخلافات الطائفية وتشكيل حكومة موحدة لتلبية جميع مطالب الشعب العراقي.
واعتبر كيرى أن هذه اللحظة هامة والولايات المتحدة سوف تساهم فى تقديم الدعم الاقتصادى لمصر لتحقيق الاستقرار من خلال التعاون مع الدول الصديقة فى الخليج وخاصة الإمارات.
وأكد وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى أن الرئيس أوباما اقترح تقديم المساعدات الأمريكية لمصر وتم الافراج عن 527 مليون دولار
وكشف أن الطائرات الأباتشى سيتم تسليمها لمصر قريبا وكان هناك حديث مع أحد أعضاء الكونجرس لدفع الأمر للأمام.
وأوضح كيرى فى مؤتمر صحفى أن هذه الطائرات مخصصة لمكافحة الإرهاب فى مصر بالتعاون مع إسرائيل لدفع خطر الإرهابيين.
من جانبه أكد سامح شكرى ردا على الأحكام القضائية الصادرة مؤخرا ضد أنصار الإخوان أنه من المنتظر بعد استكمال الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق أن ننطلق نحو دولة المؤسسات ودولة سيادة القانون والشعب المصرى يثق فى سلطاته القضائية وحياده للحفاظ على الحقوق وأى من كان موجه للاتهام عليه الدفاع عن نفسه لاثبات براءته.