الطائرات الإسرائيلية تشن غارات عنيفة على جنوبي غزة.. تصعيد جديد يهدد جهود التهدئة

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق متفرقة جنوبي مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية جسيمة في المنازل والبنية التحتية، وسط مخاوف من انهيار الجهود الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر محلية في القطاع بأن القصف استهدف مناطق في مدينة رفح وخانيونس، حيث سُمعت أصوات انفجارات متتالية هزّت الأحياء السكنية، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة في سماء المدينة. كما طالت الغارات مواقع يُعتقد أنها تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الطواقم الطبية والدفاع المدني هرعت إلى مواقع القصف فورًا، لانتشال الجرحى وإخلاء السكان من المناطق المتضررة، مؤكدة أن عددًا من الإصابات تم نقلها إلى المستشفيات لتلقي العلاج، دون صدور حصيلة نهائية بعد.
وتأتي هذه الغارات في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا، رغم الحديث عن وساطات مصرية وقطرية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي كان من المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ ظهر اليوم. وأكدت مصادر دبلوماسية أن التصعيد الإسرائيلي المفاجئ يهدد بتقويض كل الجهود السياسية الجارية لإعادة الهدوء إلى القطاع.
من جانبها، أصدرت فصائل المقاومة في غزة بيانًا قالت فيه إنها "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، مشددة على أن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد. وأكد البيان أن المقاومة "تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين".
وفي المقابل، بررت إسرائيل غاراتها بأنها "ردّ على إطلاق صواريخ من داخل قطاع غزة"، معتبرة أن العملية تستهدف "البنى التحتية للإرهاب"، على حد وصفها. إلا أن شهود عيان أكدوا أن القصف طال مناطق مدنية مأهولة بالسكان، ما أثار موجة غضب واسعة في الشارع الفلسطيني والعربي.
وتتزامن الغارات مع ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لضبط النفس، وتحذيرات من الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع الذي يعاني من دمار واسع ونقص حاد في الغذاء والوقود والمياه.
ويقول مراقبون إن هذا التصعيد قد يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، ويهدد بانفجار أمني واسع إذا لم يتم احتواء الموقف سريعًا. فيما شددت مصادر مصرية على أن القاهرة تواصل اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف لوقف التصعيد ومنع تدهور الوضع الميداني.
وفي ظل هذه التطورات، يعيش سكان غزة حالة من القلق والترقب، وسط أصوات الطائرات التي لا تفارق سماء المدينة، وانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة جراء القصف، في مشهد يعيد إلى الأذهان جولات التصعيد السابقة التي دفع فيها المدنيون الثمن الأكبر.