الأحد 19 مايو 2024 04:35 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إهداء درع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إلى رئيس جامعة القاهرة تقديرا للتقدم العالمي الكبير للجامعة وزيرة التعاون الدولي: أكثر من 10.3 مليار دولار تمويلات مُيسرة واستثمارات للقطاع الخاص من شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين خلال 4 سنوات وزيرة التعاون الدولي: مشروعات قطاع البيئة تضم 8 مشروعات بتمويلات تنموية 380 مليون دولار وزارة التجارة والصناعة تستضيف اجتماع لجنة المنطقة الصناعية بأبو زنيمة وزير السياحة والآثار يبحث مع سفير تونس بالقاهرة أوجه التعاون بين البلدين وزير العمل يُعلن عدم إدراج مصر على قائمة الملاحظات الدولية لعام 2024 إطلاق الدورة الثانية لملتقى تمكين المرأة بالفن بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي والهجرة ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر بالمتحف القومي للحضارة ”تعليم البحيرة” أول الجمهورية في مسابقة ”التوعية ضد المخاطر الرقمية” للمرحلة الثانوية المشدد 3 سنوات لموظف لتهديده شخص عبر مواقع التواصل الاجتماعى بكفر شكر مسافرون للسياحة تضع رؤيتها للترويج عالميا لجنوب سيناء سفير مالطا في زيارة لمكتبة الإسكندرية مرافعة قوية من النيابة العامة بقضية مقتل شاب علي يد والدته وزوجها وآخر بشبرا الخيمة

أهم الأخبار

ننفرد بنشر حقيقة انتماء القيادى الإخوانى صبحى صالح إلى جماعة «الهيبز» أثناء دراسته بالجامعة

صبحي صالح
صبحي صالح

>> القصة الكاملة لإمبراطورية " الصول" من فقر الناصرية إلي رأسمالية الإخوان
>> يمتلك فيلا بالكينج و300 فدان ببحيرة مريوط وعدة شقق تمليك بأرقي أحياء الإسكندرية وسيارات أحدث موديل
>> كان عضوا بـمنظمة الشباب الاشتراكي وناصريا حتى النخاع .. سافر إلى القاهرة ليحضر جنازة الزعيم جمال عبد الناصر
>> فى السنة الأولى له في كلية الحقوق تعرف على أحمد الحمراوى أحد قيادات الإخوان ومن وقتها أصبح عضوا هاما بالجماعة

حاول صبحي صالح طيلة حياته السياسية الهروب من الماضي كمساعد في البحرية "صول"، فدرس القانون وعمل محاميا حتى جاءت ثورة يناير ودفع به الإخوان ليكون أحد رجالهم في لجنة التعديلات الدستورية مع المستشار طارق البشري، وراح يروج كونه فقيها قانونيا ودستوريا للجماعة وقبلها كان يشارك في انتخابات نقابة المحامين لتظل صورته كقانوني ونقابي في المشهد وتظل سورا عاليا يخفى وراءه عمله القديم حتى أصبح أحد ترزية القوانين لصالح جماعة الإخوان في مجلس الشورى، يعتبره البعض أحد أركان فساد الحياة السياسية في مصر خلال العامين الماضيين.
تغيرت أحوال "صالح" من مجرد محام "على باب الله" إلى فقيه دستوري ومن مكتب محاماة صغير بشارع الجزائر بالمنشية إلى مكتب فاخر بمنطقة مصطفى كامل أحد أرقى أحياء الإسكندرية، ومن شقة ضيقة بشارع سليم اسكندر بمنطقة "باكوس" الشعبية إلى فيلا بمنطقة كينج مريوط وهى الفيلا التي ألقت قوات الأمن القبض عليه فيها بتهم التحريض على قتل الأطفال وإلقاءهم من أعلى البنايات بمنطقة سيدي جابر، بالإضافة لانضمامه إلى جماعة تمارس العنف وتهدف إلى تعطيل الدستور وأحكام القانون.
جاء القبض على القيادي الاخواني البارز صبحي صالح، عضو مجلس الشورى السابق، بأحد الفيلات بمنطقة كينج مريوط وتحديدا بقرية صغيرة تسمى "نجع الأفراد" القريبة من منطقة بهيج ببرج العرب غرب الإسكندرية، بعد أن ظل مختفيا عن الأنظار والإعلام بعد قيام ثورة 30 يونيه وإعلان خارطة المستقبل بمثابة المفاجأة، حيث لا يعلم العديد امتلاك "صالح" لفيلا يقدر ثمنها بملايين الجنيهات، الفيلا مكونة من طابقين تحيطها الأسوار العالية وباب كبير من الحديد، وبها حمام سباحة وحديقة كبيرة وجراج سيارات.
أكدت مصادر أن "صالح" اشترى قطعة أرض بقرية نجع الأفراد، قبل عامين وقام ببناء الفيلا، دون أن يعلم أحد امتلاكه لها حتى أن أهل القرية فوجئوا بالقبض عليه داخلها، وربما اتبع "الفلوطة" – اللقب الذى يطلق على صالح- السر والكتمان في بناء إمبراطوريته المالية التي وصلت إلى 300 فدان ببحيرة مريوط تخصيص من هيئة حماية أملاك الدولة، حيث أكد مصدر ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ امتلاكه لمئات الأفدنة بمنطقة بحيرة مريوط، بالإضافة إلى امتلاكه لأكثر من شقة تمليك بمنطقتى مصطفى كامل وسموحة، فضلا عن عدد من السيارات الملاكي أحدث الموديلات والماركات.
ولد صبحي صالح موسى أبو عاصي في 19 سبتمبر عام 1953فى قرية محل زياد بمحافظة الغربية، حصل على دبلوم الثانوي التجاري في العام الدراسي 1970، ثم سافر للإسكندرية وتطوع بالقوات البحرية وعمل بقسم الحسابات، حتى وصل إلي درجة (صول) وفى هذه الأثناء التحق بكلية الحقوق، أنهى خدمته العسكرية عام 1980 وتفرغ للمحاماة حيث افتتح مكتبا بمنطقة "باكوس" ثم نقله بعد ذلك إلى المنشية بشارع الجزائر، ومكتبه حاليا بمنطقة مصطفي كامل.
قال عنه مرتضى منصور المحامي انه تم طرده من البحرية بسبب سرقة المخالي، بينما ذهب البعض الآخر إلي إنهاء خدمته لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.
حياة الرجل من بدايتها غريبة ومليئة بالتناقضات وهو ما يفسر تقدمه مؤخرا لإدارة سجن برج العرب بطلب عرضه على طبيب نفسي بعدما رفضت النيابة إخلاء سبيله وتجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، حيث أكد "صالح" أنه يعالج نفسيا منذ 5 سنوات .
بدأت "عجائب" الرجل تظهر عندما تحول من النقيض إلي النقيض، فبعد أن أعتنق الناصرية كفكرة تحول إلي الإخوان بعدما انتهى العصر الناصري وبدأ عصر السادات وما صاحبه من تكوين قواعد الجماعة الإسلامية.
وشكلت الظروف السياسية التي لازمته منذ ميلاده عقب ثورة 52 وما صاحبها من أحداث تعلم فيها أن يكون ناصريا بــ"منظمة الشباب الاشتراكي " فالرجل كان ناصريا حتى النخاع حتى أنه سافر إلى القاهرة ليحضر جنازة الزعيم جمال عبد الناصر وظل كذلك حتى عام 72, حتى كانت السنة الأولى له في كلية الحقوق تعرف خلالها على أحمد الحمراوى أحد قيادات الجماعة المنشقة حاليا، فبدأ معه في إنشاء جماعة إسلامية بكلية الحقوق، الغريب أن "صالح" كان يدرس في نفس الوقت "الهيبز" وكتبها، فقد كان عضواً بالجماعة إسلامية والهيبز في نفس الوقت !!!
يقول "صالح" أنه نشأ في أسرة متدينة وكانت والدته من عائلة أزهرية تحفظ القران الذي لم يحفظه لانشغاله بحفظ الميثاق ومعالم المعارف الناصرية، ولكن حركة الناصرية داخل الجامعة أعادت له ذاكرة الحي القديم الذي كان يعيش فيه بالمحلة والمسجد الذي كان يرتاده الصوفية ويقيمون فيه الليل بالذكر المعتاد وما وعاه من أوراد وأذكار لازال يردد جانبا منها على حد قوله فى حديث له سابق.
شغل صبحي صالح الرأي العام بتصريحاته المتناقضة، أشهرها عندما قال لا يجوز الإخواني أن يزوج من غير الأخوات, معتبرا أن ذلك يدخل من قبيل استبدال ما هو أدنى بما هو خير، إلا أن النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قاموا بنشر صورة جمعته هو وخطيبة ابنه السافرة.
وقال عندما تم الاعتداء عليه بالإسكندرية "اللهم امتني على دين الإخوان"، لكنه في نص التحقيقات أمام النيابة عندما تم القبض عليه نفى صلته وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين.
بدأ يبرز دور صبحي صالح في نقابة المحاميين بعد أن دفعت به الجماعة على قائمة الإخوان في انتخابات النقابة الفرعية عام 1989، ونجح في دخول المجلس، ليشغل مقعد أمين الصندوق ثم وكيلا لها، وهي الفترة التي صعد فيها نجمه، خاصة لم يكن لديه مخالفات مالية بل على العكس لعب خلالها دور حامى الحمى ووقف ضد نقيب المحاميين وقتها من أجل الدفاع عن حقوق المحامين، كما وقف ضد ما يعرف بجبهة الإصلاح الاخوانى داخل النقابة على غير المتوقع ، مما جعل التيار القومي داخل النقابة يتعاطف معه آنذاك حيث التقيت المصالح.
استطاع بعد ذلك "صالح" خوض انتخابات مجلس النقابة العامة للمحامين والفوز بأحد المقاعد عام 2004 بعدها، دفعت به الجماعة في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة الرمل بالإسكندرية والتي فاز بها عام 2005 لصالح خالد ابو إسماعيل، هزم بعدها في انتخابات الشعب 2010 ، بعدها تم اختياره عضوا في لجنة تعديل الدستور بعد سقوط الرئيس الأسبق مبارك ثم عين من قبل محمد مرسى عضوا بمجلس الشورى.
أصبح صبحي صالح في ذلك الوقت من مشاهير الساسة في مصر وأصبح مكتبه للمحاماة يضم أكبر الموكلين في مجال "البيزنس الإخواني"، من بينهم محمد تاج والمهندس مدحت الحداد قبل أن يتم القبض عليه مؤخرا.