النهار
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 04:07 صـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أسامة شرشر يكتب: لماذا رفرفت الآن الأعلام المصرية في غزة؟ نشرها البيت الأبيض.. دلالات صورة الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل نقابة الإعلاميين تناقش تطوير الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في إطار خطة النقابة الشاملة لتطوير الإعلام «وزير الاتصالات»: ننفذ مشروعات مع «التعليم »وشركات عالمية لتمكين المعلمين من اكتساب مهارات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعى بمناسبة اليوم العالمى للمعلم... وزير الاتصالات: التطورات الهائلة فى الذكاء الاصطناعى التوليدى تعيد تشكيل منظومة العملية التعليمية لماذا رفضت إيران حضور قمة شرم الشيخ للسلام؟ ماذا لو شاركت إيران في قمة شرم الشيخ للسلام؟ زيارة عبد الناصر محمد وعمر جابر لـ حسن شحاتة للاطمئنان على صحته أنقذ 10 طلاب .. ميخائيل عياد بطل واقعة سقوط تروسيكل بترعة منقباد بأسيوط غدا الثلاثاء مساحة حرة مع د. منى الصبان بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية اختناق عاملين في حريق مصنع الفايبر بقليوب.. و رجال الإطفاء يسيطروا سلام غزة يبدأ من شرم الشيخ: دعم دولي واسع لاتفاق وقف النار

عربي ودولي

”اعترفوا بفلسطين”.. لحظة صدام بين ترامب والنائب العربي تشعل الكنيست الإسرائيلي

 النائب العربي  أيمن عودة يقاطع كلمة الرئيس الأميركي
النائب العربي أيمن عودة يقاطع كلمة الرئيس الأميركي

أثار النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة جدلاً واسعاً، بعد مقاطعته كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الجلسة العامة التي عُقدت في الكنيست،اليوم الإثنين، بمشاركة قادة الحكومة الإسرائيلية.

وخلال الكلمة، رفع عودة لافتة كتب عليها "اعترفوا بفلسطين"، قبل أن يتدخل أفراد الأمن لإبعاده من القاعة، في مشهد لاقى تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تعليق على الحادثة، كتب عودة عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً):"لقد أُبعدوني من الجلسة العامة لمجرد أنني طرحتُ أبسط مطلب، مطلبًا يتفق عليه المجتمع الدولي بأسره: الاعتراف بالدولة الفلسطينية. هناك شعبان هنا، ولن يرحل أي منهما".

كما نشر صورة اللافتة التي رفعها أثناء الجلسة، مؤكدًا أن الاعتراف بفلسطين هو الطريق الوحيد نحو العدالة والسلام. وقبل الحادثة بوقت قصير، كان عودة قد هاجم أجواء الجلسة واصفًا إياها بأنها تحمل "نفاقًا لا يُطاق"، وقال: "تتويج نتنياهو بالإطراء لا يُعفيه وحكومته من الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة، ولا من المسؤولية عن دماء الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين".

وختم تغريداته بالتشديد على أن "إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام للجميع".

ردود فعل إسرائيلية متباينة

أثار تصرف عودة انقسامًا حادًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل. فقد اعتبر نواب اليمين ما فعله "استفزازًا متعمدًا" في لحظة حساسة، بينما رأى آخرون في المعارضة أنه "صرخة ضمير" تعبّر عن الصوت الغائب وسط أجواء الحرب.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصفت الحادثة بأنها "تجسيد للفجوة العميقة داخل إسرائيل بين التيار القومي اليميني وتيار الأقلية العربية".
أما صحيفة "هآرتس" فقد دافعت عن عودة في افتتاحيتها، معتبرة أن إسكاته داخل الكنيست "يؤكد هشاشة الديمقراطية الإسرائيلية حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين".

من جهته، قال النائب اليساري موسى راز إن ما قام به عودة "ليس إهانة للكنيست، بل تذكير بأن الاحتلال ما زال الجرح المفتوح في جسد الدولة".
بينما هاجمه عضو حزب "الليكود" أمير أوحانا قائلاً إن "من يرفع شعار الاعتراف بفلسطين في وجه رئيس الولايات المتحدة داخل برلمان إسرائيل، لا يستحق الجلوس فيه لحظة واحدة".

الموقف الأميركي من الحادثة

نقلت مصادر دبلوماسية أميركية لوسائل إعلام إسرائيلية أن فريق ترامب "لم يُفاجأ بالحادثة"، واعتبرها "دليلًا على حيوية الديمقراطية الإسرائيلية"، في إشارة إلى التعدد داخل البرلمان. ورغم ذلك، وصف عدد من المقرّبين من ترامب تصرّف عودة بأنه "استعراض سياسي غير لائق في مناسبة رسمية"، مشيرين إلى أن الرئيس الأميركي "يرى في اعتراف إسرائيل بفلسطين خطوة يجب أن تأتي في إطار تسوية شاملة، لا عبر شعارات أو احتجاجات فردية".

حظيت حادثة أيمن عودة بتغطية واسعة في الصحافة الأميركية، التي رأت فيها مشهدًا رمزيًا يعكس التناقض بين خطاب واشنطن عن “السلام” والواقع السياسي داخل إسرائيل.
صحيفة "واشنطن بوست" وصفت ما جرى بأنه "لحظة نادرة كسرت الانضباط البروتوكولي داخل الكنيست"، معتبرة أن احتجاج عودة يعيد التذكير بـ"القضية الفلسطينية التي غابت عن جدول أولويات الإدارة الأميركية".
أما "نيويورك تايمز" فاعتبرت أن تعامل قوات الأمن مع النائب العربي "يكشف هشاشة التعددية السياسية في إسرائيل عندما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين"، بينما رأت شبكة CNN أن الحادثة وضعت ترامب في "موقف حرج"، إذ بدت رسالته حول التعايش والسلام متناقضة مع ما حدث داخل القاعة.
في المقابل، دافعت بعض المنصّات المحافظة مثل فوكس نيوز عن موقف ترامب، مؤكدة أن "الرئيس لم يتأثر بالمقاطعة، وواصل كلمته بثبات"، معتبرة أن الواقعة "أظهرت التزامه بدعم إسرائيل في مواجهة الإرهاب".

تُبرز واقعة أيمن عودة حجم الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، ليس فقط بين اليمين واليسار، بل بين من يرى في استمرار الحرب على غزة دفاعًا عن الأمن القومي، ومن يراها مأزقًا أخلاقيًا وسياسيًا.
فعودة، الذي يُمثل الصوت العربي في الكنيست، أراد توجيه رسالة رمزية إلى الحاضرين وإلى الرئيس الأميركي ترامب، مفادها أن أي حديث عن “سلام” أو “أمن” لا معنى له دون الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
ويشير مراقبون إلى أن تصرف عودة وإن بدا احتجاجيًا فرديًا، إلا أنه يعكس حالة التململ المتزايدة داخل المعارضة الإسرائيلية من سياسة الحكومة الحالية، ومن الدعم الأميركي غير المشروط لها، في ظل استمرار المأساة الإنسانية في غزة.

موضوعات متعلقة