وكلف وزير المالية الكاميرونى السابق ببلورتها
صندوق النقد الأفريقى فكرة قدمها الإتحاد الأفريقى

حوار/ سحر رجب ، ترجمة / أحمد مالك* تشهد سفارة الكاميرون بالقاهرة هذه الفترة نشاطا محموما فى العمل على تطوير العلاقات المصرية الكاميرونية ، وقد إتضح ذلك جليا فى سلسة اللقاءات مع الإعلاميين ورجال الأعمال ونشر الكتيبات التعرفية بالكاميرون ، ومحاولة توفير المعلومات عن سبل الإستثمار بالكاميرون كدولة مستقرة وذات بنية تحتية جيدة غنية بالموارد التى تحتاجها كثير من الدول فى التعاون الإقتصادى ، والفائدة المشتركة لمصلحة الشعوب ،يقود هذا النشاط الدكتور محمدو لبرنغ، سفير الكاميرون الحالى بمصر، وهو رجل متفتح المدارك يحمل خبرات كبيرة فى مجال عمله ، ويعمل بجد وبشكل مدروس ومخطط فى سبيل تنمية العلاقات بين مصر والكاميرون فى كافة المجالات ، وهو يحمل درجة الدكتوراه فى الفلسفة السياسية من جامعة باريس، من ضمن ما يحمله من شهادات فى الفلسفة والإدارة ، واللغات وعلوم الحاسوب ، من الكاميرون والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، كما يجيد التحدث باللغة الإنجليزية والفرنسية ، ويتحدث الألمانية واللغة العربية، وقد شغل كثير من الوظائف العليا بالكاميرون فى رئاسة الجمهورية، حيث كان ملحقا فى رئاسة الجمهورية ، ثم نائبا للأمين العام لرئاسة الجمهورية ، ووزيرا مندوبا من الرئاسة للتفتيش العام بالدولة.وقبل أن ياتى إلى مصر عمل الدكتور محمدو لبرنغ ، سفيرا للكاميرون بمعظم الدول العربية مثل السعودية والبحرين والكويت والأمارات وقطر وعمان والسودان ، بالإضافة لتركيا .كما تقلد سفير الكاميرون بالقاهرة منصب المدير التنفيذى لبنك التنمية الإسلامى ،ومندوب الكاميرون الدائم لدى منظمة المؤتمر الاسلامى، بالإضافة إلى عمله بمؤسسات مالية أخرى بالكاميرون.* ألتقينا بالدكتور محمد لبرنغ سفير الكاميرون بمصر حامل وسام الفارس من الكاميرون ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من السعودية ، إلتقينا معه وطرحنا عليه تساؤلاتنا حول علاقات الكاميرون بمصر والإقتصاد الكاميرونى وغيرها .. فكان التالى هو محصلة هذا اللقاء:* ما هى طبيعة العلاقات بين مصر والكاميرون فى الفترة الحالية ؟**علاقاتنا جيدة مع مصر ، وسوف يكون هناك لقا ء مصرى كاميرونى مشترك مرتقب خلال شهر أبريل القادم ، أو فى النصف الأول من العام القادم 2010 فى ( ياوندى )عاصمة الكاميرون ، للتباحث حول العلاقات المصرية الكاميرونية ، ويعتبر هذه الإجتماع أو الملتقى الدورى السادس بين مصر والكاميرون ، للتباحث حول العلاقات المصرية الكاميرونية ، ومناقشة ما يمكن عمله للإرتقاء بهذه العلاقات ، وهناك تشاور مستمر مع السفير الجديد إبراهيم حافظ سفير مصر فى الكاميرون ، الذ ى تم تعينه سفيرا لمصر فى الكاميرون فى الأيام القليلة الماضية ،وهو شخص ديناميكى وسفير متميز ، وقد سلم أوراق إعتماده سفير للكاميرون منذ عشرة أيام ، سوف نتبادل الإتصال على أن يتم التنسيق لهذا الملتقى بشكل جيد ، و يضم هذا اللقاء جميع الجهات السياسية والإقتصادية، و بجانب الملتقى سوف يتم التنسيق لملتقى لرجال الأعمال ، وسوف يقام معرضا للمنتجات المصرية فى ياوندى خلال الملتقى .ما مدى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على الإقتصاد الكاميرونى ؟** بكل تأكيد أن الأزمة المالية العالمية أثرت على الإقتصاد الكاميرونى ،وذلك لأننا جزء من الإقتصاد العالمى ، فبالتأكيد تاثرنا ولكن ليس بنفس القدر الذى أثرت به على الإقتصاديات الكبرى ، الإقتصاد الكاميرونى تأثر، ولكن أيضا هذا التأثير كان قليل جدا مقارنة مع بعض الدول الأفريقية الآخرى، فالكاميرون تتمتع بإكتفاء ذاتى من السلع الغذائية ، والكاميرون لديها القليل من البترول ونستورد بقية إحتياجاتنا منه ، مما يعنى أن اقتصاد الكاميرون يعتمد على المدخلات من السلع الاولية ، بالتالى لم نتأثركثيرا ، فالأزمة المالية العالمية أثرت على الدول الصناعية الكبرى لأن إقتصادياتها تعتمد بشكل أساسى على منتجات كبرى مثل العقارات ، والإعتماد على المعاملات البنكية وغيرها ، وبالتالى يواجهة المواطن فيها بعدم قدرته على الوفاء بإلتزاماته تجاه التضخم الكبير الذى تخلقه تعاملات البنوك ، الشئ الوحيد الذى تضررنا منه قد يكون فى مجال تعاملاتنا مع هذه الإقتصادات الكبرى فى العالم عن طريق الإستيراد والتصدير ، فقد أثرت الأزمة على تخلف كميات كبيرة من منتجاتنا عن التصدير لفترة من الزمن ،لكن ما أن تعافت هذه الإقتصادات قليلا ، وعادت إلى ضخ الأموال فى البنوك ، عدنا إلى تصدير منتجاتنا إليها ، وخلال كل ذلك ظل الأقتصاد الكاميرونى داخليا مستقربسبب الإكتفاء الذاتى .لماذا يعد الاقتصاد الكاميرونى من أفضل الإقتصاديات التى تقوم على السلع الأولية فى وسط افريقيا ؟**أولا: لأن دولة الكاميرون تستمتع بالسلام فى ظل سيادة الرئيس الكاميرون ، بول بييا.- ثانيا نظرا لتنوع موارد ومصادر الاقتصاد الكاميرونى ، بالأضافة إلى تنوع المنتج الزراعى ، حيث ينمو فى الكاميرون أى محصول من المحاصيل التى تزرع فى أفريقيا بأكملها- ويعود ذلك إلى تنوع المناخ فى الكاميرون، التى تتوفر فيها كل مناخات القارة الأفريقية تقريبا، بدءأ َمن المناخ الصحراوى الذى يسود المناطق الشمالية مرورا بالسافانا وشبه السافانا ، والمناخ الإستوائى وغيره ، هذا بالأضافة إلى قربنا من المحيط الأطلنطى ، مما يؤدى لخلق مناطق إنتاج متعددة ، ونحن نملك بنية تحتية جيدة وطرق وكبارى ومطارات تم التخطيط لها ، وتنفيذها عبر مراحل لخدمة البلاد والمواطنين هذا الشئ هو الأساسى ، بالإضافة إلى الموقع الإستيراتيجى للكاميرون، الذي يتمتع بقربه من المحيط ومنتصف إفريقيا، حيث تمر جميع الواردات أو الصادرات من المحيط عبر الكاميرون إلى جميع الدول الأفريقية المجاورة كالكنغو ،وتشاد ، أفريقيا الوسطى ، والجابون ، وتعتبر الكاميرون هى بوابتها الرئيسية على المحيط،كذلك تعتمد الكاميرون رسميا لغتين للتخاطب والتعامل فى البلاد، وهما اللغة الانجليزية والفرنسية، وهما مستخدمتان ومعترف بهما حكوميا ويستخدمان فى جميع دواوين الحكومة معا ، مما يجعل الكاميرون دولة ربط هامة فى وسط أفريقيا .تضافرت هذه العوامل معا لتجعل من الكاميرون دولة مميزة تنتج حوالى 50%من الناتج القومى الإجمالى لدول وسط أفريقيا ،ومن أكثر الدول تميزا فى السوق المشتركة لدول وسط أفريقيا ،المعروف باسم: سيماك ( CEMAC) .*هل أثر ارتفاع الأسعار عالميا على كمية المنتج من النفط والكاكاو فى الاقتصاد الكاميرونى ؟** تعتبر الكاميرون هى الدولة السادسة عالميا فى إنتاج الكاكاو، وتنتج كذلك كمية محدودة من النفط ، ولذلك إرتفاع هذه الأسعار، يعتبر مفيدا دون شك للإقتصاد الكاميرون .ما هى المعوقات التى تواجه الإستثمار والمنتجات الكاميرونية فى الأسواق الخارجية من وجهة نظركم ؟** المسألة الأساسية التى نعانيها فى مسالة الإستثمار فى الكاميرون،وكما يحدث فى كثير من الدول الأفريقية هى قلة المعلومات ، وعدم معرفة الناس الكثيرعن الكاميرون ، حيث يوجد العديد من الفرص المتاحة ، ولكن الناس لاتعلم عنها شيئا ، وبالتالى علينا أن نجعل من هذه الفرص أمرا متاحا للجميع ، بالأضافة إلى أننا كسائر البلدان الأفريقية نواجهه مشكلة المنافسة ، لأن الإقتصاد العالمى أصبح إقتصاد واحد، وبالتالى تتنافس معنا إقتصاديات كبرى فى هذا المجال ، لذلك نواجه منافسة الإقتصاديات الكبرى التي تنتج منتجات رخيصة ، بسبب قلة تكاليف هذا الإنتاج ، نسبة لرخص الأيدى العاملة لديها ، كما هو الأمر مع دول مثل أندونيسيا وغيرها، بالتالى تجد المنتجات الكاميرونية أو الأفريقية منافسة قوية فى الأسواق الخارجية .من وجهة نظركم ما حل هذه المشكلة ؟** أعتقد أن حل هذه المشكلة هو أنشاء سوق أفريقية للإقتصاديات الأفريقية، ونقوم بحمايتها من الإقتصاديات الكبرى ، وتخفيف وطء البيراقراطية فى الدول الأفريقية فى الدول التي من ضمنها الكاميرون، وتسهيل الروتين الأدارى أمام المستثمرين .مصر سوق جيد للأخشاب، ما مدى التعاون معها فى هذا المجال ؟** أعتقد أن هذا صحيح فالكاميرون بلد به أخشاب من أجود أنواع الأخشاب فى أفريقيا ، وقد يكون هذا مجال مفيد للتعاون بين البلدين من ضمن مجالات عديدة أخرى، ونحن الأن ندرس كيفية الإستفادة من هذه الأشياء ،ووضع الخطط والبرامج لذلك، ونعمل الأن في خطوات جادة للإعداد لإستضافة وزير الغابات الكاميرونى لزيارة مصر، وذلك للتنسيق مع رصيفه المصري وعرض المنتج الكاميرونى للنظر فيما يمكن فعله .صندوق النقد الأفريقى يعتبر أحدى المؤسسات الأفريقية المرتقبة ماتعليقكم.؟** هى فكرة جديدة تم طرحها فى القمة الأفريقية ، و لم تدخل حيز التنفيذ بعد ، وهى فكرة الإتحاد الأفريقى ، وقد تم تكليف صديقى وزير المالية الكاميرونى السابق ببلورتها وإعدادها للتطبيق، لتكون على نسق صندوق النقد الدولى ، وبكل تأكيد إذا تم تبنى هذه الفكرة فإنه أمر سيكون أكثر فائدة للإقتصاد الأفريقي وأداة فعالة لتنميته وتطويره ، وسيجعله إقتصاد أكثر شفافية وفاعلية، وما زالت الفكرة لم تخرج إلى حيز الوجود بعد .