قالت ان 7.5 مليون مصري يعيشون في الخارج
عائشة عبد الهادي : نتواصل مع المغتربين بالخارج بشكل فاعل

اكدت عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة اهتمام الحكومة بالتواصل مع المغتربين المصريين في الخارج ومد جسور التعاون معهم في شتى المجالات .وقالت ان الحكومة تعمل على التحاور مع الجاليات وبحث متطلباتهم ووضع الآليات اللازمة للاستفادة من خبراتهم ، لافتة الى ان الحكومة تعنى باوضاع الجاليات في الخارج عبر قنصلياتها المتعددة في الخارج وكذلك الموقع الالكتروني لوزارة القوى العاملة والهجرة والمراكز المتخصصة وهو تواصل ليس شكليا وانما تواصل معرفي ونسعى لحل مشكلات الجاليات المصرية بالخارج .وأعلنت عبد الهادي أن مصر ستنظم خلال العام المقبل مؤتمرا للمرأة المهاجرة وذلك في إطار اهتمام الوزارة بالمغتربين المصريين في الخارج ، مشيرة إلى أن مصر لديها 5ر7 مليون مغترب .جاء ذلك خلال اعمال المؤتمر الأول للمغتربين العرب الذي بدأت اعماله اليوم بالجامعة العربية تحت شعار جسر التواصل والذي افتتحه عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بحضور ممثلي الجاليات العربية في الخارج والسفراء.وقالت إن المغتربين العرب سفراء فوق العادة ، مشيرة إلى أن مصر كانت تقدمت بالتعاون مع سوريا بمبادرة لعقد هذا المؤتمر عام 2008 .وأضافت : إننا في مصر لنا اهتمام كبير بأبناء الوطن في الخارج ، مشيرة إلى أنها تقوم بمتابعة شبه يومية لشئونهم منذ توليها مسئولية الوزارة في عام 2005 .وأكدت أهمية التواصل مع المهمشين من المغتربين العرب مثلما يتم التواصل والعلماء والنخبة منهم .وأشارت إلى وزارة القوى العاملة والهجرة عقدت العديد من المؤتمر مع العديد من الجاليات المصرية في الخارج ، كما شاركت في المنتديات الدولية الخاصة بالهجرة آخرها في المكسيك عام 2010 .وأكدت أهمية الالتقاء مع العلماء المصريين والعرب في الخارج للاستفادة من هذه الثروة البشرية الكبيرة التي يمتلكها الوطن العربي التي استفاد بها غيرنا كثيرون ، وقالت إننا كعرب نعتبر أنفسنا مقصرين في هذا الأمر.واشارت الى اهمية دور المجتمع المدني في توعية المتجهين للعمل بالخارج من اجل التواصل مع اوطانهم بشكل فاعل .وأضافت ان هذا المؤتمر المهم يعبر عن رغبة الوطن العربي في تعميق العلاقات مع هذه الجاليات العربية التي تتبوأ مكانة مرموقة في الكثير من المجالات وبرز منهم العديد من العلماء والمفكرين .واشارت الى اهمية الخروج ببرامج عمل من خلال هذا المؤتمر تعمق التواصل العربي مع ابناء الجاليات .من جانبه أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية اهمية تعميق جسور التواصل بين المغتربين العرب واوطانهم الأم ، لافتا الى حرص الجامعة على الاهتمام بالجاليات العربية باعتبارهم فخر لأوطانهم في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها .وأكد موسى أهمية هذا المؤتمر حيث يجمع ممثلين من ابناء الوطن العربي الذين هاجروا الى مجتمعات أخرى ، موضحا ان الاهتمام بأوضاع الجاليات العربية في الخارج بحاجة الى وضع آليات تمكن من التواصل البناء مع هذه الجاليات التي تشكل امتدادا للعالم العربي في الخارج .واشار موسى الى أن هذا التواصل مع الجاليات يكتسب اهمية كبيرة خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجهنا وفي مقدمتها تغير المشهد الدولي الذي احدث تغييرا في العلاقات بين الشعوب ، وخلف اثارا سلبية عانت منها دول المنطقة والجاليات العربية في الخارج ومن ابرز هذه السلبيات ما يتعلق بصراع الحضارات الذي خلق موقفا جديدا ووتداعيات خطيرة لكن الموقف العربي ظل مستندا على اسس التاريخ وكانت رسالتنا هي هي انه رغم وجود الصراع بين الثقافات والحضارات منذ القدم الا ان الصراع في القرن الحادي والعشرين وما خلفه من صدامات يستند على مبررات غاية في السلبية تجعل من الاهمية اعادة النظر في امكانية استمرار هذا التصادم أم امكانية معالجة الخلل والتوجه نحو تحالف الحضارات على غرار ما فعلته تركيا واسبانيا .ونبه موسى الى ان العديد من الدول تعاملت مع هذا الامر من خلال جالياتها في الخارج وخلق الوعي لديها بأهمية الحوار مع الآخر لافتا الى أنه آن الاوان لوقفة عربية جادة تعالج الخلل في العلاقات مع الآخر ومواجهة الاثار السلبية لهذا الخلل على المستويات الانسانية والسياسية والرسمية.ونبه موسى الى أنه منذ تفاقم تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر2000 والجانب العربي يرد على كثير من الاتهامات الغربية وشاركت الجامعة العربية في العديد من المنتديات العالمية وابرزت الصورة الصحيحة للعالم العربي والاسلام وما زال العمل متواصلا في المجالات السياسية والثقافية وغيرها، كما يتم تدارس سبل التواصل الفاعل مع العلماء والادباء العرب في المهجر .وقال موسى ان هذا التواصل من شأنه تعميق الصلة مع الجاليات العربية في شتى المجالات ، كما أنه لا يجب اغفال ان جزءا كبيرا من الجاليات العربية يعانون الفقر والتمييز والتهديد ، ومن هنا لابد من تضافر جهود المجتمع المدني أيضا للنهوض بالأوضاع العامة للجاليات ودراسة دور المغتربين في النهوض بالتنمية وايجاد دور تنظيمي للتعامل مع المغتربين العرب ، لافتا الى اهمية دورية انعقاد هذا المؤتمر بحضور ممثلي الجاليات العربية في الخارج لوضع اطر للتواصل تحقق الاستفادة للجميع.العلم والانسانيةكما اشار السير مجدي يعقوب الجراح العالمي الى الاهمية القصوى التي يكتسبها المؤتمر لتوطيد الصلات بين المغتربين العرب وبلدانهم .واستعرض تجربته كجراح عالمي لافتا الى انها تجربة ترتكز على العلم وارتباط العلم بالطب وكذلك العامل الانساني ، معربا عن أمله في ازدهار العلم والطب وزيادة الكفاءات العربية في الوطن العربي الذي يستحق الكثير من ابنائه في الداخل والخارج ، ولفت الى اهمية زيادة الوعي بمخاطر امراض القلب المتزايدة في المنطقة حيث يتوفى سنويا 20 مليون مريض بالقلب وامراض الشرايين في الدول النامية نظرا للنزاعات والخلافات والحروب ولذلك لابد من تضافر الجهود الانسانية وكذلك جهود المجتمع المدني لانقاذ هؤلاء المرضى.من جانبه اكد د. نبيل الحجار نائب رئيس جامعة ليل المكلف بشؤون الثقافة والاتصالات اهمية هذه المبادرة التي اطلقتها الجامعة العربية بتنظيم مؤتمر يجمع المغتربين العرب لبحث سبل تعزيز التواصل معهم وتمتين علاقاتهم بالوطن الام ، لافتا الى ان الهجرة ارتبطت منذ القدم بحالات التنقل والشعور بالضياع والحاجة الاقتصادية والفقر وحالات الخوف في ظل غياب حرية الكلمة والتعبير سياسيا وفكريا .واكد اهمية وضع اطر للاستفادة من مقدرات المغتربين العرب لانهم يشكلون ثراءا للمجتمعات الجديدة التي يهاجرون اليها وهناك الكثيرين منهم فقدوا مقومات الانتماء وينتظرون لفتة من بلدانهم الاصلية وجسورا للتواصل يعبروا عليها ليقدموا الكثير لأوطانهم ومن ثم فانه يقع على عاتق المؤتمر حصر كل ما يمكن أن يقدمه العرب لبلادهم لجني ثمار هذا التواصل ووضع آليات تسمح بالعمل المشترك الفاعل.ويناقش المؤتمر قضايا المغتربين العرب من خلال ثلاثة محاور رئيسية ، يختص الأول بدور منظمات المجتمع المدنى فى النهوض بالاوضاع العامه للجاليات العربية من الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، بينما يختص الثانى بدور المغتربين العرب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والاديان ، ويبحث المحور الثالث للمؤتمر فى ايجاد اطار تنظيمى للمغتربين العرب .ويشارك في المؤتمر عدد من رموز الجاليات العربية بالاضافة الى سفراء الدول الاجنبية وممثلى المنظمات الدولية والاقليمية .