هل يصمد الاقتصاد الروسي طويلا أمام عقوبات الرئيس الأمريكي؟
بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية وصفها بالهائلة على روسيا، في محاولة للحد من شراء نفطها، على أمل الضغط عليها من أجل إنهاء الحرب، إلا أن موسكو ربما تجد متسعًا للهرب من الضربة القاضية التي وجهها البيت الأبيض، وصف نائب وزير الطاقة الروسي السابق فلاديمير ميلوف، عقوبات الرئيس دونالد ترامب على شركتي نفط روسيتين عملاقتين بأنها خطوة ثورية، لكن على الرئيس الأمريكي أن يذهب أبعد من ذلك ليُلحق ضررًا حقيقيًا بالاقتصاد الروسي، بحسب «نيوزويك» الأمريكية.
صرّح ميلوف، الذي كان وزيرًا في الحكومة الروسية عام 2002، بأن الإجراءات ضد «روسنفت» و«لوك أويل» تُشير إلى تغيير في نهج ترامب في معاقبة روسيا على حربها ضد أوكرانيا، لكن لا تزال هناك تساؤلات حول تطبيقها، وقال إن ترامب يُذيب الجليد بجدية بهذه الإجراءات، لكن موسكو قد تجد حلولًا بديلة وإعفاءات من شأنها تخفيف العقوبات، بينما يرى ريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للأعمال، بأن منع أسطول الظل الذي ينقل النفط الروسي عبر بحر البلطيق سيكون خطوة أكثر أهمية.
كان ترامب قد أرجأ فرض قيود جديدة على روسيا لأشهر، لكنه أعلن عن عقوبات جديدة على أكبر شركتي نفط روسيتين، الأربعاء الماضي، متذمرًا من أن محادثات السلام مع بوتين لم تسفر عن أي نتيجة، وزاد الاتحاد الأوروبي من الضغط باعتماد حزمة عقوباته الـ19 ضد موسكو، مستهدفًا عائدات الطاقة الرئيسية لروسيا والشبكات المالية وسلاسل توريد التكنولوجيا.
حظيت أولى العقوبات المباشرة التي فرضها ترامب على روسيا في ولايته الرئاسية الثانية بترحيب دولي، وشكلت ضربة موجعة لروسيا، بعد أيام من عدم التزام الرئيس الأمريكي بتزويد كييف بصواريخ توماهوك بعيدة المدى كما كانت تأمل أوكرانيا، وقال ميلوف، إنه على الرغم من أهمية العقوبات الجديدة، إلا أن الاقتصاد الروسي سيتضرر أكثر إذا عادت الإدارة الأمريكية إلى نظام العقوبات الجماعية الذي فرضه الغرب.
صرح «ميلوف» لمجلة «نيوزويك» بأن عقوبات ترامب كانت كبيرة بعد أشهر من التردد في اتخاذ أي إجراء ضد روسيا بشكل مباشر، وأنها تُشير إلى تغيير في نهجه، وقد كان لها بالفعل تأثير نفسي سلبي للغاية في روسيا داخليًا، لأن الكرملين اعتقد أن إدارة ترامب كانت أحد آماله الأخيرة. في بيئة عقوبات متزايدة السوء، على حد قوله.
ووفقًا لميلوف، فلن تُوجّه هذه العقوبات ضربة قاضية للاقتصاد الروسي، لأن ما يهم في العقوبات هو الاتساق، والتطبيق السليم، وسد الثغرات، وأنها لعبة طويلة الأمد، ومع ذلك، سيتعين على روسيا إيجاد حلول بديلة معقدة لبيع النفط، وستخسر الكثير من المال مع المزيد من الخصومات، «لذا فهذا إجراء خطير في حد ذاته»، على حد قوله.
وستكون الضربة الأكبر إذا قامت الولايات المتحدة انضمت بفعالية إلى نظام العقوبات الجماعية الذي فرضه الغرب، وذلك بخفض سقف أسعار النفط، والحد من كمية النفط الروسي المنقول بحرًا الذي يمكن بيعه، إضافة إلى التصدي لأساطيل موسكو السرية (أسطول الظل) التي تخرق العقوبات.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
