الهدوء يعود إلى غزة.. بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ظهر اليوم بعد وساطة مصرية وقطرية مكثفة

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم، وفق ما أعلنته قناة إكسترا نيوز، لينهي أيامًا من التصعيد العنيف بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، في ظل وساطة دبلوماسية قادتها مصر وقطر بمشاركة الأمم المتحدة.
وتشير المصادر إلى أن الاتفاق يتضمّن وقفًا شاملًا للعمليات العسكرية من الجانبين، مع الالتزام بوقف القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، وكذلك وقف إطلاق الصواريخ من داخل القطاع. كما يشمل التفاهم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والوقود والإمدادات الطبية إلى غزة عبر معبر رفح البري، الذي يمثل شريان الحياة الأساسي لسكان القطاع.
وقالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات إن الوساطة المصرية لعبت الدور الأبرز في تقريب وجهات النظر، خصوصًا بعد أن شهدت جولات المباحثات السابقة تعثرًا بسبب الخلافات حول آليات التنفيذ وضمانات الالتزام. وأضافت المصادر أن القاهرة حصلت على تعهدات من الطرفين بعدم التصعيد خلال الأيام المقبلة، وإتاحة الفرصة لجهود التهدئة الدائمة.
ويأتي الاتفاق في وقت حرج تشهد فيه غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما يعيش آلاف الأسر في مراكز إيواء مؤقتة بعد تدمير منازلهم. كما تشير تقارير دولية إلى أن أكثر من 70% من سكان القطاع باتوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية.
وتأمل الأطراف الراعية أن تمهّد هذه الهدنة المؤقتة لعودة الهدوء وبدء مرحلة جديدة من الحوار السياسي الهادف إلى تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، وفتح الطريق أمام إعادة الإعمار ورفع الحصار عن القطاع الذي يعاني منذ أكثر من 17 عامًا.
ويرى مراقبون أن نجاح الهدنة الحالية سيعتمد على مدى التزام الجانبين ببنود الاتفاق، وعدم تكرار الخروقات التي أفشلت تفاهمات سابقة. كما حذر محللون من أن أي تصعيد جديد قد يعيد المنطقة إلى دائرة العنف، ما لم تتوافر ضمانات دولية واضحة لتطبيق الاتفاق.
وفي الوقت الذي رحبت فيه عدة دول عربية ودولية بالجهود المصرية والقطرية، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية على أن القاهرة ستواصل اتصالاتها لضمان تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تدهور الأوضاع مجددًا، مؤكدًا أن “مصر لن تتوانى عن دعم الأشقاء الفلسطينيين والعمل على استعادة الاستقرار في المنطقة.”
وبينما يسود الهدوء الحذر في سماء غزة منذ ظهر اليوم، تبقى أعين العالم متجهة نحو الحدود الجنوبية، مترقبة ما إذا كانت هذه الهدنة ستكون مقدمة لحل سياسي أوسع ينهي سنوات من المعاناة والصراع.