تحالف إقليمي تقوده مصر.. ماذا قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن صفقة وقف إطلاق النار في غزة؟

قدّم الدكتور كفير تشوفا، الخبير في صنع القرار بكلية «رمات جان» بإسرائيل، تحليلاً مُهماً في صحيفة معاريش الإسرائيلية عن صفقة اتفاق وقف إطلاق النار الحالية، موضحاً وجود تحالف إقليمي بقيادة مصر يغيّر قواعد اللعبة، مؤكداً بحسب ترجمة الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، أن الصفقة الناشئة لإطلاق سراح الرهائن ليست مجرد خطوة إنسانية، بل جزء من تحالف إقليمي تقوده مصر، يضم قطر وتركيا، ويضغط جميعه نحو تسوية تدريجية تُنهي الحرب وتعيد رسم المشهد السياسي في غزة.
ووصف «تشوفا» في تحليله الدور المصري بعبارة «هندسة دقيقة وسط العواصف»، موضحاً أن مصر ليست طرفًا أيديولوجيًا في التحالف، لكنها القائد الميداني والسياسي فيه، فهي تدير المفاوضات، وتضبط إيقاع الانسحاب الإسرائيلي، وتستفيد في الوقت نفسه من الدعم الأميركي لتعزيز موقعها كضامن إقليمي رئيسي، مؤكداً أن القاهرة تدرك أن تحقيق تهدئة دائمة في غزة يعزز مكانتها أمام واشنطن، ويضعها في مركز القرار الشرق أوسطي.
وذكر الدكتور كفير تشوفا، أن قطر وتركيا، اللتان ترتبطان تاريخيًا بحركات الإسلام السياسي، تدفعان باتجاه صفقة تحفظ الحد الأدنى من الوجود السياسي للحركة وتُرضي واشنطن في آنٍ واحد، أما مصر فتتعامل مع الملف بمنهج عملي بارد: توازن بين ردع حماس وتثبيت الهدوء الميداني، وفق ترجمة «وازن».
وأوضح أن الرهائن الذين مثّلوا ورقة رابحة في بداية الحرب، تحولوا الآن إلى عبء ثقيل مع تصاعد الضغط العسكري والاستخباراتي، بحسب «تشوفا»، مضيفًا أن الحركة تُفضّل استنفاد ما تبقى من الورقة قبل أن تفقد قيمتها بالكامل، وحول خريطة النفوذ، أكد الخبير أنها تتغير وتنتقل التحالفات في المنطقة، موضحاً أن تركيا تعود إلى التعاون العسكري الغربي وتقترب من مشروع مقاتلات F-35 ، وترسخ قطر مكانتها كوسيط إجباري للولايات المتحدة، وتثبت مصر أن تحالفها مع واشنطن مجزٍ ومؤثر، وتعيد تموضعها كوسيط يحظى بقبول متقاطع بين الشرق والغرب.
وحذر الدكتور كفير تشوفا، من أن أي تراخٍ في الإشراف الدولي سيحوّل مشاريع الإعمار إلى غطاء لإعادة بناء البنية العسكرية، مؤكداً أن الخطر الحقيقي ليس حماس وحدها، بل المحور الإقليمي الذي يتشكل حول إسرائيل، مؤكداً أن الأمن الحقيقي يتحقق حين تنتقل الدولة من رد الفعل إلى تشكيل الساحة السياسية بنفسها.