حكومة نتنياهو تصطدم مباشرة بجدار أمريكي عربي واحد.. ماذا يدور في الكواليس
كشف الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، عن كواليس ما يدور حالياً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل والسعودية، موضحاً أنه في خطوة نادرة على الساحة الإسرائيلية، قدّم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اعتذاره للمملكة العربية السعودية بعد تصريح مهين كان قد أثار غضبًا واسعًا، وقال عبر حسابه على منصة «إكس»: «لم يكن تصريحي بشأن السعودية موفقًا بالتأكيد، وأنا آسف للإهانة التي سببتها»، مضيفاً بلهجة مشروطة «ومع ذلك أتوقع ألا يضرونا، وألا ينكروا تراث وحقوق الشعب اليهودي في يهودا والسامرة الضفة الغربية»
وقال«وازن» في تحليل له، أن اعتذار وزير المالية الإسرائيلية جاء بعد تصريحه «إذا قالت لنا السعودية تطبيع مقابل دولة فلسطينية، أيها الأصدقاء، لا شكرا. استمروا في ركوب الجمال في الصحراء السعودية»، موضحاً أن التراجع العلني أثار جدلًا في الأوساط السياسية داخل تل أبيب، إذ رأى محللون أنه محاولة لتخفيف التوتر مع واشنطن والرياض في لحظة شديدة الحساسية.
وأضاف الدكتور محمد وازن، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل رسالة غير مسبوقة إلى نتنياهو وحكومته، مؤكدًا أن أي تحرك نحو ضم الضفة الغربية سيؤدي إلى خسارة كل دعم أمريكي لإسرائيل، وفي مقابلة مع مجلة تايم بتاريخ 15 أكتوبر، قال ترامب: «لن يحدث ذلك. لن يحدث لأنني أعطيت كلمتي للدول العربية، ولا يمكن القيام به الآن… وإذا أقدمت إسرائيل على ذلك، فستفقد كل دعمها من الولايات المتحدة».
وأوضح خبير الشئون الإسرائيلية أن تصريحات ترامب جاءت لتغلق الباب أمام طموحات اليمين المتطرف الذي يحاول استغلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لتمرير قانون الضم، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حذّر من أن تصويت الكنيست لصالح مشروع القانون قد يُفجّر اتفاق وقف إطلاق النار في غوة ويقوّض خطة السلام التي طرحتها إدارة ترامب، وقال بوضوح: «المضي في هذا المسار الآن سيكون ذا أثر عكسي ولن يخدم الأهداف المشتركة بين واشنطن وتل أبيب».
أما نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس فأبدى استياءً شديدًا من تصويت الكنيست، وقال إنه «شعر بالخداع» بعدما أُبلغ بأن التصويت رمزي فقط. وأضاف: «إذا كان هذا التصويت لمجرد كسب نقاط سياسية داخلية، فهو تصرف غبي حقًا، وأنا مستاء منه».
واختتم الدكتور محمد وازن تحليله قائلا: «ما بين اعتذار سموتريتش للسعودية وتحذير ترامب الصريح من واشنطن، تعيش الحكومة الإسرائيلية حالة ارتباك غير مسبوقة.. تل أبيب تحاول الموازنة بين تطرف الداخل وضغوط الخارج، لكن المعادلة هذه المرة مختلفة فاليمين الإسرائيلي يصطدم مباشرة بجدار أمريكي – عربي واحد، عنوانه الواضح لا ضم.. لا استفزاز.. ولا لعب بالنار بعد الآن».


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
