النهار
الجمعة 19 سبتمبر 2025 05:02 صـ 26 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تقسيم سوريا.. تفاصيل الاتفاق بين الشرع وإسرائيل النيران تشتعل في سيارتين على الطريق الدائري.. والحماية المدنية تتدخل في اللحظة الأخيرة السفير عبدالله الرحبي يعلن تفاصيل الدورة الثالثة للمعرض الدولي للتمور والعسل 45 دولة وأكثر من 1300 عارض وعلامة تجارية يجتمعون في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي جامعة طنطا تكرم أوائل الثانوية العامة من أبناء الغربية وتؤكد دعمها للمتفوقين الصحة تثقل مهارات الصحفيون الطبيون.. وورش مكثفة لتعزيز الوعي بالصحة الإنجابية ورؤية مصر 2030 سياسيون وأحزاب: البرلمان لن يشهد تغيرًا كبيرًا الفترة القادمة القائم بأعمال رئيس جامعة مدينة السادات يوجّه الشكر لوزير التعليم العالي ويؤكد مواصلة مسيرة التطوير شركة البناء العربي تُعلن عن خصومات حصرية 100 ألف جنيه لأعضاء النقابات المهنية بمعرض إسكان نقابة التجاريين برلماني: الوحدة الوطنية خط الدفاع الأول في مواجهة حملات التحريض والتشويه منصة إلكترونية جديدة لتسهيل إجراءات الحصول على الوحدات البديلة العالم على حافة الحرب: الصين تعلن خطوطها الحمراء وتضع أمريكا أمام معركة القرن

تقارير ومتابعات

د. كمال حبيب الخبير فى شئون الإسلام السياسى :الإخوان يتجهون لبناء تيار«جديد» يحمل بذور العنف أو مهيأ للانخراط فيه

فى رؤيته لمستقبل جماعة الإخوان المسلمين فى المرحلة المقبلة قال الدكتور «كمال حبيب» الباحث المعروف فى الجماعات الإسلامية وما يعرف باسم الإسلام السياسى : أن ما أراه اليوم هو ذهاب الإخوان وشبابهم إلى ممارسة العنف بلا وعى وتمييز بين الأحكام الشرعية المجردة، وبين تطبيقها فى الواقع، وهو ما يعرف فى علم الأصول بتحقيق المناط، وفى العلوم الاجتماعية نستخدم المقارنة، كما نستخدم التحقيق والفحص فى الواقع الذى نطبق عليه افتراضاتنا وأسئلتنا العلمية.

وأضاف بأن العلوم الاجتماعية لاتكذب، فلدينا شباب جرى تثقيفه وشحنه للجهاد والمواجهة والإجلاب فى الأسر وفى الحلقات العلمية والمكاتب الإدارية، وهنا الفجوة بين القاعدة الشبابية الإخوانية وبين خطاب الجماعة للمجتمع وللناس. الشباب يسمع خطاب الإجلاب، فيكون لديه شحنات نفسية ذات طابع مواجه، وطاقة تسعى للاشتباك والتفاعل، إنه فائض الطاقة الذى يمكن بالضرورة أن يذهب بالإنسان إلى العنف، حتى لو كان عنفا سلبيا، بمعنى أن يدع نفسه فى مواجهة الموت المحقق أو المحتمل بدون امتلاك أسباب لحماية حياته وحياة الآخرين، باعتبار أن ذلك جهاد ومواجهة وشهادة.

وقد واجهت الجماعة فى الستينيات محنة التكفير، حين ظهر الشيخ «على عبده إسماعيل»، وكان من الإخوان وأزهريا فى السجون، وهو من أسس فكر التكفير قبل «شكرى مصطفى»، لكنه لما رأى تناقضات الفكرة ووهنها، أعلن بسرعه أنه يخلع هذا الفكر، كما يخلع قميصه وتبرأ منه، بينما حمله شكرى وأسس له وأحدث به تحديا وفتنة كبيرة فى السبعينيات فى مصر وبلدان عربية أخرى.

وأضاف : كانت السجون فى الستينيات ومع ظهور فكر «سيد قطب» تعج بالأفكار المقاطعة لفكر «حسن البنا»، وتستخدم مصطلحات جديدة مثل الجاهلية والحاكمية والتكفير والتوقف والتبين والعزلة الشعورية، وتأسيس الإسلام من جديد، وكاد هذا الفكر يطيح بأصول فكر البنا وجماعة الإخوان، لولا وجود المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى، الذى وقف فى حسم فى مواجهة هذا الفكر، وانتصر لعقيدة أهل السنة والجماعة، وكتب وغيره كتاب «دعاة لا قضاة»، وهو فى الحقيقة يرد على فكر سيد، ولكنه لم يشر إلى ذلك على الإطلاق فى الكتاب، وقطع الرجل الشجاع دابر فتنة التكفير التى كادت تعصف بالجماعة.

و اليوم تواجه الجماعة فتنة اعتبار العنف أداة رئيسية من أدواتها فى التغيير والتخلى عن الخيار السلمى، الذى انتهجته الجماعة منذ ما قبل السبعينيات وما بعدها، وظهور جيل جديد متأثر بفكر «عمر التلمسانى» المرشد الثالث.. صحيح إنهم يتحدثون عن مظاهرات سلمية، لكنها مع الحشود واجتماع الفئات المحبطة والمهمشة، تنتهى لمواجهات عنيفة تحرق فيها الممتلكات والمؤسسات، وتموت الأنفس رخيصة فى مشاهد معتادة وحزينة لشباب تم دفعه فى هذه المظاهرات ربما لأول مرة.. صحيح إن تحالف دعم الشرعية يتحدث عن السلمية، ولكنه يضم بين جنباته شخصيات لها تاريخ مع العنف، ولا تزال تؤمن به.

كما أن الانفتاح على التيارات السلفية السائلة من قبل الشباب الذين تجاوروا فى رابعة والنهضة سيقود إلى تلاقح الأفكار، وبناء تيار جديد يحمل بذور العنف، أو مهيأ للانخراط فيه، وهو ما يهدد جوهر فكرة السلمية فى الجماعة، خاصة أن الأحداث الأخيرة أثبتت لى أن الجماعة ليست كما كنا نصنفها كباحثين جماعة سياسية، وإنما هى جماعة عقدية، وأن الفرق بينها وبين جماعات العنف فى الواقع هو فرق فى الدرجة، وليس فى النوع، خيار العنف مفتوح على مصراعيه، وربما هذا يفسر مجىء مبادرة «محمد على بشر» كمحاولة للإنقاذ، ولكن لا يوجد داخل الجماعة اليوم قامة فى حجم حسن الهضيبى تقف لتقول لا، وتعلن موقف الجماعة الواضح من العنف.