النهار
الإثنين 15 ديسمبر 2025 07:59 مـ 24 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
آداب العاصمة تكرّم شريف جاد «غالي» يستقبل نائب السفير الأردن لبحث أوضاع الطلاب الأردنيين بجامعة عين شمس الكومي وشربتلي وقنديل يفتتحون معرض عبدالحليم رضوي و 30 فنانا سعوديا بجاليري ضي الزمالك سفير سلطنة عمان بالقاهرة ينعى وفاة الدكتور محمد صابر عرب :قامةً ثقافيةً وفكريةً عربيةً بارزة ورمز من رموز العطاء العلمي والإنساني «أجروميليا» مشروع طلابي مبتكر يتألق في قمة المرأة المصرية بجامعة النيل دعم وتمكين ذوي القدرات والهمم.. الشباب والرياضة بالقليوبية تبحث تذليل العقبات من قيادة التوك توك لتجارة المخدرات.. المشدد 10سنوات خلف القضبان لسائق بالـقليوبية وزير العمل ومحافظ الجيزة يفتتحان مصنع «إي-تكس» العجلة طارت .. إصابة 5 اشخاص فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بأسيوط وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد احتفالية جمعية التطوير والتنمية لمنظمات المجتمع المدني إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان.. وتجهيز عادل لمباراة زيمبابوي حملة خبيثة تستهدف أجهزة macOS عبر ميزة مشاركة محادثات ChatGPT

فن

حوار خاص مع إيركا بوتشينكو: من جيمس بوند إلى القاهرة… رحلة صوت أنثوي يجمع بين الغموض والشغف

إيركا بوتشينكو مع محررة النهار
إيركا بوتشينكو مع محررة النهار

بصوتها المميز وحضورها الآسر، استطاعت إيركا بوخينكو أن تضع اسمها بين أبرز الأصوات الأوروبية المعاصرة. اشتهرت عالميًا بعد مشاركتها في أحد مشروعات سلسلة جيمس بوند، حيث قدمت أداءً غنائيًا لفت الأنظار إلى طاقتها الفنية وعمق إحساسها.

لكن إيركا ليست مجرد صوت جميل؛ فهي كاتبة أغانٍ تمتلك رؤية خاصة في موسيقاها، وتعبّر عن مشاعرها بصدق يجمع بين الكلاسيكية والحداثة.

مؤخرًا، زارت إيركا مصر للمشاركة في حفل الجراند بول، لتعيش تجربة مختلفة أمام جمهور عربي استقبلها بحفاوة كبيرة. في هذا الحوار مع جريدة النهار، تحدثنا معها عن تجربتها مع جيمس بوند، والكتابة، والتمثيل، وانطباعاتها عن زيارتها الأولى إلى القاهرة.

هل كانت هذه زيارتك الأولى إلى مصر أم سبق أن زرتها من قبل؟

كنت قد زرت مصر منذ زمن طويل، في بداية مسيرتي المهنية كعارضة أزياء. في ذلك الوقت كانت الزيارة بغرض العمل فقط، لذلك لم تتح لي فرصة حقيقية لاكتشاف البلاد أو الاستمتاع بها.

أما هذه الرحلة، فقد شعرت وكأنها تجربتي الأولى الحقيقية، وكانت تجربة ساحرة بكل معنى الكلمة.

ما كان انطباعك الأول عند وصولك إلى القاهرة؟

منذ لحظة وصولي شعرت بدفء الناس وطيبتهم. كان الجميع متعاونين ومرحبين للغاية، ومع مرور الوقت أدركت مدى صدق لطفهم واهتمامهم بالآخرين.

شاركتِ في حفل " الجراند بول"، كيف تصفين هذه التجربة؟

قدّمت عرضي في دار الأوبرا بالقاهرة الجديدة، وكانت التجربة استثنائية حقًا. خلف الكواليس كان الجو رائعًا، وكنت محاطة بعدد كبير من الراقصين الشباب الذين تعاملوا معي باحترام ومحبة، والتقطوا الصور وشاركوا هذه اللحظة معي.

كما كان فريق العمل بالكامل، من منظمين وفنانين وكل من يعمل خلف الكواليس، في غاية الروعة والاهتمام، وهو ما جعل التجربة أكثر تميزًا.

أقمت في فندق سانت ريجيس بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكان جميلًا جدًا وقريبًا من دار الأوبرا، مما جعل كل شيء مريحًا وممتعًا.

وعندما صعدت إلى المسرح، كانت اللحظة لا تُنسى.

كيف كان تفاعل الجمهور المصري مع أدائك؟

شعرت بأنني ألهمت الجميع، من الراقصين الشباب إلى الفنانين والجمهور. كان تفاعل الجمهور رائعًا ومؤثرًا.

كثيرون كانوا يكتشفونني كمطربة للمرة الأولى، وقد أعجبوا بصوتي كثيرًا.

كما أن كوني إحدى فتيات أفلام جيمس بوند أضاف بُعدًا خاصًا، وشعرت بحماسهم وإعجابهم.

وفي الأيام التالية انتشرت صور وفيديوهات الحدث على إنستجرام بشكل كبير، وكان من الرائع أن أرى هذا الكم من الحماس والاحترام والمودة من الفتيات الشابات والجمهور.

كل ذلك جعلني أشعر بترحيب كبير وسعادة حقيقية، وأتطلع إلى مشاركة المزيد من اللحظات الجميلة معهم.

هل ترين إمكانية للتعاون مع فنان مصري في المستقبل؟

لطالما أحببت اللغة العربية، ويسعدني جدًا أن أقدّم دويتو مع مطرب مصري إذا أتيحت الفرصة. كما سيكون من دواعي سروري المشاركة في مزيد من المشروعات الفنية.

إذا عدتِ إلى مصر، هل هناك مكان معيّن تودين زيارته؟

أتمنى زيارة المتحف الجديد الذي تم افتتاحه مؤخرًا، ولم تتح لي فرصة رؤيته في هذه الزيارة.

وبشكل عام، أطمح إلى استكشاف المزيد من هذا البلد الغني والمثير، واكتشاف كنوزه المتنوعة.

ما أكثر ما لفت انتباهك في الثقافة أو الموسيقى المصرية؟

أكثر ما شدّ انتباهي هو طبيعة الناس أنفسهم؛ فهناك بساطة وراحة حقيقية في تعاملهم، إلى جانب احترام عميق للفن وللآخرين. هذا الأمر أعجبني كثيرًا، كما أحببت ثقافتهم وموسيقاهم وفنونهم.

مصر حضارة عظيمة، وقد حافظ أهلها على هذه القوة الجميلة بداخلهم. وأقدّر بشكل خاص مدى فخرهم ببلدهم واجتهادهم في العمل. فهذا الفخر هو أساس كل شيء، إذ يولّد الاعتزاز بالنفس وبالعمل، ويعزز احترام الآخرين.

بشكل عام، كانت إقامتي في مصر تجربة مؤثرة للغاية.

أشعر بالامتنان والحماس، وأتمنى أن أعود قريبًا لأصنع مزيدًا من اللحظات الجميلة التي لا تُنسى مع الجميع هناك.

كيف جاءت فرصة المشاركة في عمل مرتبط بعالم جيمس بوند؟

كنت أدرس التمثيل، وفي الوقت نفسه أعمل كعارضة أزياء في مختلف أنحاء العالم، حين أخبرتني وكالتي في باريس بأنه يتم تصوير فيلم من سلسلة جيمس بوند في فرنسا، ونصحتني بالتقدّم للاختبار. في البداية لم أكن متحمسة كثيرًا، لكن مديرة اختيار الممثلين، مارغو كابيلييه، أقنعتني. وعندما شرحت لي قصة فيلم Moonraker، ومع معرفتي بأنني كنت أحلم في صغري بأن أصبح عالِمة فلك، شعرت وكأن الأمر إشارة واضحة. لذلك قبلت الدور.

هل كنتِ تتوقعين أن تحظى الأغنية بهذا التأثير الكبير لدى الجمهور؟

كنت أعلم أن جيمس بوند معروف في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب كتبت هذه الأغنية وسجلتها من الأساس. فهي دويتو مميّز جدًا يجمع بين فتاة من عالم جيمس بوند وجيمس بوند نفسه، روجر مور، أشهر عميل 007، وقد قمنا بتسجيلها منذ نحو اثني عشر عامًا. اعتدت على ردود فعل قوية من الجمهور، لكنني لم أكن أتوقع صراحة هذا القدر من التأثر في مصر. كان الجمهور دافئًا للغاية، وشعرت بصدق بقربهم الكبير من قلبي.

هل كنتِ من محبّي أفلام جيمس بوند قبل انضمامك إلى هذا العمل؟

على الإطلاق، لم أكن من محبّيها. كنت صغيرة جدًا في ذلك الوقت، وربما كنت من أصغر فتيات جيمس بوند سنًا. لكن جميع أصدقائي من الشباب كانوا مولعين بشخصية 007، ولم أكن أفهم السبب. ومع مرور الوقت بدأت أدرك سر هذا الاهتمام؛ فجيمس بوند موجود منذ أكثر من ستين عامًا ولا يزال حاضرًا بقوة حتى اليوم، بفضل قصصه المشوّقة، والنساء الجميلات، والسيارات والساعات الأيقونية، والمواقع المبهرة، وبالطبع الأدوات والتقنيات المذهلة.

ما أهم درس أو قيمة اكتسبتِها من العمل في إنتاج ضخم كهذا؟

كانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها تصوير إنتاج بهذا الحجم في فرنسا. كنا نعمل مع نخبة من أفضل المحترفين، وكلما سارت الأمور بسلاسة، أصبحت التجربة أجمل وأكثر متعة. كان لقائي بروجر مور تجربة استثنائية بحق؛ فقد كنت معجبة به ليس فقط في دور جيمس بوند، بل في كل المسلسلات والأفلام الرائعة التي شارك فيها. أحببت العمل معه ومع كل الأسماء الكبيرة المشاركة في هذا المشروع. وبشكل عام، كانت تجربة لا تُنسى.

إذا عُرض عليكِ تعاون جديد مرتبط بعالم جيمس بوند، هل ستوافقين أم تفضلين خوض اتجاه مختلف؟

نعم، بالتأكيد! خاصة اليوم، عندما أرى مقدار السعادة التي يمنحها هذا العالم للناس في كل أنحاء العالم. هناك بالفعل مجتمع كبير حول جيمس بوند، يكاد يكون عائلة واحدة. كثير من الناس، وخصوصًا الرجال، يحلمون بأن يكونوا جيمس بوند، ومن الجميل أن أكون جزءًا من هذا الخيال. لذلك نعم، ستكون إشارة لطيفة وتجربة ممتعة ومميزة جدًا. ومن يدري؟

يعرفكِ الجمهور ليس فقط كمطربة وكاتبة أغانٍ، بل أيضًا من خلال تجربتكِ في التمثيل. هل تحدثينا قليلًا عن ذلك؟

بدأت مسيرتي في سن مبكرة جدًا، حيث شاركت في مسلسلات تلفزيونية، وكذلك في فيلم Bilitis، الذي كان تجربة لافتة، وأخرجه المصوّر الشهير ديفيد هاميلتون.

لماذا قررتِ الابتعاد عن التمثيل أو عدم تكرار التجربة؟

كنت أحب التمثيل أمام الكاميرا، وكان شغفًا حقيقيًا بالنسبة لي. لكن مع مرور الوقت أدركت أن الوقوف على المسرح ومشاركة الموسيقى مع جمهور حي كان أكثر أهمية بالنسبة لي في تلك المرحلة.

هل كان هذا القرار مرتبطًا بالتركيز على الموسيقى، أم كانت هناك أسباب أخرى؟

نعم، كان القرار مرتبطًا جزئيًا بالتركيز على الموسيقى، لكنني كنت صغيرة السن أيضًا، وأدركت أنني أريد أن أكرّس نفسي لشيء أكثر خصوصية ومعنى، يتجاوز مجرد المظهر الخارجي.

لطالما كانت الموسيقى قريبة من قلبي، ورافقتني في جميع رحلاتي، سواء في بولندا أو فرنسا. منذ صغري كنت أحب الغناء وكتابة الشعر وتأليف الأغاني. وكان المصوّرون كثيرًا ما يقولون لي: «لماذا لا تصبحين مطربة؟ لديكِ صوت رائع». عندها قررت الابتعاد عن التمثيل لأتفرغ تمامًا للموسيقى، كتابةً وأداءً.

إذا عُرض عليكِ الآن دور تمثيلي قوي، هل تفكرين في العودة، أم أن تركيزكِ منصب بالكامل على الغناء؟

في الواقع، بعد بضع سنوات عدت بالفعل إلى التمثيل وقدّمت بعض الأدوار المميزة في مسلسلات تلفزيونية. لذلك نعم، اليوم يمكنني القبول، ولكن فقط إذا عُرض عليّ دور جذاب ومثير للاهتمام.

عندما تكتبين أغنية، أيهما يأتي أولًا: الكلمات أم اللحن؟

يختلف الأمر من مرة إلى أخرى. أحيانًا يلهمني لحن ما، فقد أسمع شيئًا في الراديو وأبدأ منه. وفي أوقات أخرى، تشعل عبارة في حديث عابر أو فكرة ما الكلمات أولًا. أستمتع بالطريقتين معًا. وعندما أكتب لفنانين آخرين، أحاول أن أضع نفسي مكانهم، لأعبّر عن مشاعرهم وشخصياتهم. أما عندما أكتب لنفسي، فقد يبدأ الأمر من أي شيء، حتى من أجواء بسيطة من حولي، مثل هبوب الرياح…

ما المشاعر أو الموضوعات التي تفضلين الكتابة عنها؟

الحب بكل أشكاله: بين الشريكين، والأصدقاء، والعائلة، وحتى الحيوانات. كما أحب الأغاني ذات النصوص العميقة والمعبّرة عن الحياة والمشاعر والتجارب الإنسانية. الموسيقى التي تمس القلب هي أكثر ما يلهمني.

من أكثر الفنانين أو الكتّاب الذين ألهموكِ؟

إلتون جون، وفريدي ميركوري، والعديد من فناني الراب بسبب كلماتهم القوية والمعبرة. أنا أحب جميع الأنواع الموسيقية، من الروك إلى الـR&B إلى الموسيقى الكلاسيكية، وحتى الأغاني الخفيفة. الأهم بالنسبة لي هو وجود ارتباط قوي من خلال الكلمات والمشاعر.

هل ترين نفسكِ أقرب إلى الشاعرة أم إلى المطربة؟

بالنسبة لي، الشاعرة والمطربة لا تنفصلان. أحب غناء كلماتي الخاصة لأنني أضع فيها كل مشاعري، كما أستمتع بكتابة الأغاني لفنانين آخرين وسماعهم وهم يؤدونها، فذلك يمنحني متعة خالصة. كلا الجانبين يسعدني، ولكلٍ جماله الخاص.

ما الفرق بين إيركا ككاتبة أغانٍ، وإيركا على المسرح كمؤدية؟

مجرد الحديث عن هذا الأمر يثير القشعريرة بداخلي. الوقوف على المسرح يعلّمني فهم ما يحبه الجمهور: الكلمات، والنبرة، والمشاعر. وعندما أكتب، أتخيل نفسي على المسرح، وهذا أمر غني وملهم للغاية. الكتابة لنفسي تجربة رائعة، لكن الكتابة للآخرين تفتح ذهني على عوالم مختلفة. فالأمر لا يتعلق بي وحدي، بل بالتواصل مع وجهات نظر متعددة، وهذا ما يجعله مجزيًا ومثريًا حقًا.

عندما تستمعين إلى أغانيكِ القديمة، هل ما زلتِ تحبينها كما هي، أم تتمنين أحيانًا تغيير شيء فيها؟

لا أود تغيير أي شيء. فكل أغنية كانت مدروسة بعناية، وعندما شعرت أنني وصلت إلى النتيجة التي أريدها، لم أجد سببًا لتعديلها. بالطبع، اليوم قد أعبّر عن بعض الأمور بشكل مختلف، لكنني لا أندم على ما أنجزته. وأحيانًا، عندما أقرأ كلماتي القديمة، أفاجأ حقًا وأندهش مما كتبته، وأتساءل: كيف خرجت هذه الكلمات الرائعة من عقلي؟

في النهاية أشكرك بشدة. هل تودين إضافة شيء ؟

في الختام، أود أن أضيف أنه لولا النساء لما وُجد جيمس بوند.

لقد احتفيت دائمًا بقوة المرأة وذكائها وجاذبيتها، وآمل أن أتمكن من خلال عملي كفتاة من عالم جيمس بوند، وكمطربة وكاتبة أغانٍ ومصممة أزياء، من إلهام النساء وتمكينهن في جميع أنحاء العالم.

في مصر، حيث يتمتع الناس بحساسية عالية وتواصل عميق مع مشاعرهم، ولا سيما النساء، شعرت بأنهن تفاعلن بصدق مع الرسالة التي أسعى إلى إيصالها.

كما أن الإبداع، واحترام الفن، ودفء الناس هناك جعلوا هذا التواصل أكثر خصوصية وتميّزًا.