النهار
الإثنين 12 مايو 2025 01:50 صـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

ملكة إنجلترا الملقبة بمارى الدموية

لُقّبت الملكة مارى الأولى بـ"مارى الدموية"، لإعدام أكثر من ثلاثمائة شخص حرقا فى إنجلترا بتهمة الهرطقة فى عهدها، ولدت "مارى" عام 1516 وتوفيت 1558 م، وهى ملكة إنجلترا وأيرلندا من 1553 حتى 1558 م، ووالدها الملك هنرى الثامن، ووالدتها "كاترين من أراغون".

 

تولت الحكم بعد فترة انتقالية شهدت محاولة لتنصيب الليدى جين غراى مكانها، بسبب عقيدتها الكاثوليكية، واجهت "مارى" الأفكار التى حملتها الإصلاحات البروتستانتية، والتى أخذت تنتشر فى البلاد منذ عهد حكم أخيها الملك إدوارد السادس، بعد أن نجحت فى إخماد عدة ثورات استهدفتها شخصيا، أعلَنَت حملتها على أصحاب المذاهب الأخرى، فاضطهدت أتباعها حتى أطلق عليها لقب مارى الدموية، تسببت بعد زواجها من الملك فيليب الثانى من أسبانيا (1554) فى حرب كارثية مع فرنسا.

 

كانت مارى الأولى ابنة الملك هنرى الثامن ملك إنجلترا من زوجته الأولى كاترين داراجون، وكانت تتمتع بكل ميزات من ينشأ تنشئة أميرية، وارثة للعرش، ثم فى أواخر العشرينات من القرن السادس عشر، لما راح الملك يبدى إعجابه بامرأة أخرى هى آن بولين طردت كاترين ومارى من البلاط، وضاعفت مساعيه الشهيرة لفسخ زواجه، ولا عجب أن جعل ذلك مارى تشعر بالمرارة وتصمم على الانتقام.

 

وفى عام ١٥٥٣ م خلفت مارى أخاها غير الشقيق الملك أدوار السادس على عرش إنجلترا بعد محاولة فاشلة قام بها جون دادلى دوق نورثمبرلاند ؛ لوضع كنته اللايدى جين جراى على العرش، وعلى الفور صدر الأمر إلى الأساقفة والعلماء بقبول برنامجها لإعادة المذهب الرومانى، فلما رفضوا، حكم عليهم بالموت حرقاً .

 

وتزوجت مارى الملك فيليب الثانى الأسباني، وكان أصغر منها سناً، وفير مهتم بجمالها، وكانت تتوق إلى أن ترزق طفلاً يكون وارثاً للعرش، وحسبت لفترة من الوقت أنها حامل، ولكنها علمت فى النهاية أنها لم تعد فى سن تسمح لها بذلك، فاستسلمت إلى الرثاء الذاتى .

 

وفى السنة الأخيرة من عهدها الملكى القصير فقدت ميناء كاليه الذى كانت تحتله إنجلترا فى فرنسا، وكان آخر الممتلكات الإنجليزية على البر الرئيسى الفرنسى.

 

قد كانت مارى الابنة الأكبر والأجمل للملك هنرى الثامن وطليقته (زوجته الأولى) كاثرين أراغون عاشت مع أمها تسع سنوات حتى عشق والدها آن بولين وطلق أمها من أجلها وتزوجها من ثم لم تر أمها مجددا حيث كانت مارى الشقيقة الحنونة العاطفية حيث أحسنت زوجة أبيها الثانية آن بولين معاملتها كفتاة وحيدة حتى أنجبت شقيقتها الليدى إليزابيث إليزابيث الأولى وقد أعتنت بشقيقتها جيدا عند إعدام زوجة أبيها ظلما فربت كاليدى محترمة أنيقة ولية عهد وكبيرة بكل الكلمة وعند قدوم أخيها الثانى إدوارد أصبحت تبلغ السادسة عشرة من ثم توفى والدها بشبابها عندما كانت بالخامسة والعشرين وحكم شقيقها خمس سنوات بلغت فيها الثلاثين حيث غضبت عند إجبار شقيقها الطفل وهو على فراش الموت بتسمية العرش على ليدى جين غراى، ومن ثم أعدمتها وتولت الحكم بعمرها الثلاثين، من ثم تزوجها الملك فيليب الثانى وقد شبت ثورات من قبل إسبانيا، ثم كبرت فى السن وأجبرت على الطلاق، وقد عرفت بالملكة الدموية لإعدام ألوف الأشخاص فى عهدها.

 

لم تلد الملكة بعدها أبناء ليرثوا عرش إنجلترا، فقد منعها زوجها السابق فيليب الثانى على أخذ ابنته الوحيدة التى تبلغ الخامسة ولية للعهد، من ثم توفيت وتركت العرش لأختها المفضلة البروستاسية إليزابيث الأولى.