الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: إسرائيل تغيّر حدود لبنان وتصادر 4 آلاف متر مربع.. ماذا يعني ذلك سياسيًا وأمنيًا؟
دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر مجددًا بشأن التطورات الميدانية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعدما كشف مسح ميداني أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عن قيام الجيش الإسرائيلي ببناء جدار خرساني يتجاوز الخط الأزرق ويمتد داخل الأراضي اللبنانية، في خطوة تُعدّ انتهاكًا مباشرًا لسيادة لبنان ولقرار مجلس الأمن رقم 1701.
جدار جديد داخل الأراضي اللبنانية
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المسح الذي أجرته اليونيفيل الشهر الماضي خلص إلى أن الجدار الذي شيده الجيش الإسرائيلي أدى إلى منع السكان اللبنانيين من الوصول إلى مساحة تتجاوز 4 آلاف متر مربع من أراضيهم، أي ما يعادل فدانًا كاملًا.
وأضاف دوجاريك أن جزءًا آخر من جدار جديد يجري تشييده جنوب شرقي بلدة يارون يتجاوز أيضًا الخط الأزرق، مشيرًا إلى أن اليونيفيل أبلغت إسرائيل بهذه الانتهاكات وطالبت بإزالة الجدار فورًا.
وفي بيان منفصل، أكدت اليونيفيل أن وجود إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية وأعمال البناء التي تجريها هناك يشكّل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن 1701، ودعت الجيش الإسرائيلي إلى احترام الخط الأزرق بالكامل والانسحاب من جميع المناطق الواقعة شماله.
تل أبيب تنفي.. وتتمسك بخطتها
في المقابل، نفى متحدث عسكري إسرائيلي تجاوز الجدار للخط الأزرق، معتبرًا أن البناء جزء من "خطة أشمل" لتعزيز الحدود الشمالية.
وأوضح أن المشروع بدأ في عام 2022، وأن الجيش يسرّع البناء بعد الحرب الأخيرة، ضمن إجراءات تهدف إلى "تعزيز العوائق الميدانية" على طول الحدود.
جدار يمتد حتى كيلومترين داخل لبنان
ووفق تقارير ميدانية وصحفية، بدأت إسرائيل في بناء جدار خرساني ضخم بعمق يصل إلى كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية، وتحديدًا خلف الخط الأزرق مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا الجدار جزء من خمسة "مواقع استراتيجية" تصر إسرائيل على الاحتفاظ بها عقب اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، رغم المهلة الممنوحة لها للانسحاب الكامل من الجنوب.
تطورات الانسحاب من الجنوب: خمس نقاط استراتيجية باقية
ورغم سحب إسرائيل لقواتها من معظم القرى الجنوبية بينها يارون، مارون الراس، ميس الجبل، حولا، وبليدا إلا أنها أبقت قواتها في خمسة مواقع استراتيجية بحجة "الضرورات الأمنية".
وبحسب المتحدث العسكري الإسرائيلي نداف شوشاني، فإن القوات ستبقى لحين ضمان الدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية قبل تسليم هذه المواقع إلى الجيش اللبناني في وقت لاحق.
وهذه المواقع هي:
1. تلة اللبونة
تطل على الناقورة، وتشرف على الأراضي اللبنانية والمستوطنات الإسرائيلية، وتعد نقطة مراقبة متقدمة.
2. موقع مركبا
يقع بمحاذاة طريق مركبا–حولا، ويقابل موقع وادي هونين الإسرائيلي.
3. تلة الحمامص
ترتفع شمال مستوطنة المطلة، وتعد نقطة استراتيجية للرصد والتمركز.
4. تلة جل الدير
تقع جنوب عيترون، مقابل موقع المالكية، وتتحكم بممرات عسكرية مهمة.
5. جبل بلاط
بين راميا ومروحين، ويطل على القطاعين الغربي والأوسط مع قدرة واسعة على مراقبة الداخل اللبناني.
ماذا يعني تجاوز الخط الأزرق سياسيًا وأمنيًا؟
1. تكريس احتلال جديد "بغطاء هندسي"
تجاوز الجدار الإسرائيلي للخط الأزرق يعني عمليًا فرض تغيير ميداني على الحدود الدولية المعترف بها من الأمم المتحدة، وهو مؤشر على محاولة إسرائيل خلق "حدود أمر واقع" جديدة.
2. انتهاك مباشر للقرار 1701
وهو القرار الذي أنهى حرب 2006، وينص على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية. أي خرق لهذا القرار يفتح الباب أمام مواجهة دبلوماسية وأمنية جديدة.
3. تقويض جهود وقف إطلاق النار
استمرار إسرائيل في بناء الجدران والاحتفاظ بمواقع داخل لبنان يهدد الهدنة التي تم التوصل إليها في نوفمبر 2024، ويقوّض الوساطة الأمريكية والفرنسية.
4. مخاوف من تصعيد مع حزب الله
هذه التحركات قد تُفسَّر من جانب حزب الله على أنها محاولة لفرض واقع جديد، ما يرفع احتمالات الرد العسكري أو التصعيد على الحدود.
5. تغيير جغرافي ينعكس خلال مفاوضات ترسيم الحدود
أي تغيير تقوم به إسرائيل على الأرض قد يُستخدم لاحقًا كورقة تفاوضية خلال أي مباحثات حول الحدود البرية.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
