شرشر يؤكد: المخابرات والخارجية المصرية نجحا في جعل القاهرة مركز التفاوض.. وترامب لا يهتم إلا بـ«جائزة نوبل»

قال النائب والإعلامي أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار، إن الشعب الفلسطيني تحمل ما لا يتحمله بشر خلال 728، من الإبادة التى قام بها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة.
وأضاف خلال لقائه في برنامج ساعة إخبارية على قناة النيل للأخبار والذي قدمته الإعلامية مي صالح، أن ما يهم ترامب بالأساس باقتراحه لوقف الحرب، هو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والحصول على جائزة نوبل للسلام.
وشدد شرشر على أن دور مصر كان مهما جدا، فخطة ترامب لم تأت جزافا، بل بعد تحركات كبيرة من الجانب المصري والقطري، وضغط سياسي جعل بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرهم من الدول الغربية تهرع للاعتراف بدولة فلسطين، ما جعل ترامب يسارع بالخطة لإنقاذ إسرائيل.
وأكد شرشر على أن الجميع اعترف بدور مصر وهو ما وضح جدا في زيارة ويتكوف وكوشنر للقاهرة لبدء مفاوضات المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وكذلك سعي مصر لعقد مؤتمر وحوار للم شمل الفرقاء الفلسطينيين، ويجب أن نشير أيضا إلى الدور القطري المهم في هذا الموضوع بالتنسيق مع القاهرة، معتبرا أن جهود جهاز المخابرات العامة المصري العظيم ووزارة الخارجية المصرية العريقة نجحت في جعل القاهرة مركزا للتفاوض في قضية غزة.
وتابع أن اللواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بذلا جهدا كبيرا في التفاوض وإقناع حركة حماس بالموافقة على المقترح الترامبي، خاصة بعد الخلاف بين الجانب السياسي لحركة حماس في قطر والجانب الحركي في غزة، وكذلك قام ترامب بالتواصل مع أردوغان لدفعه لإقناع حماس بالإفراج عن كافة الرهائن.
شرشر يؤكد: خطة مصر في يناير الماضي كانت ستجنب غزة الكثير من الدمار
وأكد شرشر أن الدول العربية والإسلامية تحفظت على استبعاد السلطة الفلسطينية من المشهد في إدارة غزة، لأن هذا معناه الوصاية التامة من ترامب وتوني بلير في غزة، خاصة بعد تاريخ توني بلير الأسود في العراق وتدميره.
وقال شرشر إنه لو كانت حماس وافقت على تسليم الرهائن في يناير الماضي وفقا للمقترح المصري، لكان هناك وضع آخر في القطاع، ولتجنبت غزة المزيد من الدمار.
وطالب شرشر بضرورة الإسراع بإعادة إعمار غزة حتى نقضى على أي فرصة لتصفية القضية الفلسطينية مشيرا إلى أنه لولا موقف مصر التاريخي برفض التهجير لكانت القضية الفلسطينية انتهت بالفعل وفقا للمخطط الصهيويني بإرسال أهل غزة لسيناء وأهل الضفة الغربية إلى الأردن.
وأكد شرشر أن الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري وكتيبة الدبلوماسية المصرية تعاملا مع الملف بكل كفاءة على كل المستويات بالتعاون مع جهاز المخابرات العامة المصرية، ونتيجة لذلك فإن كل المفاوضات الآن تتم في القاهرة.
وتابع: أعتقد أن مصر اليوم هي التى تقود الملف تماما، ولكن يجب أن يتوحد القرار الفلسطيني وتكون هناك لجنة تكنوقراط فلسطينيين لإدارة غزة لأن الشيطان يكمن في التفاصيل والشيطان الأكبر هو توني بلير.
أسامة شرشر: نتنياهو أصيب بالصدمة لموافقة حماس على مقترح ترامب
ونبه شرشر أن نتنياهو صدم بموافقة حماس على المقترح الترامبي، لأنه كان يراهن على أن حماس لن تقبل بتسليم السلام أو الرهائن، ولكن الموافقة أصابته بالصدمة ووضعته في مأزق أمام العالم، لدرجة أن ترامب تواصل معه تليفونيا بعد موافقة حماس، وأقنعه بالموافقة لوقف عزلة إسرائيل في العالم.
شرشر: مصر بدأت توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية
وأشار شرشر إلى أن قيام مصر بتنظيم مؤتمر وحوار للفصائل الفلسطينية يعني أن مصر بدأت بالفعل في توحيد الجبهة الفلسطينية، لوقف أي محاولة إسرائيلية مستقبلية لإنهاء القضية الفلسطينية.
وتابع: ترامب يخطط للحصول على الرهائن ويبدأ في تنفيذ مخطط وصفقة القرن (صفقة الشيطان الأكبر) للسيطرة على غزة ومواردها.
شرشر يطالب بالبدء فورا في إعادة إعمار غزة
وتابع: ولكن رؤية مصر الثاقبة والواقعية يجب تنفيذها بعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة، ويجب أن تقف الدول العربية مع مصر ونبدأ في دعم صندوق إعادة الإعمار، خاصة مع التوافق الدولي على الدولة الفلسطينية والتى شهدت اعتراف 157 دولة حتى الآن بها.
وأضاف شرشر أن القيادة السياسية تعاملت بمنتهى الذكاء خاصة برفض الرئيس عبد الفتاح السيسي الذهاب إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس ترامب، لأن رؤية مصر الحفاظ على القضية والشعب والأرض الفلسطينية، وآن الأوان مع وقف إطلاق النار، أن يكون هناك تحرك عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة، وآن الأوان أن ندعم الشعب الفلسطيني الشقيق الذى تعرض لما لم يتعرض له أحد في تاريخ الحروب.
وشدد على أن أمريكا يمكن أن تضحي بكل مصالحها مع الدول العربية ولكن مصلحة إسرائيل لديها فوق كل اعتبار، مشيرا إلى أن أمريكا قادرة على إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، ولكن اللوبي الصهيوني هو من يتحكم في القيادة الأمريكية، ولكن المفاجأة الآن هي موافقة حماس على المقترح، وأصبح ترامب ونتنياهو في موقف لا يحسدان عليه.
وأكد شرشر أنه ليس مطمئنا إلى أن إسرائيل ستقوم بوقف إطلاق النار فورا، ولكن سيكون هناك مزيد من الدمار، حتى يخرج ترامب ونتنياهو لإعلان نجاح إسرائيل في مسعاها والقضاء على حماس.
النائب أسامة شرشر: مصر هي الوسيط النزيه.. والقوات المسلحة المصرية توقف أطماع الصهاينة
وأضاف شرشر أن مصر هي الوسيط النزيه في المفاوضات الحالية، ولكنه يتخوف من وجود كوشنر صاحب اتفاقيات إبراهام، وويتكوف الوسيط العقاري، لأنه يتبعهما الخراب أينما ذهبا، ولكن يبقى فقط توحيد القرار الفلسطيني لإفشال أي مخططات لتدمير الشعب الفلسطيني.
وشدد شرشر على أن ما يطمئنه كمصري وعربي هو وجود القوات المسلحة المصرية التى تقف حجر عثرة أمام أطماع الصهاينة، ولو كانت الدول العربية استمعت للدولة المصرية في 2016 بإنشاء قوة ردع عربية لما حدث كل ذلك وما شاهدنا كل هذه الفظائع في غزة.
وأعرب شرشر عن تفاؤله إذا تم التوحد الفلسطيني مشيرا إلى ضرورة التوحد العربي والتوحد الإسلامي أيضا، فالعالم لا يحترم إلا لغة القوة.
وأكد شرشر أن المفاوضات بدأت وسيخرج الجيش الإسرائيلي على مراحل والأهم هو حل الدولتين وهذا مارثون سياسي طويل النفس، وهذ الحل سيريح الجميع، ولكنه سيأخذ وقتا طويلا.
شرشر يدعو إثيوبيا لوقف اللعب بالنار في ملف نهر النيل
وفي الختام دعا شرشر إثيوبيا لوقف اللعب بالنار، والعبث بمياه النيل، فمصر لديها السد العالي والدولة قادرة على التعامل مع أي ألاعيب إثيوبية، حتى لو ظهرت بعض التأثيرات كما حدث في أراضي طرح النهر بالمنوفية والبحيرة، ولكن النار ستطول الجميع إذا استمر العبث الإثيوبي.