النهار
الأحد 16 يونيو 2024 04:13 مـ 10 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
التشكيل الرسمي لمباراة بولندا ضد هولندا فى يورو 2024 الفلسطيني يواصل الغياب عن كتيبة الأحمر في الدوري أول ضحايا العيد.. العثور على جثة خمسيني مجهول الهوية داخل ترعة في قنا إقبال كبير من المواطنين علي مراكز شباب بالدقهلية أول أيام عيد الأضحي المبارك رئيس مياه القناة انتظام العمل بجميع المحطات أول أيام عيد الأضحي المبارك بمناسبة عيد الأضحى.. وزارة الداخلية تقيم إحتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل والإفراج عن 4199 وزيرة التضامن الاجتماعي توجه برفع درجة الاستعداد القصوى بمناسبة عيد الأضحى المبارك ”عيدك أحلى بدون دخان” مبادرة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان للتوعية بأضرار تعاطي المخدرات خلال أيام عيد الأضحى المبارك للعام الخامس على... البرازيل تتصدر القيمة التسويقية لمنتخبات كوبا أمريكا 2024 من غير لية ودهون.. أفضل طرق لتناول لحوم عيد الأضحى دون أضرار سنة مؤكدة.. شروط الأضحية الصحيحة والعُمر المناسب للذبـح الجوازات تيسر خدماتها لكبار السن وذوي الهمم

تقارير ومتابعات

من الحسينى إلى ميادة ..فى قتل الصحفيين..

الغضب الصحفى المتزايد من سقوط ضحايا لا يكمن فقط فى استشهاد زملاء يؤدون واجبهم المهنى ثم يسقطون برصاصات الغدر ... لكنه يكمن فى غياب الجانى فى جرائم علنية تحدث فى وضح النار وأمام الكاميرات ...ليظل السؤال المطروح إلى متى تستمر هذه الجرائم ؟ وإلى متى يظل الجانى حراً طليقاً دون حساب أو عقاب؟

 

مقتل "ميادة اشرف" الصحفية بجريدة الدستور ليست القضية الأولى وليست الأخيرة لكنها واحدة فى سلسلة الجرائم التى تستهدف الصحفيين ويتاجر بدمها الجميع تاركين الشيء الاساسى وهو من يحمى الصحفيين بصفتهم محايدين على أرض المعارك والتظاهرات ويعتبرهم الجميع أعدا فالكل فى ارض المعركة لايرغب فى تصويره او توثيق حقائق من مهام الصحفى اداؤها.

دم جديد يضاف الى دماء سبقته، وتظل حقيقة مقتلهم غائبة من حيث كواليسها وهوية القاتل .. بهدوء ماتت ميادة الصحفية الشابة التى التحقت بالعمل بجريدة الدستور كمحرر تحت التمرين بعد اربع سنوات قضتها فى الدراسة بكلية الاعلام جامعة القاهرة لتعيش مغتربة لمدة ست سنوات هى عمر الدراسة والعمل بعيداً عن اهلها بالمنوفية.. عن عين والدها وحضن والدتها ورفقة شقيقها الوحيد الذى اعتبرها مثلا اعلى له وكل هذا من اجل حلمها وطموحها بأن تدخل فى بلاط صاحبة الجلالة وتضع فيه بصمتها الخاصة.

قضية ميادة قتيلة عين شمس وشهيدة الصحافة تذكرنا بدماء زملاء استشهدوا اثناء عملهم بالصحافة الميدانية دون ذنب.

والغريب ان وسط الحزن وألم الفاجعة تخرج ألسنة لا ترحم لتسيس القضية والدم ومثلما حدث مع الحسينى ابو ضيف فور مقتله خرجت جماعة الاخوان الارهابية ببيان تدين فيه مقتل صحفيها الهمام والشجاع الذى راح ضحية لعنف معارضى المعزول أمام الاتحادية وهو ما كذبه اهل الشهيد ورفضوا فكرة تسييس دمه والأغرب انه كان من اشد المعارضين للاخوان وهو من فضح الرئيس المعزول فى قضية شقيق زوجته علنا على صفحات جريدته الفجر.

النهار" تفتح ملف شهداء الصحافة بعد ان اعادت دماء الزميلة ميادة اشرف الى الذاكرة مشاهد اليمة وذكريات حزينة للاسرة الصحفية كلها مفجرة قضية اهم حول حقوق الصحفيين فى الامن اثناء التغطية والاهم متابعة وملاحقة قاتليهم .

الحسينى ابو ضيف

المكان: شارع الخليفة المأمون بالجزيرة الوسطى المواجهة لبنزينة on the ru «الاتحادية».

الزمان: بعد منتصف ليل يوم 5 ديسمبر 2012

المشهد: يقف الحسينى أبو ضيف مصور جريدة الفجر الذى لم يتخط عامه الثالث والثلاثين وبجواره صديقه الفنان التشكيلى محمود عبد القادر، حيث كان الأول يعرض للثانى بإعجاب منقطع النظير بعض اللقطات الحصرية التى اقتنصتها كاميرته التى دفع فيها الحسينى كل ما كان يملك تقريبًا.

بعد برهة من الوقت، يسمع محمود صديق الحسينى صوتًا غريبًا أشبه بفرقعة مكتومة، يلاحظ توقف الحسينى عن الكلام، الكاميرا تسقط من يده، مصور جريدة الفجر يتهاوى على الأرض غارقًا فى دمائه، يرتمى عليه محمود صارخًا وطالبًا المساعدة، تختفى الكاميرا التى قتلته.

الحسينى أبو ضيف لم يكن الشخص الوحيد الذى تعرض لإطلاق النيران فى هذا اليوم، ولكنه كان مختلفا عمن ماتوا، كان يعمل، كان يصور، كان يسجل، لم يتظاهر ولم يتحزب ولم يتخذ موقفًا مع أو ضد، ولكن من قتلوه اعتبروا أن كاميرته أخطر عليهم من فوهات البنادق والخراطيش.

بعض شهود العيان قالوا إن أقلام الليزر توجهت نحو رأس الحسينى وبعدها بلحظات قليلة دوّت أصوات النيران من على مسافة مترين فقط، مترين وليس أكثر، ما سبق يعنى أنه لم يمت عن طريق الخطأ أو برصاصة طائشة، ولكن من صوب عليه سلاحه كان يعرفه ويريده هو دون أى شخص آخر.

تم حمل الحسينى من موقع الحدث إلى مستشفى منشية البكري، فرفض استقباله، كذلك فعل عين شمس التخصصي، استقر به المقام فى مستشفى الزهراء الجامعى وبدأت ملحمة جراحية استمرت أسبوعًا كاملاً، حيث وضع على أجهزة التنفس الصناعى كى تساعد رئتيه على نقل الهواء دخولاً وخروجًا.

وبحسب التقرير الطبى لمستشفى الزهراء فقد دخل مقذوف الخرطوش بالكامل إلى رأسه وانفجر مما تسبب فى كسر فى الجمجمة.

نقابة الصحفيين انتفضت غضبًا، فحررت محضرًا، انتهى بالغضب إلى محضر فى قسم شرطة الوايلي، يتهم قيادات بجماعة الإخوان المسلمين فى التحريض على والتسبب فى مقتل الحسيني، ونظمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية والحسينى ما زال فى غيبوبته.

وبعد أسبوع كامل من الغيبوبة التامة، سلم الحسينى أنفاسه الأخيرة إلى بارئه، وفاضت الروح فى الأسبوع التالى وتحديدًا يوم 12 ديسمبر 2012، ليشيع شهيدًا من مقر نقابة الصحفيين إلى طما بسوهاج، هناك.. حيث شيعه أهله بكلمات بسيطة لجمتها الصدمة.

أحمد محمود

خرج فى مظاهرات "جمعة الغضب " 28 يناير وتعرض للقنابل المسيلة للدموع وهتف نيابة عن 80 مليون مصرى يقول" لا للظلم .. لا للاستبداد".

 ويوم استشهاده خرج وذهب إلى مكتبه فى "دار اللطائف للنشر" بالعقار القريب من مبنى وزارة الداخلية، وراءه أحداث العنف الموجهة ضد المتظاهرين أمام مبنى الوزارة، فنظر من نافذة مكتبه محاولا تصوير هذه الجرائم وتوثيقها.

وصور الأحداث التى أخذت فى التطور بسرعة تفوق أى تصور بين المتظاهرين وقوات الشرطة يوم الجمعة الماضية..

وفجأة انطلقت رصاصة من بندقية قناص، ليستشهد ذلك الشاب الذى لم يكن يشارك فى الاحداث بل ربما لم يكن حتى فى مهمة عمل فى جمعة الغضب..

إنه أحمد محمد محمود الصحفى بجريدة التعاون الصادرة عن مؤسسة الأهرام، أول شهداء الصحافة فى ثورة 25 يناير نتيجة استبداد نظام مبارك.

أكرمه الله بزيارة بيته الحرام وأداء مناسك الحج قبل وفاته بأشهر قليلة..

ترك الدنيا وخلف وراءه " نورهان " 10 سنوات ، وزوجة تحمل جنينا فى الشهر الثامن..

إضافة الى الزملاء المصورين الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا بعاهات مستديمة كسلماوى صحفى الجمهورية والذين إلى الآن لم يأخذوا حقهم.

كان  اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية قد صرح للنهار بأنه تم تحديد هوية المتورطين فى مقتل ميادة أشرف،  الصحفية بالدستور، وهناك جهود مكثفة للقبض عليهم.

كما كشف، عن أن الصحفية «ميادة» تم احتجازها مرتين من قبل جماعة الإخوان وهذا موثق فى الصحف، والمواقع الإلكترونية، وتم الإفراج عنها بتدخل أمني، مؤكدًا أن آخر ما كتبته «ميادة» بالصحيفة، أن هناك إطلاق نار عشوائياً من قبل جماعة الإخوان فى مواجهة أهالى عين شمس.

وأشار إلى أن قناة «الجزيرة» تاجرت بدم الشهيدة، حينما زعمت أنها إخوانية، محذرًا الجميع من المتاجرة بدماء المصريين الأبرياء.

وأكد أن مقتل «ميادة» كان بنفس أساليب مقتل الصحفى الحسينى أبوضيف، مشيرًا إلى أنها كانت مستهدفة من جماعة الإخوان المسلمين.

وتابع: «الشرطة فى وسط الأحداث تقوم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الجماعات الإرهابية، وهناك كاميرات لتحديد هذه العناصر ثم تتم ملاحقتها عن طريق القوات الخاصة والمباحث الجنائية».

وأكد وجود تعاون وثيق بين أجهزة الشرطة والإعلام، فهى تمد وسائل الإعلام بالمعلومات المطلوب، مشيرًا إلى أن «الداخلية» ناشدت منذ أسبوعين وسائل الإعلام والصحفيين بالحذر من تلك الجماعات الإرهابية المتواجدة فى منطقة عين شمس.

قالت عبير سعدى حول مقتل الزميلة ميادة أشرف للنهار: استشهد الزميل أحمد محمود برصاصة فى الرأس 29 يناير 2011 ثم الشهيد الحسينى أبو ضيف برصاصة فى الرأس ديسمبر 2012 ثم جاء عام 2013 لتحتل مصر المركز الثالث عالميا فى عدد قتلى الصحفيين بعد سوريا والعراق مع استشهاد 7 صحفيين فى أقل من شهرين من 27 يونيو حتى 20 أغسطس 2013 … و الآن يستمر مسلسل القتل بالشهيدة ميادة أشرف التى اغتالت شبابها رصاصة فى الرأس خلال أدائها.

مازالت الى الآن كل قضايا شهداء الصحافة متداولة فى اروقة المحاكم وفى ادراج النيابات ولن نصل يوما الى قاتل او جان او حتى قانون يحمى الصحفيين الميدانيين من الاستهداف او استغلال دمائهم فى مواقف سياسية لا معنى لها.