كيف غير وزير الحرب الأمريكي قواعد الاشتباك؟.. هذه قائمة الأولويات
بنى بيت هيجسيث سمعة كبيرة في الدفاع عن القوات الأمريكية المتهمة بانتهاك قوانين النزاع المسلح، وهي سمة أكسبته تأييد الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى ووضعته على رأس البنتاجون في ولايته الثانية، حتى قبل أن يكون وزيرًا للحرب في دولة نووية كبرى، لكن وزير الحرب الذي اشتكى سابقًا من قواعد الاشتباك الغبية، أصبح الآن في قلب نقاش في واشنطن حول ما إذا كانت الضربة التي شُنّت في سبتمبر الماضي ضد قارب يشتبه في أنه ينقل المخدرات في منطقة البحر الكاريبي تشكّل جريمة حرب، وهو ما يختبر مكانة هيجسيث لدى المشرعين وقيادته للجيش.
ووفق تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كان الجدل قائمًا منذ فترة طويلة في كتبه، وعلى شاشات التلفزيون، جادل هيجسيث لسنوات بأن على القادة العسكريين تخفيف القواعد المفروضة على القوات الأمريكية، ما يسمح لهم بالقتال دون قلق من المحاكمات العسكرية المستقبلية، أيضا، أصرّ على أن "مزيدًا من حرية العمل، وتقليلًا للتنظيم من قِبل المدعين العسكريين، سيجعل القوات أكثر فتكًا وفعالية، ويمكن تبرير ذلك بموجب قوانين الحرب".
في حين يناقش المشرعون والخبراء ما إذا كانت ضربات القوارب قانونية أم لا، فإن وفاة الناجيين اللذين كانا متمسكين بحطام القارب تثير قلقًا خاصًا، لأن "دليل قانون الحرب" الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية يوضح أن القتل المتعمد لطاقم السفينة الغارقة سيكون غير قانوني، وجاء في الدليل: "الأشخاص الذين فقدوا الوعي أو أصبحوا عاجزين عن القتال بسبب الجروح أو المرض أو غرق السفينة، بحيث لم يعودوا قادرين على القتال، هم عاجزون عن القتال ".
ووفقًا لخبراء قانون الحرب "حتى لو كان هدف الضربة الثانية تدمير السفينة بالكامل، فسيحتاج الجيش إلى مراعاة مصير الناجين قبل شن هجوم جديد. كان من الممكن إنقاذ الناجين والقبض عليهم قبل غرق القارب"، وفي حين يقول هيجسيث إنه يجلب "أخلاقيات المحارب" المطلوبة منذ فترة طويلة إلى البنتاجون الذي يقول إنه عزز التنوع على حساب القدرة العسكرية الصارمة، يقول منتقدوه إن قراره في فبراير الماضي بإقالة كبير المدعين العامين للخدمات العسكرية وحججه ضد القيود الصارمة على استخدام القوة "خلقت جوًا يمكن أن تحدث فيه الانتهاكات".
تشكلت آراء هيجسيث من خلال تجربته الشخصية في الجيش الأمريكي. بعدما أُرسل إلى العراق عام 2005، وهناك استخدمت سرية "تشارلي" التي ضمته أساليب عدوانية، لدرجة أن بعض الجنود أطلقوا عليها اسم "سرية القتل". وحُوكم أربعة من جنودها لاحقًا أمام محكمة عسكرية بتهمة قتل عراقيين عُزّل، لكن هيجسيث سحب فصيلته جانبًا وأمر بتجاهل المشورة القانونية بشأن قواعد الاشتباك التي اعتبرها "هراءً". قال، وفقًا لكتابه "الحرب على المحاربين" الصادر عام 2024: "لن أسمح لهذا الهراء بالتسلل إلى عقولكم".
وأضاف: "أيها الرجال، إذا رأيتم عدوًا تعتقدون أنه يشكّل تهديدًا، فاشتبكوا معه ودمروه، كما أقنع هيجسيث الرئيس ترامب في ولايته الأولى بالعفو عن الملازم أول كلينت لورانس والرائد ماثيو جولستين، المتورطين في مقتل أفغان عُزّل، وإلغاء قرار خفض رتبة جندي البحرية إيدي جالاجر، الذي اتُهم بقتل أسير جريح من تنظيم "داعش"، وأُدين في النهاية بالتقاط صور مع الجثة فقط.
وفي سبتمبر الماضي، خلال فعاليةٍ لإعادة تسمية "وزارة الدفاع (Department of Defense) إلى وزارة الحرب (Department of War) قال هيجسيث: "نعمل بأقصى درجات الفتك. لا أداء قانوني فاتر، بل تأثيرٌ عنيف، وفي الشهر نفسه، عندما استدعى ترامب القادة العسكريين من مختلف أنحاء العالم لحضور خطابه في قاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فرجينيا، زعم الرئيس أن الجيش لا ينبغي أن يكون ملزمًا بقواعد الاشتباك، وتلفت "وول ستريت جورنال" إلى أن هيجسيث نقل هذه الرغبات إلى البنتاجون في فبراير الماضي، عندما أقال كبار القضاة العسكريين، الذين قال إنهم "قد يشكّلون عقبات محتملة أمام تنفيذ الأوامر الصادرة عن القائد العام".
وتابع: "نحن ندرّب محاربين، لا مدافعين. نُطلق العنان لمقاتلينا لترهيب أعداء بلادنا، وتثبيط معنوياتهم، وملاحقتهم، وقتلهم، وفي بودكاست في نوفمبر 2024، بينما كان ترامب يدرس ترشيحه لتولي حقيبة البنتاجون، قال هيجسيث: "قواعد الاشتباك مشكلة كبيرة. كل ما يفعلونه هو أن يأخذوا حادثة واحدة ويصرخوا "مجرم حرب، وأصبحت آراء هيجسيث هذه ذات أهمية مرة أخرى وهو يدافع عن نفسه ضد الاتهامات التي وجهها إليه المشرعون من كلا الحزبين وخبراء قانون الحرب بأنه يتحمّل بعض المسؤولية عن ضربة الثاني من سبتمبر. حيث أسفرت الهجمات عن مقتل 11 شخصًا في أول هجوم من 21 ضربة يقول البنتاجون إنها أسفرت عن مقتل 82 شخصًا في المجمل.
وخلال اجتماع وزاري عُقد يوم الثلاثاء الماضي، صرّح هيجسيث بأنه لم يأمر قائد العمليات الخاصة، الأدميرال فرانك "ميتش" برادلي، بتنفيذ الضربة الثانية التي دمرت القارب وأدت إلى مقتل اثنين من الناجين، مع أنه دافع عن تصرفات الضابط، وفي الوقت نفسه، لم يوضح وزير الحرب سبب عدم بذل الولايات المتحدة أي جهد لإنقاذ الناجين، بينما أنقذت وأعادت اثنين من الناجين من الإكوادور وكولومبيا بعد ضربة على سفينة مخدرات شبه غواصة بعد شهر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة ضربت القارب مرتين في الهجوم الأول، ومرتين أخريين في الهجوم الثاني.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
