.. وبدأت الحرب ضد ثلاثى الرعب «دلجا وناهيا وكرداسة»

منذ أن تمت عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة وتسعى جماعة الإخوان وحلفائها لتكوين بؤر جديدة أشد شراسة ولا سيطرة للدولة عليها وبالفعل جرى تكوين ثلاث بؤر دفعة واحدة وصفت بالبؤر الإرهابية فى «كرداسة» و»ناهيا» بالجيزة و «دلجا» بمحافظة المنيا، ومنذ ظهور هذه البؤر وقوى سياسية عديدة وخبراء أمنيون ومواطنون من هذه البلاد يطالبون وزارة الداخلية بالتعامل الحاسم مع تلك البؤر ومنع أى محاولات جديدة لإنشاء بؤر مماثلة مؤكدين أنه لا سبيل للحفاظ على الأمن إلا بتطبيق القانون و أخذ المخالفين بالشدة والحسم حماية للأمن القومى ولإتاحة الفرص للاقتصاد الوطنى للتعافى خاصة وأن ثلاثى الرعب هذا شهد ترويع وحرق للمبانى والمنشآت العامة وتعذيب وسحل وقتل وتمثيل بجثث رجال الأمن بعد قتلهم ببشاعة وأخيراً قررت أجهزة الأمن مدعومة من الجيش بإعلان الحرب على هذه البؤر وتطهيره ومن دلجا فجر الأثنين الماضى بدأ تنفيذ الخطة فما قصة هذا الثلاثى المرعب وما هى نتائج المواجهة معه؟ وإلى أى مدى ستؤثر مداهمة هذه الأوكار على الإرهاب وخططه فى المرحلة المقبلة؟ هذه الأسئلة وغيرها إجاباتها فى السطور التالية...
على بعد أكثر من 60 كيلو متر من مدينة المنيا واكثر من 250 كيلو متر من القاهرة تقع قرية « دلجا « أكبر قرى المنيا هذه المحافظة التى عانت وجارتها أسيوط من ولايات الإرهاب بوقائعه وأسمائه المعروفة والمشهورة و التى منها أسماء بارزة على الساحة الآن كعاصم عبدالماجد الذى أعاد أمجاد الحجاج فى قطف الرؤوس التى أيعنت ..
قصة عصيان واستقلال « دلجا» بدأت بعد عزل مرسى حيث تحولت إلى دولة داخل الدولة وجرى فيها حرق مقر الشرطة والكنائس وأصبحت بلا أمن ولا آمان .. وبعد طول انتظار قامت قوات الجيش والشرطه فجر الأثنين بالهجوم على قريه» دلجا « التابعه لمركز ديرمواس محافظه المنيا.
ولم تكن عملية الاقتحام قرار مفاجىء أو عشوائى ولكنها تمت بعد أيام من الدراسة لطبيعة المنطقة ومداخلها المتعددة التى تم إغلاقها جيداً قبل الاقتحام الذى بدأ من الطريق الصحراوى والزراعى معا أثناء الفجر ، مدعوما بالطائرات.
و قامت قوات الشرطه بفرض الحظر من الصباح الباكر وإخلاء الشوارع فى شرق البلد منطقه (الموقف) تحديدا.
حظر مؤقت
كما تم حظر مؤقت للتجول بقرية «دلجا» وألقت أجهزة الأمن القبض على العشرات من المطلوبين أمنيا والصادر بشأنهم أوامر ضبط وإحضار من النيابة العامة من المتورطين فى اقتحام وحرق مركز شرطة دير مواس ونقطة شرطة دلجا ودير السيدة العذراء والأنبا إبرام الأثرى وبيوت بعض الأقباط بالقرية.
وقد استقبل أهالى «دلجا « القوات الأمنية، المسنودة بمدرعات الجيش، بالتهليل والفرحة، ورحبوا بعودة السيطرة الأمنية للقرية مرددين هتاف «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة».
وبحسب ما قال اللواء أشرف عبد الله، مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي، فإن «قرية دلجا بمحافظة المنيا أصبحت آمنة «.
وأوضح «عبد الله» أن «البؤر فى دلجا بالمنيا كانت إرهابية، وليست إجرامية فقط»، مشيرًا إلى أن «آلاف من عناصر الأمن شاركت فى الحملة الأمنية، والحملة هدفها إحساس المواطن بالأمان».
وأوضح مساعد الوزير أنه تم ضبط 56 شخصًا بقرية دلجا، وفُرض طوق أمنى على القرى المحيطة لضبط باقى العناصر المطلوبة وأكد أنه سيتم عودة الأسر المهجرة من « دلجا « خلال 24 ساعة.
وأكد أن «الحملة الأمنية فيها ليست فرقعة إعلامية، ولكن لإنقاذ وطن وحماية مواطن، وتضم القرى المحيطة والظهير الصحراوى للقضاء على أى بؤرة إرهابية».
كرداسة الهدف القادم
المحطة القادمة بعد « دلجا « هى «كرداسة « بالجيزة والتى ستبدأ عملية اقتحامها خلال أيام خاصة وأن أجهزة الأمن بالجيزة انتهت بالفعل من وضع اللمسات الأخيرة على الخطة المحددة لضبط المتهمين فى أحداث قسم شرطة كرداسة، والتى راح ضحيتها 11 من ضباط وأفراد القسم، الشهر الماضى جرى تعذيبهم بصورة بشعة والتمثيل بالجثث، و قد انتهت مباحث الجيزة، بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطنى، من تحديد وحصر أكثر من 120 متهما من المشاركين فى هذه الأحداث، بعد تفريغ الصور والفيديوهات على مدى عدة أيام ، بجانب 8 متهمين رئيسيين صادرة بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة.
تعهد بالاقتحام
وقد تعهد اللواء أشرف عبد الله، رئيس قطاع الأمن المركزي، للشعب المصري، بالقضاء على الإرهاب فى قرية «كرداسة» خلال أيام، بعدما تم القضاء على الإرهاب فى قرية دلجا بالمنيا.
وأشار مساعد وزير الداخلية إلى أن أجهزة الأمن قررت توجيه الدعوة إلى وسائل الإعلام، والمنظمات الحقوقية، لحضور تنفيذ الحملة المرتقبة، على غرار ما تم فى فض اعتصامى ميدانى رابعة والنهضة الشهر الماضى.
وبحسب مصادر موثوقة فإن الخطة لاقتحام كرداسة تم وضعها بالتنسيق مع القوات المسلحة، وقطاعى الأمن الوطنى، والأمن المركزى، مؤكداً أن عدداً كبيراً من أهالى كرداسة أبدوا تعاونا مع أجهزة الأمن، والنيابة العامة، للوقوف على ملابسات الأحداث، وتحديد المتهمين وتسليم الفيديوهات والصور وإعادة عدد من الأسلحة المسروقة من قسم الشرطة.
لا وساطة
وقد نفت مصادر أمنية موثوقة أى حديث عن وساطة بين الأمن وجماعات العنف فى كرداسة بشأن تسليم المتهمين دون شن الحملة على المنطقة، وأشارت المصادر أنه إذا حاول أحد القيام بهذه الوساطة فأنها ستكون مرفوضة وغير مقبولة واشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن قادرة على ضبط المتهمين وضمان سلامة الأهالى فى نفس الوقت، وأن تفاصيل الخطة وتوقيتها يحظيان بسرية تامة، لضمان النجاح وضبط أكبر عدد من المطلوبين، وإعادة الاستقرار الأمنى للمنطقة، وتسيير مصالح الأهالى.
هذا وينتظر أهالى كرداسة يوم الخلاص من الفزع و الخوف فى أقرب فرصة إضافة إلى الانتقام لضباط شرطة كرداسة من سحل، وقتل، وتمثيل بالجثث .
وتلقى عملية اقتحام « كرداسة « وإنهاء سيطرة الأرهاب عليها ترحيباً من رموز العائلات الكبيرة هناك وأهالى القرية الذين خرجوا - رغم كل ما يتعرضون له من ترهيب - فى مظاهرات ضخمة ترفض الإرهاب تطالب بتطهير كرداسة التى تعد معقلاً للسلفيين والجهاديين، للتأكيد لأبناء الشعب المصرى أن أهالى كرداسة لم يرتكبوا هذا الجرم فى أبنائهم من الضباط والأفراد .
كما نفى كبراء كرداسة صلتهم بإطلاق «اّر بى جي» على مركز كرداسة، أو حرق نقطة شرطة ناهيا، وأن القدر وحده جعل كرداسة موقعاً لاشخاص يعشقون الدماء ويعتبرون انتهاك حرمة الموتى جهاداً فى سبيل الله.
ترسانة أسلحة
وكرداسة كما دلجا تحولت طوال الفترة الماضية إلى ترسانة من الأسلحة، وانتشرت العناصر المسلحة بشوارعها ما جعل عملية اقتحامها ضرورة وقد باتت قريبة للغاية رغم السرية المحاطة بها.
خاصة و أن عدداً كبيراً من الأهالى أبدى تعاوناً كبيراً مع جهات التحقيق حيث تم تسليم فيديوهات كثيرة تتضمن مقاطعاً ترصد ما حدث هناك وما يجرى فى القرية وقد كان لهذه الفيديوهات دوراً مهما فى تحديد العناصر الإجرامية بالقرية وفى التخطيط لعملية الاقتحام التى اقترب موعد تنفيذها.
معقل الجماعات الإسلامية
سير التحقيقات فى «مذبحة قسم كرداسة»، التى راح ضحيتها 11 ضابطًا ومجند أمن مركزي، كشفت عن عمق العلاقة بين مايجرى فى « كرداسة وما يجرى فى «ناهيا « فثمة تشابك كبير بين المنتطقتين المتجاورتين ، وثمة تنسيق بين العناصر الإرهابية فى كرداسة حيث تعد ناهيا، معقل الجماعات الإسلامية، بزعامة عبود وطارق الزمر، ولا يمكن السيطرة على كرداسة إلا بالسيطرة على قرية ناهيا، بحسب أقوال أحد أهالى قرية ناهيا فى أمام النيابة، وكان شاهد عيان على ما جرى بكرداسة ، فإن المتهمين استهدفوا مركز كرداسة، لوجود عداء قديم بين نائب مأمور المركز، وبعض الجماعات المسلحة، وهو ما تطابق مع أقوال أسرة نائب المأمور، التى أكدت تلقيها رسائل من أرقام مجهولة على هاتفه هددته بالقتل، وتابع الشاهد، فى أقواله: «شاهدت الجماعات المسلحة، وهى تمثل بجثث الضحايا، وبعدما قتلوا نائب المأمور أصروا على حمله فوق سيارة ربع نقل إلى منطقة ناهيا، احتفاءً بقتله، والتمثيل بالجثة»، مؤكًدا أنهم ظلوا يرفعون جثته أعلى أعمدة الإنارة، حتى يشاهدها أهالى القرية، انتقامًا من شخصه، وبعدها تم العثور على جثته بترعة الزمر المطلة على مركز ناهيا.
كلمة النهاية
ولهذا فأن خطة اقتحام كرداسة قد تتضمن عملية اقتحام لناهيا للقضاء على ثلاثى الرعب الذى تحول إلى بؤر إرهابية جعلت أنصار العنف والأرهاب يعتقدون أنه بمقدورهم إقامة دويلات داخل الدولة وهى كارثة يجب القضاء عليها حيث أن استمرارها يكرس لمزيد من ظهور البؤر الإجرامية الأخرى والتى ستكون تكلفة القضاء عليها باهظة من الرجال والمال على السواء .