النهار
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 01:05 صـ 26 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

مشروع جديد يحقق المصالح الأمريكية والإسرائيلية.. ماذا يدور في الكواليس؟

ترامب
ترامب

كشفت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، عن أربعة أهداف محورية في إطار المصالح الأمريكية والإسرائيلية يحققها مشروع الممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي الأوروبي يخلق تقدّمًا عمليًا في مسار الاعتراف السياسي والاقتصادي بإسرائيل من قِبل بعض الدول العربية في المنطقة، علاوة على أنه جزء من محاولة واشنطن لإعادة ترميم شبكة تحالفاتها في غرب آسيا بعد التراجعات الأخيرة وإعادة تموضع روسيا إيران؛ لذلك يجب قراءة المشروع كأداة لإعادة رسم هندسة النفوذ الأمريكي في المنطقة، لا كمبادرة اقتصادية محضة.

يأتي المشروع في إطار الخطوات الأمريكية الهادفة إلى استئناف اتفاقات أبراهام بانضمام كازاخستان، بعد أن عطلتها حرب غزة، ليعود مشروع «آيمِك» إلى قلب الأوراق السياسية المطروحة على طاولة صانع القرار.

وذكرت «المرسي» في تحليل لها، أن المشروع سيؤدي إلى تقليل الأهمية الاستراتيجية لكل من مضيق هرمز، فمضيق هرمز، الخاضع للرقابة الإيرانية، يُعد من أهم أوراق القوة الجغرافية لإيران، لكن نجاح المشروع سيُضعف هذه الورقة، ويحد من الوزن الجيوسياسي لطهران، في حين يمنح إسرائيل مساحة جديدة لتوسيع نفوذها وضرب المصالح الإيرانية الإقليمية.

وأوضحت أن تنفيذ المشروع يعني فعليًا تقدّمًا في الاعتراف السياسي والاقتصادي بإسرائيل من جانب بعض الدول العربية، إذ إن التشابك الاقتصادي المتبادل يخلق علاقات اعتماد متبادل تمهد لتطبيع أعمق وأوسع، وهو ما تسعى إليه واشنطن وتل أبيب من خلال مشروع "آيمِك" في محاولة لتحسين صورة إسرائيل على الساحة الدولية بعد جرائمها في غزّة.

ونوهت إلى أن الولايات المتحدة ترى أنها في صراع استراتيجي مع القوى العالمية الصاعدة، وتسعى عبر هذا الصراع إلى إضعاف منافسيها والحفاظ على هيمنتها الدولية. كما، يُنظر إلى مشروع «آيمِك» باعتباره جزءًا من المواجهة الاقتصادية والاستراتيجية مع إيران، بهدف الحد من نفوذها وتحويلها إلى لاعب هامشي في معادلات غرب آسيا الكبرى.

وأوضحت أن المشروع يهدف إلى إنهاء عزلة إسرائيل وتحسين وضعها الدولي المتدهور، إذ تواجه عزلة سياسية وشعبية متزايدة في المنطقة والعالم، وتحتاج إلى مبادرات جديدة لتغيير واقعها الميداني وخلق فرص لصالحها، وهو ما يمكن أن يتحقق عبر تنفيذ مشروع «آيمِك».