النهار
الجمعة 18 يوليو 2025 03:41 مـ 22 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نخبة سلالات الصقور تحلّق في سماء الرياض 5 أغسطس الصين : أي محاولة لـ”فك الارتباط” بين بكين و واشنطن عنوة محكوم عليها بالفشل وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ومحافظ كفر الشيخ يفتتحون الرحلة الأولي من تطوير ساحة مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بدسوق رئيس مدينة أبوزنيمة يتابع النشاط الصيفى بالمساجد لتعويض محمد صبحي.. الزمالك يقترب من ضم محمد علاء حارس الجونة بعد توضيح اتحاد الكرة.. الزمالك يحسم صفقة عبد الحميد معالي ويقيده تحت السن رسميًا بعد اجتياز الفحص الطبي.. تفاصيل صفقة آدم كايد إلى الزمالك في الميركاتو الصيفي الكرملين يعلق على حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا بنسبة 10%.. انخفاض أسعار البن محلياً بعد التراجع عالميًا بايرن ميونخ يقترب من حسم صفقة لويس دياز.. تطورات متسارعة في المفاوضات مع ليفربول محافظ كفرالشيخ يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة لبحث تطوير شبكة الطرق ودعم الاستثمار والمناطق الصناعية ”الطرق والكباري” تنفي انهيار كوبري مشاة بالطريق الزراعي أمام طوخ

تقارير ومتابعات

اللواء نبيل فؤاد:من يدعون لعمل عسكري ضد اثيوبيا لايفهمون

أكدت مصادر عسكرية أن الأصوات التي تنادي بعمل عسكري ضد أثيوبيا علي خلفية أزمة "سد النهضة" لا تعي ما تقول جيدا، فيما كشفت مصادر بوزارة الموارد المائية والري لـ"النهار" أن مؤشرات تفيد بأن المكان المقرر بناء السد الأثيوبي عليه غير صالح جيولوجيا.

حيث انتقد اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، الأصوات التي تطالب بتوجيه ضربة عسكرية لسد النهضة الأثيوبي، وقال في تصريحات لـ "النهار" إن العلاقة (المصرية - الأثيوبية) علاقة قديمة وأزلية جدا، مشيرا إلي أنه سبق وحدث خلاف بين البلدين أكثر من مرة، خاصة عام 1959، بخصوص ماء النيل أيضا واتفاقية السد العالي، ولكن التفكير في العمل العسكري لم يطرق له أحد قبل ذلك.

وأكد فؤاد أن من يدعون إلي العمل العسكري الآن لا يفهمون كيف تسير العلاقات بين الدول في وقتنا الحالي، مشددا أن العلاقات الدولية لا تدفع في مثل هذا الاتجاه، وتابع مؤكدا أن مصر لن تسمح بنسف علاقتها الأزلية والتاريخية مع أثيوبيا بأيد عسكرية.

ولفت مساعد وزير الدفاع الأسبق، إلي أن هناك أدوات وقوة ناعمة تملكها مصر، يمكن من خلالها تعديل الاتفاقية، وتعديل ما يقوم به الجانب الأثيوبي، موضحا أن المشكلة ليست في السد، حيث أشار إلي أن السد هو سد لتوليد الكهرباء فقط، لذلك هو لا يؤثر ولن ينتقص من المياه المصرية، مضيفا أن المشكلة فقط في مرحلة ملء السد، هل هي ثلاث سنوات أم خمس سنوات أم سبع سنوات.

وأوضح فؤاد أن مدة ملء السد هي التي ستكون محور التفاوض، مشيرا إلي أنه كلما طالت هذه المدة كلما كان ذلك أفضل، لافتا إلي أن الجانب الأثيوبي إذا قرر ملء السد في خمس سنوات سيكون النقص المؤقت لحصة مصر من مياه النيل أكبر من السبع سنوات، أما الخمس فستكون أقل من الثلاث سنوات.

بينما طالب النشطاء السياسيين بضرورة إقالة حكومة قنديل لفشلها في إدارة الأزمة حيث قالت الناشطة السياسية شيماء حمدي، عضو المكتب السياسي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إنه يوما بعد يوم يتأكد الجميع أن الرئيس محمد مرسي غير قادر علي إدارة شئون البلاد، مشيرة إلي أنه وعد بالعمل علي الحفاظ علي حصة مصر من مياه نهر النيل قبل فوزه برئاسة الجمهورية، وعقب توليه الحكم فشل في إدارة ملف "سد النهضة" مثلما فشل في إدارة أشياء كثيرة، علي حد قولها.

وطالب حمدي بإقالة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، ووزير الخارجية ووزير الري والموارد المائية لما وصفته بـ"فشلهم الذريع" في إدارة أزمة مياه نهر النيل وسد النهضة طوال الفترة الماضية. ورأت عضو المكتب السياسي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، أن التدخل العسكري ليس حلا للأزمة، مشددة علي ضرورة حل القضية من خلال الطرق الدبلوماسية الأخري.

أما محمد عثمان، عضو لجنة الاتصال السياسي بحزب "مصر القوية" ، إن تعامل النظام الحاكم مع أزمة سد النهضة الأثيوبي الأخيرة فيها نوع من الارتباك وعدم تحليل الموقف بشكل واضح، لافتا علي أن ذلك هو ما رصده حزبه من تعامل الحكومة مع الأزمة.

وشدد عثمان علي ضرورة استخدام كل الآليات المتاحة للضغط علي الجانب الأثيوبي من أجل الحفاظ علي حق مصر التاريخي في نهر النيل وحق الشعوب الأخري التي تسعي لنهضتها بالشكل الذي تراه بما لا يضر بحق الشعوب الأخري.

و قالت مصادر مطلعة بوزارة الموارد المائية والري، إن المؤشرات والمعلومات تشير إلي أن لسد النهضة أثار سلبية علي مصر وأثيوبيا نفسها الدولة مقيمة السد، مضيفة أن الدراسة تقول أن المنطقة التي يتم بناء السد فيها جيولوجيا لا تتحمل بناء السد، وفي حالة بناءه عند ملئه سينهار تماما وسيغرق السودان.

ولفتت المصادر إلي أنه في حال بناء السد واحتمال الأرض التي سيقام عليه له ستكون مشكلة مصر في فترة ملء السد فقط، مؤكدة أنه لو وصل ببطء سيكون تأثيره أقل، موضحة أن الأفضل أن يتم ملء السد علي فترة طويلة، استطردت قائلة أن سياسة ملء السد هي التي ستحل الأزمة، إضافة إلي أن ملء السد في ثلاث سنوات يعني أن حجم المياه التي ستمنع عن مصر أكبر مما يعني بوار أراضي زراعية كثيرة وسوف تأثر علي إنتاجية السد العالي من الكهرباء، أما ملئه علي خمس سنوات فسيكون أفضل حالا، أما ملئه علي سبع سنوات سيكون جيد جدا بكل تأكيد، بحسب قولها، لأن تأثيره سيكون قليل جدا بالمقارنة بالملء في ثلاث سنوات.

وأشارت المصادر إلي أن أثيوبيا تعاني من تمويل السد، موضحة أن الصين انسحبت من عملية التمويل لأن لها مصالح أكبر مع مصر من تلك التي مع أثيوبيا.

وتري أثيوبيا أن مشروع سد النهضة سيمكنها من توفير الكهرباء اللازمة لإقامة مشاريع تنموية تنهض باستثمارها، وقال الكاتب الإثيوبي "ميركب نيجاش"، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "جيما" الإثيوبية، أن عدم قدرة إثيوبيا علي الاستفادة من نهر النيل كان أكثر قهراً وإهانة للإثيوبيين من الغزو الاستعماري الأوروبي، معتبرا سد النهضة بأنه يمثل نهضة إثيوبيا كلها.

وأضاف الكاتب الأثيوبي في مقاله نشره بصحيفة "إثيوبيا نيوز": إن نهر النيل بالنسبة لإثيوبيا كان رمزاً للذل الوطني وسيصبح رمزاً للخلاص الوطني في المستقبل، داعياً إلي تخيل ما سيكون عليه الشعور الوطني إذا ما تمكنت بلاده من استعادة نهر النيل الذي لم تكن تعرف كيف تسيطر عليه أو تستفيد منه، وظل لفترة طويلة يمثل لها عقدة أكبر من عقدة الاستعمار الذي عانت منه لسنوات طويلة، مشيرا إلي أنه لا يوجد وقت أفضل من الوقت الحالي لكي تفرض إثيوبيا وجودها علي ساحة القوي في نهر النيل من خلال إتمام بناء سد النهضة.