النهار
الأربعاء 19 نوفمبر 2025 11:59 مـ 28 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سعر الكيلو يصل لـ 6 ألاف جنيه.. نجاح زراعة الشاي الأزرق لأول مرة بالبحيرة ذهب أخضر في أرض الرمال: حكاية حصاد ثمرة الجنة ”الزيتون” في البحيرة “بإيدي المليانة تعب.. علمت ولادي” ..أم جمال تحصد الحقول بحكاية وجهها الشمس ويدها الأرض منال رشاد.. من ربة منزل إلى مصممة فنون الكونكريت بتكلفة 525 مليون جنيه… مستشفى العبور تدخل مرحلة التشطيبات الأخيرة عدالة صارمة… تأييد السجن المؤبد لثلاثة متهمين أحرزوا مخدرات وأسلحة نارية وبيضاء بالقليوبية «نتورك إنترناشيونال» تستعرض أحدث حلول التكنولوجيا المالية خلال معرض Cairo ICT 2025 مختصون خلال AIDC: تسونامي الذكاء الاصطناعي يهدد الهوية والسيادة العربية خبراء: الـ eSIM تعيد تشكيل أمن إنترنت الأشياء في مصر.. ويطالبون بـ”الأمن منذ التصميم” لمواجهة تحديات المدن الذكية سفير فنزويلا يشارك في احتفالات ذكرى افتتاح قناة السويس الإدارية العليا تستقبل 114 طعنًا على نتائج انتخابات مجلس النواب 2025 في اليوم الأول الملتقى الأول للإبداع يكرم اسم الشاعر السعودي علي حسن غسّال

عربي ودولي

صفقة تاريخية بين الرياض وواشنطن: هل يصبح التحالف الأمريكي السعودي الأقوى في الشرق الأوسط؟

تستعد المملكة العربية السعودية لتوقيع أكبر صفقة دفاعية في تاريخها مع الولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة من شأنها تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

وتأتي هذه الصفقة في مرحلة حساسة تشهد طرح ملفات إستراتيجية بالغة الأهمية، تشمل الاتفاقيات الدفاعية، وصفقات التسلح، والعلاقات السعودية الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع اقتراب زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن المقررة في 18 نوفمبر 2025.

تفاصيل صفقة الدفاع المشترك

تشير المعلومات إلى أن صفقة الدفاع المشترك المرتقب توقيعها بين الرياض وواشنطن تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري الثنائي، من دون التأثير على اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان، التي تقوم على العلاقات الثنائية وتؤكد أن أي اعتداء على أحد الطرفين يُعد اعتداءً على الآخر.

كما تهدف الصفقة إلى دعم الاستقرار الإقليمي، وتعزيز وجود الولايات المتحدة في منطقة الخليج من خلال شراكات أمنية ودفاعية متعدّدة مع دول المنطقة.

ومع كل استحقاق سياسي أو عسكري بين البلدين، تعود إلى الواجهة ملفات بالغة الحساسية، مثل صفقات التسلّح ومسار التطبيع، فضلًا عن الجدل القائم حول شراء الرياض مقاتلات F-35 الأمريكية.

ووفقًا لتقارير «رويترز»، فإن الصفقة المحتملة تشمل 48 مقاتلة F-35، وقد حصلت بالفعل على موافقة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ما يعكس تطورًا مهمًا في مستوى التعاون العسكري بين الطرفين.

صفقة الـ F-35 بين الرياض وواشنطن

رغم أهمية هذه الصفقة، فإن إبرامها لا يزال بحاجة إلى موافقة ثلاث جهات: الحكومة الأمريكية، والرئيس الأمريكي، والكونغرس.

وتدرك السعودية أن تمرير مثل هذه الصفقات يتطلب دعمًا تشريعيًا، إذ يمكن للرئيس الأمريكي الدفع باتجاه إتمامها في حال تمكن من إقناع الكونغرس، رغم وجود ضغوط من بعض الديمقراطيين وأعضاء الكونغرس الذين يربطونها بملف التطبيع السعودي الإسرائيلي.

ومن الجانب الأمريكي، يَعتبر الرئيس أن السعودية حليف استراتيجي لا غنى عنه، وأن تلبية احتياجاتها الدفاعية تُعد ضرورة في سياق السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
كما أبدى مخاوف من أن يؤدي رفض الطلبات الدفاعية السعودية إلى دفعها نحو تعزيز تعاونها العسكري مع دول منافسة للولايات المتحدة، مثل الصين وروسيا.

المخاوف الإسرائيلية والدولية

تشير تقارير إسرائيلية إلى أن صفقة بيع مقاتلات F-35 للسعودية قد تهدد التفوّق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط، خاصة إذا لم تكن الصفقة مشروطة بتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وبالمقابل، تؤكد السعودية تمسكها بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، معتبرة أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 يمثّل شرطًا أساسيًا لأي خطوة تتعلق بالتطبيع.

تأثير الصفقة على اتفاقية الدفاع مع باكستان

تبقى اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان اتفاقية مستقلة، تهدف بالأساس إلى تعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي بين البلدين، بما في ذلك الدفاع المشترك ودعم القدرات الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية.

كما تستمر الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري والأمني في الخليج عبر اتفاقيات دفاعية متعددة، بما يضمن الاستقرار ويحد من انتشار الأسلحة النووية.

صفقة استراتيجية لمستقبل التحالف

تشكل الصفقة الدفاعية بين السعودية والولايات المتحدة تحوّلًا استراتيجيًا كبيرًا، يعزز التحالف العسكري بين البلدين، ويفتح مجالات جديدة للتعاون في قطاعات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا.

ورغم ذلك، تبقى الأسئلة مطروحة حول الموافقات التشريعية في الولايات المتحدة، وتأثير الصفقة على توازن القوى الإقليمي، إلى جانب المخاوف الإسرائيلية والدولية، ما يجعل متابعة تطورات هذه الصفقة عاملًا حاسمًا في قراءة مستقبل العلاقات الأمريكية–السعودية.

مخاوف إسرائيل من صفقة الـ F-35

تُعد إسرائيل الطرف الأكثر قلقًا من الصفقة الدفاعية المرتقبة بين الرياض وواشنطن، ولا سيما فيما يخص بيع مقاتلات F-35 للمملكة. فإسرائيل، التي تُعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز المتقدم، تخشى فقدان تفوقها العسكري النوعي الذي تحرص واشنطن على ضمانه لها منذ عقود.

وترى تل أبيب أن حصول الرياض على هذه القدرات المتقدمة قد يغير ميزان القوى في المنطقة، ويمنح السعودية تفوقًا جويًا غير مسبوق.

وتزداد المخاوف الإسرائيلية من احتمال انتقال التكنولوجيا الحساسة للمقاتلات إلى أطراف دولية مثل الصين أو روسيا، في ظل توسع التعاون العسكري بين الرياض وهذه الدول.

كما يخشى المسؤولون الإسرائيليون من امتلاك دولة عربية مركزية لقدرات عسكرية متقدمة دون وجود اتفاق تطبيع رسمي يضمن استمرار التحالفات السياسية.