سگان «ترب اليهود»يغرقون في مياه المجاري

"ترب اليهود" تكشف حجم المعاناة التي يعيشها "المنسيون" في مصر، ليس لأن مشاكلها كثيرة، ولكن لأن من في الحكم الآن كانوا يتاجرون بقضيتها إبان النظام السابق واليوم نسوا مشكلات وحقوق من فيها.

قررت "النهار" النزول لترب اليهود والإشارة لمشكلاتها ضمن الملف لأنها سبقت وزارتها في نهاية عام 2010، وكان في استقبال محررها آنذاك القيادي الإخواني عبد الفتاح رزق، الذي استنكر عدم اهتمام الحكومة بحل مشكلات أهلها، وقال بالنص: "الحكومات التي لا تلبي خدمات شعوبها عليها أن تحمل كراسيها وترحل"، مضيفا: هو لازم كل واحد يبني فيلا في القاهرة الجديدة لكي ندخل له مرافق.

تعاني منطقة "ترب اليهود" التابعة لحي البساتين بمحافظة القاهرة من مشكلات عديدة أبرزها محاصرة مياه المجاري وأكوام القمامة لها ونقص الخدمات (ماء، كهربا).

يقول الحاج محمد عبد الله أن الحكومة لم تنه مشكلة الصرف الصحي بالمنطقة حتي الآن رغم الشكاوي العديدة المقدمة من الأهالي، لافتا إلي أن مياه المجاري أغرقت الترب، مما تسبب في انتشار الناموس والحشرات التي تتسبب في إصابة سكان المنطقة وخاصة الأطفال بالأمراض الصدرية.

ويشير الحاج محمد إلي أن المنطقة تعاني من مشكلات عديدة أخري أبرزها انتشار القمامة بسبب عدم مجيء عمال النظافة للمنطقة، والانقطاع المستمر للتيار الكهربي، إلي جانب عدم إدخال الكهرباء لعدد كبير من سكان المنطقة، وطالب برصف شوارع المنطقة والاهتمام بمشاكلها.

وفي الناحية الشمالية من العزبة رصدت عدسة "النهار" غرق منطقة الترب بمياه المجاري وأكوام من القمامة أسفل الكوبري الدائري وكأن عقارب الساعة لم تتحرك منذ أن وطأتها منذ ثلاثة أعوام، وكأن الثورة لم تقم ويتغير النظام، وقال محمد يوسف أحد السكان للنهار: روحنا اشتكينا كتير بس محدش سأل فينا"، وأشار إلي أن مياه المجاري مرت من خلال السور وأغرقت الشارع الذي يسكن فيه، مما دفعه وسكان الشارع في فتح مسورة الصرف التي لم تعد القائمة بعملية الصرف الصحي للانتهاء منها منذ أشهر، موضحا أنه يتمني أن تهتم الحكومة بهم وتحل مشكلاتهم وأن يصل الغاز الطبيعي للمنطقة.

وفي أحد شوارع الضيقة بالمنطقة، أغرقت مياه المجاري أحد المباني، وهو ما يهدد بكارثة وسقوط للمبني، حسبما تشير الحاجة أم أحمد القاطنة في المبني، والتي أوضحت أنها تقدمت بشكاوي عديدة للحي ولمحطة مجاري جزيرة دار السلام ولكن لم يستجيب احد لمطالبها ولم يتحرك أياً من المسئولين للقيام بدوره.

وأكدت الحاجة أم أحمد أن مياه المجاري جعلت بعض سكان المبني يتركونه، ولفتت إلي أن المحلان المغلقين بالمبني أحدهما كان مخبز وأغرقته مياه المجاري وتسببت في خسارة خمسة أجولة دقيق، فيما كان المحل الثاني لبائع خضار وغرق هو الآخر، وتركه صاحبه.

ونددت بتجاهل المسئولين لشكواها من غرق المبني بمياه المجاري، الناتج عن إهمال الدولة وتأخرها في الانتهاء من مرفق الصرف الصحي بالمنطقة، وحذرت من كارثة تهدد المنطقة لأن مياه المجاري وصلت لغرفة كهرباء - ضغط عالي - مشيرة إلي أن الغرفة ستغرق بسبب مياه المجاري مما سيتسبب في كارثة، وأوضحت أنها لا تطالب سوي بحقوقها الواجب علي الدولة أن ترعاها، مثلما تلتزم بواجباتها اتجاه الدولة، وتدفع فواتير الكهرباء بانتظام التي تشمل فلوس نظافة.

وأكد عدد من الأهالي، أنهم في ظل تجاهل المسئولين لمشكلاتهم وحياتهم التي في خطر بسبب مياه المجاري التي تغرق شوارع المنطقة، سيقطعون الطريق الدائري ويمنعون حركة سير السيارات حتي تتم الاستجابة لمطالبهم، وتعاملهم الحكومة باعتبارهم مواطنين مصريين لهم حقوق، لافتين إلي أن السكان يصابون بالفشل الكلوي وأمراض صدرية بسبب المجاري والقمامة.