النهار
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 01:05 صـ 26 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

كيف سعت واشنطن وتل أبيب لجعل الاتفاقيات الإبراهيمية إطارًا دبلوماسيًا واسع النطاق؟

ترامب
ترامب

كشفت ماري ماهر، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن دلالات مهمة بشأن انضمام كازاخستان إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، موضحة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة أضرت بالسمعة التي حاولت إسرائيل بناءها باعتبارها شريكًا اقتصاديًا مهمًا للدول العربية، وأعادت تجديد الخطاب الشعبي الإسلامي المناهض لإسرائيل والرافض لأي مظاهر تطبيعية، بل والمطالب بإعادة مراجعة اتفاقيات التطبيع القائمة وإلغائها، غير أن اتجاه واشنطن وتل أبيب إلى الدول ذات الأغلبية المسلمة وليس لها تاريخ صراعي مع إسرائيل في آسيا الوسطى ينطوي على محاولة لإزالة الشوائب العالقة بصورة إسرائيل، وإظهار وجود كتلة إسلامية معتدلة –من وجهة نظهرها– تتفهم متطلبات الأمن القومي الإسرائيلي.

وذكرت في تحليل لها، أن كازاخستان على سبيل المثال، تبنت عقب طوفان الأقصى موقفًا متماهيًا مع إسرائيل؛ حيث أصبح قاسم توكاييف أول رئيس من آسيا الوسطى يدين العملية ويصفها بـ «التكتيكات الإرهابية غير المبررة»، ودعت أستانا إلى الإفراج غير المشروط عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وواصلت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وناقشت الشراكة التكنولوجية والسياحة وإلغاء التأشيرات، كما زار رئيس الكنيست أمير أوحانا أستانا في أبريل 2025، مشيدًا بكازاخستان باعتبارها نموذجًا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل.

وأوضحت ماري ماهر، أن كل من واشنطن وتل أبيب تسعى إلى جعل الاتفاقيات الإبراهيمية إطارًا دبلوماسيًا أوسع نطاقًا يتجاوز الدول والشعوب العربية الخاضعة لتأثيرات أيديولوجية ترتبط بموروثات الصراع العربي الإسرائيلي، إلى دول ذات أغلبية سكانية مسلمة لكنها أكثر مرونة وقابلية في إدارة علاقات براجماتية مع إسرائيل تتجاوز البُعد الأيديولوجي، وذات أهمية اقتصادية وجيوسياسية للمصالح الحيوية للولايات المتحدة، سواء كانت أوراسية أو آسيوية أو أفريقية، مع إعطاء تلك الدول دورًا أكبر في إعادة صياغة ترتيبات الشرق الأوسط وفق الرؤية الأمريكية، وهو ما تجلى على سبيل المثال في طرح إندونيسيا وأذربيجان وباكستان كدول مرشحة لإرسال قوات ضمن القوة الدولية التي ستتشكل بموجب قرار من مجلس الأمن لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة، وقد تم تداول الأسماء ذاتها كدول مرشحة للحاق بركب الاتفاقيات الإبراهيمية، فيما عدا باكستان.