صُدمت في «الإخوان»فما يعنيهم وليس الإسلام

أحمد الكحلاوي فنان كبير وصاحب رأي رؤية حول مايجري علي الساحة المصرية والاقليمية والعالمية حول هذه الأحداث ورؤيته لمستقبل الحكم في مصر ومصير جماعة الإخوان ومستقبل دول الربيع العربي وقضايا أخري بالغة الأهمية .. كان هذا الحوار لـ "النهار" فإلي التفاصيل :

 كيف تقرأ المشهد السياسي في الوقت الحالي؟

- مشكلة المشهد السياسي الآن أنه لا أحد يفهم شئياً ولا أحد يريد أن يفهم فهناك "ناس" لا تريد أن تفهم و "ناس" لاتعرف كيف تفهم و "ناس "لا تفهم أساسا فالمحصلة أنه لا أحد يفهم شيئا سواء برغبته أو غصب عنه.

> وكيف تري الخروج من ذلك الموقف؟

- لابد من المصالحة والمصارحة.. فأنا مثلاً قد سعدت جدا بسبب تولي التيار الإسلامي السلطة في الدولة أملا في التخلص من مرحلة الدعارة الفكرية والفنية في الكليبات وغيرها التي عاشتها مصر ولكن الإخوان خيبوا أملي فيهم .

> ولماذا؟

- لأنهم يعملون في الخفاء 82 سنة وكان اسمهم المحظورة طوال الأنظمة الماضية منذ عبدالناصر والسادات ومبارك ولم تيأس وعملت إلي أن ظهرت علي السطح وتولت السلطة وكانت المشكلة أنني صدمت فيهم من تصرفاتهم التي لا تصح أن تصدر عن مسلم ناهيك عمن يروج لنفسه بوصفه اسلامي .. ثم جاء الأداء في إدارة البلاد مخيباً لآمال وطموحات المواطنيين.

> ولماذا لم تحاول مخاطبتهم - أي الإخوان - بملاحظاتك عليهم ؟

- فور تولي الرئيس مرسي خاطبتهم عبر الفيس بوك قائلا أنا مواطن مصري لا أعرف عنكم شيئا سوي ما استقيته من وسائل الإعلام الفاسدة فمعلوماتي عنكم "زيرو" وأرجو أن تصدروا بيانا يقول من أنتم وما هي مبادئكم وأهدافكم حتي يطمئن الشعب ولم يردوا .

> ولماذا صدمت فيهم ؟

- سئل الرسول صلي الله عليه وسلم أيسرق المؤمن قال نعم ويتوب ويغفر له أيزني المؤمن قال نعم أيقتل المؤمن قال نعم أيكذب المؤمن قال لا وفي رواية أخري مازال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا لذا فالمؤمن لايكذب تحت أي ظرف وإذا استعرضنا منذ اللحظة الأولي للثورة عندما قالوا إننا جماعة إصلاحية ليس لنا في الحكم وبعد قليل أصبح منهم رئيس واتنين هذا موقف يفقدني الثقة فيهم ثم رأيت بأعيني الرشوة المقنعة من الزيت والسكر ليس في مجلس الشعب فقط وإنما في الاستفتاء علي الدستور ورأيت بوفيهات عند لجان الانتخابات ماذا افترق الأمر عن مبارك هذا يعطي قرشا وهذا زيت وسكر وعندما تحدثت مع أحدهم صدمت أكثر أنه قال الضرورات تبيح المحظورات وقلت أسف لا أريد أحد يخدعني مرة أخري.

> وما رأيك فيما حدث في الاشتباكات الأخيرة بين الإخوان والمعارضين؟

- إنه أمر يندي له الجبين ولقد رأيت فيديو في إحدي الفضائيات لشباب من الإخوان يضربون رجل بالعصي والشوم وكان مشهدا لا استطيع نسيانه.

> كيف تري واقع ربيع الثورات العربية؟

- نجح بالون الاختبار الصغير في تونس فبدأت تعمل فريدام هاوس والعملاء والفيس بوك علي جميع الاتجاهات لتنفيذ باقي المخطط ولم يكن ليتم إلا بسبب فساد الأنظمة الفاسدة فهي التي مهدت لهذه الثورات بجرائمها المتعاقبة .

> بعد الثورة التونسية ..هل توقعت أن يحدث ذلك في مصر؟

- بالطبع لا فقد قلت إن النظام المصري قوي ومصر دولة محورية ولكنني لاحظت أن القذافي وبشار وعلي عبدالله صالح قتلوا شعوبهم ولم يفعلوا كمبارك.

> ولماذا؟

- لأنهم تعرضوا لخيانة فليبيا زرتها عدة مرات والفلوس بها واجعة قلوب أهلها ولايحتاجون للعمل فجأة ليبيا تلبس الميري الأخضر ويركبون سيارات نصف نقل عليها المدافع من أين جاء ذلك، من الخارج لأنها عملية منظمة وكل شيء فيها مرتب بعناية ومستوردة صح وكلها عملية تصفية حسابات لوكيربي وإلقائه الدستور في الكونجرس وأمريكا والغرب أخذوا قرارا بعدم وجود حكام عسكريين في الشرق وكل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل وتحقيق حلمها من النيل إلي الفرات.

> وهل تري أنه سيتحقق؟

- للأسف سيتحقق بعد أن كسرت الجيوش العربية القوية في المنطقة مثل العراق وحرقوا البلد بفتنة السنة والشيعة وكاد يحدث مع مصر نفس الأمر لولا "الخازوق" الذي وضعه مبارك قبل رحيله بأن وكل المجلس العسكري بإدارة البلاد وطلعوا مرة ثانية بشعار "يسقط حكم العسكر" ولو جبتلهم ملائكة من الجنة سيقولون "يسقط حكم ملائكة الجنة" لأن الأمر أصبح سهلا والناس التي كانت في "الشقوق" طلعت ليس في مصر فقط بل في العرب كله وأقسم بالله لولا الخيانة لما نجحت أوروبا والغرب في اقتحام الحصن العربي لأن الخيانة داء العرب منذ أن باعوا صدام وتم نحره في ليلة الأضحي.

> وهل تري الحل في أن يترك مرسي الحكم؟

- بالعكس.. لو ترك مرسي الحكم لضاعت البلد فوجوده حامي البلد من أشياء كثيرة.. وأنا أسف فهذا "الظل" الموجود والذي أقول أنه ليس رئيس بمعني أنها - كبيرة عليه- وهو رجل طيب أمر حتمي للدولة والأمر يشبه إلي حد بعيد المرأة الجميلة الفاتنة التي يموت زوجها ويتكالب عليها رجال الحي ويأتي رجال آخرون من الحي الآخر لو تزوجت "الزبال" وقال إنها زوجتي ساعتها انتهي الأمر فمرسي له شرعية رئيس الجمهورية لو سقط كمبارك سيتكالب علي البلد السلفي والجهادي والأجنبي ومحكمة العدل الدولية بحجة الأقليات وسيتم تقسيم مصر بشكل حقيقي فالصعيد سيذهب للأقباط والنوبة والعلمانيين يأخذون جزءا آخر.

> وما الحل في هذه الورطة؟

- أن يخرج الرئيس ويصارح الشعب بأنه أخطأ بدون خطابات منمقة ويدعو الجميع للعمل وأنظر مثلا إلي سوريا اعترفوا مؤخرا بأن 80% من الجيش الحر أجانب ما يحدث في سوريا فتنة مصريين علي يمنيين علي مرتزقة لبسوا الجيش السوري ويضربوا وعندما يقوم الجيش الوطني بمهمته لا أحد يعرف من الجيش الأصلي من المرتزقة والأمر تاه والبلد خربت وعندما أوشكت سوريا علي الانتهاء من مهمتها إذا به يحاول جرل الأردن إلي الخطة وأدخل حزب الله في الصورة حتي يتم جره للحرب فتضربه إسرائيل من جانب وأمريكا بقواعدها من جانب ويسقط حزب الله وانتهي آخر منظم قوية وأصبح الموجود أنظمة هزيلة فالسوداء تم تقسيم ومصر يجري تقسيمها والعراقة تفتت وسوريا يجري تقسيمها أيضا واصبحنا جميعاً كالأقزام وإسرائيل هي المارد الأعظم ولو فطنا لذلك لما يجري ما يحدث.

> إذن تري أن تولي الاسلاميون السلطة سيجئ بمردود سلبي علي الاسلام؟

- لقد جاء بمردود سلبي منذ فترة فالإخوان منذ 82 سنة لو كانت حركة إصلاحية اسلامية فعلا كان مصر أصبحت من أعظم الدول الإسلامية إلا أن ما يحدث أن عينك علي الكرسي ووصلنا إلي اليوم الذي رأينا فيه الإخوان يكذبون ويفترون ويعتدون بل إنهم يسبون ويقذفون.

> إذا انتقلنا للجانب الفني وأنت مداح الرسول ما هي أهم المعوقات التي تصادفك في وزارة الثقافة والبيت الفني للفنون الشعبية؟

- إذا وسد الأمر إلي غير أهله فعلي الدنيا السلام، كنت أتمني أن تقوم وزارة الثقافة بدورها الذي لا تفهمه بعمل رحلات مجانية للمدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية لتعريف الشباب والنشئ بسيرة سير الخلق إلا أنها لم تفعل ذلك بل إنها تحارب الإبداع رغم أنها قطاع خدمي ليس من مهمتها أن تحقق أرباحا ولقد عانيت كثيرا في آخر عرض قدمته مسرحية "هي.. في حياة الرسول" ولقد تنازلت عن جميع أجري في التأليف والاخراج والتصميم والألحان بل وتنازل نجلي عن التوزيع الموسيقي حباً في رسول الله وأملا في أن يري العرض النور.

> ألهذا مرضت خلال الفترة الماضية؟

- لا مرضت لأن وزارة الثقافة لم تلتزم بوعودها وبعد أن وعدني المسئولون بأن الفترة الأخيرة من العرض والتي تقدر بخمس ليالي ستكون مجانية كنوع من الرد علي الإساءة للرسول وقمت بطباعة الدعوات ووزعتها علي جميع الهيئات الدينية والدعوية وغيرهم إذا بهم ينقضون وعودهم ويؤكدون أن العرض سيقدم بتذاكر مما تسبب في صدمتي وقدمت أجازة مرضية وفوجئت بعدها بأنني متهم بإهدار المال العام كيف وأنا تنازلت عن حوالي 60 ألف جنيه هي أجري عما قدمته في العرض؟!

> وما هي خطتك بعد العودة من العمره؟

- أول ما سأقوم به بعد عودتي من العمرة أنني سأتقدم بطلب أجازة بدون مرتب لأنين تعبت ومللت من التخبط الإداري في الفنون الشعبية ولا خوفي علي شعبة الاتشاد الديني لكنت فعلت ذلك منذ فترة طويلة.

> ولماذا لا تنشئ فرقة إنشاد خاصة بك؟

- الأمر مكلف جدا ويحتاج إلي دولة ترعي قبل هذه الفرق لأنها تحتاج مصاريف ونفقات كبيرة لا أقوي عليها وكان ينبغي علي مؤسسة الرئاسة بدلا من أن تعادي الإعلام أن تعرف أن الفن والثقافة سلاح فتاك وجبار ولو استطاع الرئيس أن يستقصب الفن وينظفوه من الشوائب ويقدموا فنا نظيفاً لكان أفضل لهم ولكنهم فشلوا في ذلك ولم نجد مسلسلا دينيا العام الماضي بل فإن صناع الدراما تباروا في إبراز الالعري والخلاع المسلسلات العام الماضي عنادا في الإخوان ولم يكن يحدث ذلك بهذه الصورة ولم يكن طلعت حرب يهزي عندما أسسي صناعة السينما في مصر.

> وما الجديد لديك؟

- أقوم بالتجهيز لعرض حول الدستور المحمدي أتعرض خلاله إلي مواصفات الدستور الذي ينبغي علينا أن نحارب من أجله ونسعي لحشد الناس من أجله، وبالطبع لن أنتجه في البيت الفني للفنون الشعبية إذا استمر الوضع علي ما هو عليه.

> وما رأيك في الغناء حاليا؟

- أين هو الغناء تأمل فترة الثورة وإلي الأن ما الذي يذاع؟ إنها الأغاني التي أنتجت في عصر عبدالناصر وثورة 23 يوليو.