محامي المتهم بقتل صديقه بالإسماعيلية: «موكلي يحتاج فحصًا نفسيًا.. ولم أدافع عن الجريمة بل عن العدالة»

قال المحامي أحمد حمد، دفاع الطفل المتهم بقتل زميله بالإسماعيلية وتقطيع جثمانه إلى أشلاء، إن القضية تمثل واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، وإن ما حدث لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة غامضة تحتاج لتحليل نفسي عميق قبل إصدار أي أحكام.
وأضاف «حمد» في تصريحات خاصة للنهار أنه تقدّم بطلب رسمي إلى جهات التحقيق لعرض موكله على لجنة من أطباء مستشفى العباسية للأمراض العقلية والنفسية، لبيان مدى سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب الواقعة، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات قوية على أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية دفعت به إلى ارتكاب جريمته المروعة.
وقال المحامي:
«أنا توليت القضية ليس دفاعًا عن الجريمة، ولكن دفاعًا عن العدالة. أنا لا أقول إن المتهم بريء، ولكن أريد أن أفهم سبب ما فعله، وهل كان في وعيه وقت ارتكاب الجريمة أم لا».
وأوضح أن المعلومات التي حصل عليها من محاضر التحقيقات تشير إلى أن المتهم تناول أجزاء من جسد المجني عليه بعد تقطيعه، وهو تصرف لا يصدر عن شخص سوي نفسيًا أو إدراكيًا، مؤكدًا أن ما حدث يستدعي فحصًا طبيًا عاجلًا قبل أي إجراءات قضائية لاحقة.
تفاصيل الجريمة التي هزّت الإسماعيلية
شهدت محافظة الإسماعيلية واقعة مأساوية هزّت الرأي العام، حيث أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا على قتل زميله في المدرسة وتقطيع جثمانه بمنشار كهربائي داخل منزله في منطقة «المحطة الجديدة» بدائرة قسم أول الإسماعيلية.
وكشفت التحقيقات أن الطفل الجاني استدرج صديقه المجني عليه إلى منزل أسرته في غياب والديه، بعد خلاف بسيط نشب بينهما أثناء اللعب. وما أن دخلا المنزل حتى اعتدى عليه بالضرب باستخدام أداة صلبة، حتى فارق الحياة.
وبعد ارتكاب الجريمة، قام الجاني بسحب الجثة إلى داخل المطبخ، ثم استخدم منشار والده الكهربائي في تقطيع الجثمان إلى أشلاء، متأثرًا بما شاهده في أحد المسلسلات العنيفة وألعاب الفيديو الإلكترونية.
وبحسب ما ورد في التحقيقات، حاول المتهم التخلص من الجثة بإلقاء الأشلاء في أكثر من موقع بالقرب من منطقة كارفور الإسماعيلية، إلا أن الأجهزة الأمنية نجحت في تتبع آثار الدماء والعثور على أجزاء الجثمان خلال ساعات.
اعترافات الطفل المتهم
اعترف الطفل المتهم تفصيليًا أمام جهات التحقيق بارتكابه الجريمة، وقال إنه قرر قتل زميله بعد مشادة كلامية بينهما، وأنه استوحى فكرة القتل من ألعاب إلكترونية وأفلام أجنبية كان يشاهدها، حيث قرر تنفيذها «بنفس الطريقة».
وقال في اعترافاته: «كنت عايز أجرب اللي بشوفه في اللعبة… حسّيت إني بعمل زي البطل».
التحقيقات والإجراءات
قررت جهات التحقيق حبس المتهم «يوسف.أ» 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع تكليف الطب الشرعي بإعداد تقرير الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه «محمد.أ.م» لبيان سبب الوفاة وتاريخها وكيفية حدوثها.
كما اصطحبت فرق التحقيق المتهم إلى مكان ارتكاب الجريمة ومنطقة إخفاء الأشلاء لتمثيل الواقعة وسط تأمين أمني مشدد، في حين أمرت النيابة بضم تقرير الأدلة الجنائية وتحليل العينات البيولوجية للمتهم والمجني عليه.
وأكد المحامي أحمد حمد أن الدفاع سيطلب خلال الجلسات القادمة إيداع الطفل إحدى المؤسسات العلاجية أو الإصلاحية في حال ثبت أنه يعاني اضطرابًا نفسيًا، مشددًا على أن «هذه الجريمة درس خطير حول تأثير الألعاب الإلكترونية ومشاهد العنف على الأطفال