النهار
الأربعاء 30 يوليو 2025 11:36 مـ 4 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

مهرجان القاهرة يعرض الفيلم الممنوع من العرض فى إيران للمخرج كريروستامى

كتبت : هبة الحسينىعرض ضمن فاعليات مهرجان القاهره السينمائى الدولى فيلم (نسخه مصدقه) او (نسخه طبق الاصل ) للمخرج الايرانى عياس كيروستامى و بالرغم من كون موضوع الفيلم رومانسى انسانى بحت الى انه كلما ذكر اسمه اقترن باحاديث سياسيه حيث لم يصحب فيلم رومانسيا كل هذه التعليقات السياسيه قبله , منذ اشتراك فيلم نسخه طبق الاصل فى مهرجان كان وحصول بطلته جولييت بينوش جائزه احسن ممثله وبكائها فى ندوه الفيلم تاثرا من اضراب المخرج الايرانى المعتقل فى ايران فى ذاك الوقت جعفر بناهى وهو صديق مقرب وتلميذ لمخرج الفيلم عباس كرستامى وصعدت بينوش على السرح تتسلم الجائزه فى كان حامله لافته تحمل اسم بناهى معلنه دعمها له., ثم تلى ذلك منع عرض الفيلم فى ايران وصرح احد المسؤولين هناك ان الفيلم سيعرض فقط فى الاوساط الفنيه للنقاد اما عرضه للجمهور فهو مستحيل بسبب ملابس جولييت بينوش , ثم ياتى الرد سريعا بعد عده اشهر فى مهرجان ابوظبى الذى قدم اول عرض للفيلم فى الشرق الاوسط فى قصر الامارات مما فسره الكثيرون انه يتضمن رسائل سياسيه بين السطور بين الامارات وايران حيث انهم لم يكتفوا بعرض الفيلم بل استضافوا مخرجه عباس كرستامى الذى يعانى من الاضهاد فى بلاده وجعلوه رئيس للجنه التحكيم وعرضوا فيلمه الممنوع فى ايران فى محفل غير عادى ,واخيرا جاءت استضافه جولييت بينوش نفسها فى مهرجان القاهره وعرض الفيلم لمره الثانيه فى الشرق الاوسط تلك التى حملتها ايران جريره منع الفيلم من العرض بسبب ملابسها , كأن الدول الغربيه والعربيه اتفقت على دعم كل المبدعين المغضوب عليهم فى ايران , ورغم ان الفيلم يستحق الاحتفاء والتكريم والمشاهده الا ان الظروفه المحيطه به جعلت دائما الامر يفسر وفقا لواقع سياسى , ولو ان هذا الفيلم الانسانى التاملى كان يحمل توقيع مخرج ايطالى او فرنسى لما صاحبته كل هذه الضجه السياسيه ولسمحت لنا الفرصه ان نتامل هذا العمل فنيا .هذا الفيلم الذى يمثل مزيج من مدرسه الواقعيه الايطاليه والمدرسه الفرنسيه الحديثه وهى احدى السمات الواضحه فى تاثر كثير من مخرجى ايران بالسينما الاوروبيه , يحكى الفيلم قصه خلال يومين يعرض فيهما المخرج العلاقه المتناقضه بين طبيعه الرجل والمراه , من خلال قصه حب بين كاتب انجليزى ونحاته فرنسيه يتقابلان فى ايطاليا من خلالهما نغوص فى اعماق الرجل والمراه وندرك اكثر طبيعه العلاقه المتباينه بينهما ولكن باسلوب بسيط وحساس اختار المخرج ان تعبر عن المراه فنانه فرنسيه تنتمى لعاصمه الرومانسيه باريس وان يقدم الرجل شخصيه كاتب وباحث انجليزى يغلف احاسيسه دائما اطار من البروده التى تملا اجواء بلاده , يتقابلان فى عاصمه الفلاسفه روما ليدور بينهما حوار انسانى فلسفى ياخذ المشاهد ببساطه وسهوله الى مايدور فى منزله مع زوجته من احداث يوميه او يجعل المراه وهى تشاهد تسقط الحوار على شريك حياتها الذى يجلس جوارها ,, والفيلم انتاج ايطالى فرنسى مشترك يعد اول اعمال كروستامى خارج ايران , ولقد عانى كثيرا من صعوبه تصوير الافلام داخل ايران وكذلك عانى من منع عرض افلامه, ولكن بالرغم من ذلك تحلى بقدر من الذكاء فى تجربته الاولى خارج ايران , فبالرغم من كونه قادرا على التحرر من القيود الا ان فيلمه خلا من اى مشاهد قد تتحفظ عليها بعض الثقافات ولا سيما الحكومه الايرانيه , التى لم تجد فى النهايه سببا لتبرر به منعها للفيلم الا ان تتذرع بملابس جولييت بينوش التى لا تظهر فى الفيلم الى بثوبين فقط احدهما بلا اكمام كأن المقياس لدى الحكومه الايرانيه هى ذراعى بينوش اللتين تشكلان خطرا على الثقافه الايرانيه!!!,وبينوش لم تتطرق فى الندوه التى سبقت عرض الفيلم لهذا الموضوع على العكس تحدثت وتفاعلت مع الجمهور ببساطه وحب عن تجربتها مع كيروسانى التى تحكى عن قصتها معه قائلا : تقابلنا بالصدفه فى احدى المؤتمرات ثم طلب منى زياره طهران فى البدايه ترددت وقلت له ساقتل هناك الا اننى عندما سافرت شعرت بكثير من الراحه فى منزله واصبحنا اصدقاء كذلك عندما تعرفت اكثر على الثقافه الايرانيه وجدت ان المراه الايرانيه عندما تعود لمنزلها وتخلع الزى الايرانى فانها تكون مثلها مثل اى امراه فرنسيه او ايطاليه , واعتقد انه عندما يقدم مخرج ايرانى فيلم كهذا يعبر فيه عن مشاعر المراه بهذا الرقى والسمو والاحساس فانه يثبت مدى احترامه للمراه